يطلق مفهوم المزيج التسويقي على مجموعة من العناصر المتداخلة والمترابطة والتي تُسهم في وضح خطة تسويقية لما يتم إنتاجه من سلع أو توفيره من خدمات من أجل حجز حصة سوقية محددة، والتفوق على السلع والخدمات التي تنافسها أو تماثل استخدامها في الأسواق، ويحاول المختصون في علم التسويق استخدام أدوات المزيج التسويقي للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المُستهلكين، وبالتالي يتم الحصول على نسب أعلى من المبيعات، وقد تختلف استراتيجيات التسويق تبعًا لاختلاف طبيعة المُنتَج أو الخدمة التي يتم تسويقها، ومن خلال دراسة أثر المزيج التسويقي على سلوك المستهلك يمكن تحسين تسويق المنتجات ورفع نسبة المبيعات المتعلقة بها، وفي هذا المقال سيتم تناول أثر المزيج التسويقي على سلوك المستهلك.
يمكن تحديد أثر المزيج التسويقي على سلوك المستهلك بتحديد تأثيرات كل عنصر من عناصر المزيج التسويقي على السلوك الاستهلاكي الذي يحدد مدى إقدام الفئة المستهدفة من عملية تسويق السلعة على اقتنائها، وعليه فإن أثر المزيج التسويقي على سلوك المستهلك يظهر من خلال ما يأتي:
يُبنى سلوك المستهلك بالدرجة الأولى على سعر المنتج أو الخدمة التي يتم تقديمها، حيث إن وجود تناسب بين جودة المنتج وسعره يزيد من الرغبة في الشراء، فيشعر الزبون بأنه قد عوَّض النقود التي تم دفعها بالفائدة من اقتناء تلك السلعة، وعلى الجانب المُقابل يتوجب على الشركات المُنتِجة للسلع أو الخدمات أو تراعي سعرها الذي يتوقعه الزبون المُستهدف، فإن كان سعرها في نطاق توقُّع العميل فإنه سيتقني تلك السلعة.
إن جودة المنتج تؤثر بشكل كبير على السلوك الاستهلاكي، حيث يسعى العملاء إلى تعظيم الفائدة من اقتناء السلع بأكبر قدر ممكن، وهذا ما يدعوهم إلى استخدام السِّلع المُجرَّبَة التي ترضيهم وتحقق لهم الفائدة المُرادة، وعلى الجانب المُقابل تحاول الشركات أن تقدم للزبائن كافة المعلومات المتعلقة بالمُنتج، كما تسعى إلى استقبال أي ملاحظات تخص المنتج في فترة استخدامه من أجل تحسينها فيما بعد.
تؤثر طريقة الترويج على مدى إقبال الزبائن على اقتناء سلع محددة من خلال ما يتم من الدعاية والإعلان على تلك المُنتجات بطرق مُلفته وذكيَّة تحبب إلى المستهلك اقتناء تلك السلع دون غيرها من مثيلاتها في السوق.
يساهم اختيار المكان المُناسب الذي يتم فيه عرض السلعة في مدى إقبال الزبائن على اقتنائها، كما قد تستخدم الشركات وسائل توزيع تساهم في رفع المبيعات ووصول تلك السلع إلى مناطق تساعد على تغيير سلوك المستهلكين فيها وإقبالهم عليها.
بالإضافة إلى وجود أثر لعناصر المزيج التسويقي على سلوك المستهلك فإن العوامل النفسية والاجتماعية لا يمكن تجاهلها عند دراسة السلوك الاستهلاكي للأفراد تجاه مُنتجات أو خدمات محددة، حيث تؤثر الأبعاد الاجتماعية والشخصية على ميول الأفراد تجاه منتجات دون غيرها بحكم وجود ثقافات مرتبطة بالبيئة الاجتماعية المحيطة بهم، بالإضافة إلى عمليات المقارنة الاجتماعية التي تجعل الفرد يُقبل على منتج محدد بسبب اقتنائه من قبل الأفراد الآخرين في بيئته، كما ترتبط بعض المهن أو المكانات الاجتماعية بوجود أفراد مُحفَّزين لاقتناء أنواع محددة من المنتجات التي ترتبط بالمجال الذي ينشطون فيه.
العربية
