ظهر مفهوم النظم عام 1939 ولعب دورًا هامًا في العلم الحديث، وشغل تفكير العلماء والمختصين بشكل عام وعلماء الإدارة بشكل خاص، فهو أداة مهمة وفعالة للغاية للتغلب على المشاكل التي تواجه سير العملية الإدارية، فالنظام عبارة عن مجموعة من الأشياء المرتبطة ببعض التفاعلات المنتظمة والمتبادلة في أداء الوظيفة، كما عرف بعض العلماء مختلف أنواع نظم المعلومات الإدارية على أنها مجموعة من الأجزاء التي تتكامل وتتفاعل بين بعضها البعض ومع بيئتها للوصول إلى الأهداف الموضوعة، حيث إن مختلف أنواع مظم المعلومات الإدارية تتضمن عدد من العناصر التي تتفاعل فيما بينها من أجل تحقيق الهدف يسعى النظام لتحقيقه في ظل ظروف بيئية معينة حيث تتكون نظم المعلومات من المدخلات والعمليات والمخرجات والمعلومة المرتدة وبيئة النظام وحدوده.
يتسم العصر الحديث بأهمية المعلومات والحاجة الملحة للحصول عليها ومعالجتها، سواء بالنسبة للأفراد أو المؤسسات والمنظمات ربحية كانت أو غير ربحية الأمر الذي ولد الحاجة إلى مختلف أنواع نظم المعلومات الإدارية، وفي إطار النظم المستخدمة في إدارة المنشآت، ارتبطت هذه النظم بالمعلومات بشكل كبير ليتكون ما اتفق على تسميته "نظم المعلومات"، وقد اختلف المختصين فيما بينهم فيما يتعلق بتعريف مختلف أنواع نظم المعلومات الإدارية.
فقد عرفها بعضهم على أنها مجموعة من الوسائل والعناصر والبرمجيات أو الأفراد العاملين على حيازة ومعالجة وتخزين وتداول المعلومات، وعرفها آخرين على أنها مجموعة من الإجراءات والوثائق التي تعطي المعلومات المفيدة، وتساعد في وظائف التسيير ومن جهة ثانية الوسائل المادية والبشرية الضرورية لمعالجة المعلومات بهدف استخدامها بما يتماشى مع حاجة المنظمة، ويلاحظ من التعريف الأول أن مختلف أنواع نظم المعلومات الإدارية هو كل ما من شئنه أن يستقبل المعلومات ويعالجها ويتداولها مع الأطراف المعنية، أما التعريف الثاني فيستخلص منه أنه يختص بنظم المعلومات المتعلقة بالمؤسسة من خلال ما تعطيه هذه النظم من معلومات مفيدة لتسيير العمل حيث تعمل أقسام مثل الموارد البشرية والوسائل المادية للحصول عليها ومعالجتها وتخزينها وتحويلها لمعلومات صالحة لاستخدام المؤسسي.
تعد مختلف أنواع نظم المعلومات الإدارية طريقة منظمة لعرض معلومات عن الماضي والحاضر والمستقبل والمتعلقة في عمليات المنظمة الداخلية والخارجية والآثار المترتبة عليها، وقد بدأت نظم المعلومات الإدارية قبل اكتشاف الحاسوب الآلي بفترة طويلة، حيث استخدمت في البداية لإدارة الحسابات وبعض مجالات الإدارة، وبعد اكتشاف الحاسوب أصبح من السهل استخدامها وتوسيع مجال النشاطات التي يمكن استخدامها فيه وذلك لتسهيل الحاسوب عملية جمع كميات ضخمة من المعلومات وتصنيفها وتحليلها والتعرف على كيفية التعامل معها وقت الحاجة، وإظهار نتائج هذا التحليل للمدراء على شكل نصائح وتوجيهات الهدف منها المساعدة على عملية اتخاذ القرار مستنيرين بالآثار المترتبة عليها من خلال مقارنتها بقرارات شبيهة من الماضي، كما أتاح الحاسوب الآلي البيانات للاستخدام من قبل جميع أقسام المنظمة، وتدعم أنواع نظم المعلومات الإدارية المختلفة عملية التخطيط والإدارة ونشاطات المشروع داخل المنظمة وتوفر المعلومات المناسبة في الوقت المناسب لتساهم بفعالية في عملية اتخاذ القرار، حيث توفر نظم المعلومات الإدارية على الصعيدين الخارجي والداخلي لكافة مستويات الإدارة حتى يتمكن المعنيون من اتخاذ القرار السليم.
تم البدء باستخدام أنظمة إدارة المعلومات في الستينيات، حيث إنها لم تتمكن من تحقيق أهدافها في ذلك الوقت نظرًا لإمكانيات أجهزة الحاسوب المحدودة، لتبدأ عملية تنشيط هذه النظم في السبعينيات مع التطور الذي طرأ على جهاز الحاسوب وظهور البرمجيات الحديثة، مثل نظام إدارة قواعد البيانات، وظل الخبراء غير متفقين على تعريف واحد لنظم المعلومات الإدارية، إلا أنهم يتفقون على أن هذا النظام يلعب دورًا مهمًا في عملية تهيئة المعلومة للإدارة لتقوم بوظيفتها بشكل جيد، وفي تحليل أنشطة المنظمة الداخلية والخارجية واستخدام الكمبيوتر في معالجة البيانات، مما سيمكن من بث المعلومة بشكل انتقائي ويحتفظ بالبيانات التاريخية المتعلقة بالمنظمة والمساعدة في التنبؤ بنتائج بعض القرارات الإدارية ومستقبل المنظمة ككل، وإحاطة صناع القرار المستمر بالمعلومات المفيدة لهم والرد على استفساراتهم وتهيئة الظروف لاتخاذ قرارات فعالة ومفيدة بهدف الوصول إلى الأهداف الموضوعة.
تتعدد أنواع نظم المعلومات الإدارية مع اختلاف الحاجة إليها، وسبب هذا الاختلاف في تنوع الأنشطة الإدارية في أقسام المنظمة، حيث إن كل قسم من أقسام المنظمة يحتاج إلى نوع مختلف من نظم المعلومات الإدارية، وقسم التسويق على سبيل المثال معنيًا بنوع مختلف من المعلومات عن قسم المحاسبة أو عن الإدارة العليا التي تساعدها في اتخاذ القرار الإداري، لكن من الممكن أن تتفاعل هذه النظم مع بعضها البعض إذا لزم الأمر، وفيما يأتي أهم أنواع نظم المعلومات الإدارية:
نظم دعم القرار هي عبارة عن تطبيقات حاسوبية تقوم بجمع وتنظيم وتحليل البيانات بهدف مساعدة الإدارة على اتخاذ القرارات الصحيحة التي من شأنها تساهم في إيصال المنشأة لأهدافها الموضوعة، حيث تساهم أنظمة صنع القرار ف تجميع بيانات متنوعة من مصادر مختلفة كالبيانات الأولية والموظفين والإدارة العليا والإدارات التنفيذية والقوائم المالية، يعتبر معهد كارنيجي للتكنولوجيا أول من طبق نظم دعم القرار في الخمسينيات وأوائل الستينيات، ثم تبعه معه ماساتشوستس للتكنولوجيا الذي طبقه على نظرية صنع القرار في الستينيات، وبحلول الثمانينيات تكثفت الأبحاث حول نظم دعم القرار لتشهد نشأة مفاهيم ونظريات جديدة على نماذج المستخدم الفردي من نظم دعم القرار، وعلى نظم دعم القرار التنظيمية ونظم دعم القرار الجماعية، وبحلول التسعينيات شهدت تطور ضخم لهذه النظم لتتضمن مفاهيم جديدة، كتخزين البيانات وتحليل البيانات بفضل الإنترنت، وتتضمن المعلومات التي يتم جمعها بواسطة نظم دعم القرار، أرقام الإيرادات وتوقعات المبيعات، وأرقام المبيعات المقارنة بين فترات زمنية مختلفة.
لا شك أن الاكتشافات التكنولوجية خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي قد ساعدت متخذي القرار كثيرًا في عملية اتخاذ القرار، حيث وفرت لهم إمكانية تحليل قراراتهم ومقارنتها بقرارات شبيهة وإظهار النتائج التي قد تترتب على هذا القرار أو ذاك، كما أنها تعمل على توفير النصائح للإداريين من خلال تحليل المعلومات المخزنة على قواعد البيانات الخاصة في أنظمة دعم صنع القرار، حيث سهلت نظم دعم القرار التي كانت قد صممت على أساس دعم القرارات الفردية لتطور لاحقًا لتدعم القرارات الجماعية والتنظيمية لتساهم في عملية اتخاذ القرار الروتينية وغير الروتينية عل حد سواء الأمر الذي سهل العمليات الإدارية ووفر امكانية اتخاذ القرار الأكثر كفاءة وفاعلية والذي يترتب عليه أقل ما يمكن من الآثار السلبية، وتعتمد هذه الأنظمة على الحواسيب الآلية التي تعمل على إعداد التقارير التي تدعم عملية اتخاذ القرار من خلال تزويدها بالبيانات المتناسبة مع احتياجات متخذي القرارات، ويمكن استخدام هذه النظم أيضًا في حال استرجاع المعلومات المرتبطة بعملية اتخاذ القرار، وبالتالي تقدير المؤثرات والقيود التي تحيط بهذه العملية، وفيما يأتي أهم المزايا التي يمكن تلخيصها لنظم دعم القرار:
وهي إحدى أنواع نظم دعم القرار، ويستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، حث أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في نظم المعلومات الإدارية بشكل عام ونظم دعم القرار بشكل خاص لها تاريخ طويل، حيث استخدم سابقًا تحت مسميات كالنظم القائمة على المعرفة، والأنظمة الذكية منذ الثمانينيات لوصف مكونات نظم دعم القرار، ومن الأمثلة على أنظمة دعم القرار أنظمة التصنيع المرنة وأنظمة دعم القرار التسويقي وأنظمة التشخيص الطبي، وتلعب أنظمة دعم القرار الذكية دور الاستشاري الخبير، حيث تساعد صناع القرار في اتخاذ قراراتهم من خلال جمع المعلومات وتحليلها وتحديد المشكلة وتشخيصها واقتراح الحلول الممكنة لهذه المشكلات، وتهدف هذه التقنيات إلى دعم صناع القرار في عملية اتخاذهم القرارات الأكثر فعالية من خلال تحليل قرارات سابقة شبيهة وإظهار الآثار التي ترتبت عليها في الماضي وتوجيه المدراء إلى اتخاذ القرار الأكثر ملائمة مع الوضع الحالي للمنظمة.
وتسمى أيضًا بنظم دعم القرار السريرية، وهو نظام تكنولوجي يحتوي على معلومات طبية ومصمم لتزويد الأطباء وباقي المهنيين في المجال الطبي بقرارات إكلينيكية ومساعدتهم في اتخاذ القرارات السريرية المناسبة، وعرفه روبرت هايوارد من مركز الأدلة الصحية على أنه نظام يربط بين الملاحظات الصحية والمعرفة الصحية للتأثير على قرارات الأطباء السريرية بهدف تحسين الأداء الطبي، حيث تعتبر نظم دعم القرار الإكلينيكية من المواضيع المهمة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تحتوي قواعد البيانات في هذه النظم على ملاحظات سريرية عن الرض وتاريخهم العلاجي كما تحتوي أيضًا على معلومات وملاحظات طبية عامة لتسهل على الطبيب اتخاذ القرار المناسب في عملية علاج المرضى.
وهو نظام تفاعلي حاسوبي مصمم للمساعدة في صنع القرار مع حل مشكلة مكانية شبه منظمة، وهو مصمم لاتخاذ القرارات المتعلقة باستخدام الأراضي حيث يساعد ذوي الاختصاص في تحديد مسارات القرارات الأكثر فعالية وكفاءة، ويطلق عليه بعض المتخصصين اسم نظام دعم السياسة ويتضمن نظام دعم القرار المكاني، نظام دعم القرار، ونظام المعلومات الجغرافية، حيث يحتوي على نظم إدارة فواعد البيانات التي تحتفظ بمعلومات جغرافية وتصنفها وتحللها كما يحتوي على مكتبة نماذج محتملة من الممكن استخدامها للتنبؤ بالنتائج المحتملة لكل قرار، ويتوفر نظم دعم القرار المكاني عادة على شكل تطبيق حاسوبي أو مجموعة من التطبيقات المتصلة والمتفاعلة فيما بينها، بما في ذلك نماذج استخدام الأراضي، وتستخدم هذه التطبيقات عادة مجموعة من المكانية كالبيانات المتعلقة باستخدام الأراضي والنقل والمياه والتركيبة السكانية للمنطقة والمناخ ومعلومات متعلقة بالزراعة والبيئة، حيث يقوم بتحليل القرارات المختلفة للمخططين آثار السيناريوهات المختلفة وتوفير معلومات دقيقة تساعد في اتخاذ القرارات الصحيحة كما تسمح واجهات المستخدم لهذا النظام بإجراء بعض التعديلات البسيطة على آلية عمله.