يمكن تعريف استراتيجيات التسويق على أنها جملة الخطط التسويقية التي يتم من خلالها الوصول إلى الشرائح الاستهلاكية المهتمة بمجموعة من المنتجات أو الخدمات التي تنفذها إحدى الشركات أو المنظمات، حيث يسعى القائمون عليها إلى تطوير أسس الوصول إلى العملاء، والبحث عن العملاء المحتملين بكافة الطرق الممكنة، وتختلف استراتيجيات التسويق تبعًا لطبيعة السلع والخدمات التي يتم تسويقها، فضلًا عن رؤية المنظمات أو الشركات تسويقيًّا، بالإضافة إلى وجود مجموعة من العوامل الخارجية التي قد تحكم في بعض الأحيان العملية التسويقيّة برمّتها، ومن أبرز هذه العوامل ما يستجد من ظروف بيئية أو صحية طارئة تحتّم على منتجي السلع والخدمات التجاوب معها مثل أزمة فيروس كورونا المستجد، وفي هذا المقال سيتم تناول استراتيجيات التسويق في ظل وجود الكورونا.
إن استراتيجيات التسويق في ظل وجود الكورونا تأتي كنوع من تجاوب الشركات المنتجة للسلع والخدمات مع الأزمات الاقتصادية التي قد تهدد في بعض الأحيان وجودها، وبالتالي فإن استراتيجيات التسويق في ظل هذه الأزمة قد تكون في بعض الأحيان بالنسبة للشركات مسألة حياة أو موت، فبدونها ستكون عاجزة تمامًا عن تسويق سلعها وخدماتها طيلة فترة الأزمة، ومن أبرز استراتيجيات التسويق في ظل وجود الكورونا ما يأتي:
حيث تظهر قوة التسويق لدى المنظمات في ظل أزمة كورونا من خلال التواصل المباشر مع العملاء، وتعزيز ثقتهم بالعلامة التجارية في ظل وجود الأزمة، وهناك عدة أشكال للتواصل المباشر مع العملاء في ظل هذه الأزمة منها: الرسائل النصية القصيرة، ورسائل البريد الإلكتروني، والمنصات الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يُظهِر ذلك نوعًا من حرص المنظمات على عملائها في كل الظروف واهتمامها بهم.
إن من أهم استراتيجيات التسويق في ظل وجود الكورونا التسويق الإلكتروني الذي يستهدف العملاء عن بعد دون الحاجة إلى التواصل معهم في نفس الزمان والمكان، وتعد هذه الاستراتيجية من الأكثر فاعلية بالنسبة لبعض الشركات التي تستطيع تقديم خدماتها عن بعد، خاصة في ظل التطور التكنولوجي الحاصل في البيئة المعاصرة، حيث زاد استخدام الأجهزة الذكية، وأصبح الإنترنت متوفرًا في معظم مناطق العالم، مما يتيح تسويق السلع أو الخدمات إلكترونيًا بشكل كبير.
إن وجود الأزمات يحتّم على بعض المسوقين إيجاد طرق لم تكن مستخدمة من قبل في العملية التسويقية، بحيث تكون هذه الطرق منسجمة مع الأوضاع التي تعاني منها الشركات في ظل هذه الأزمات، فمثلًا يمكن استخدام مواد التعقيم كشرط أساسي لتقديم الخدمات، حيث يعزز هذا الأمر من شعور المستهلك بالأمان تجاه السلع أو الخدمات التي يتم تقدميها، كما يجعل المستهلك يشعر بالراحة مع الموظف الذي يقدم له السلعة أو الخدمة.
إن من شروط الدعاية والإعلان كأحد استراتيجيات التسويق أثناء الأزمات هو أن يكون محتوى الدعاية والإعلان متناسبًا مع الظروف والأزمات، بحيث تؤدي هذه الإعلانات رسالة للمستهلكين، أو تتسبب في جذب مستهلكين جدد، كما قد تكون هذه الإعلانات على شكل حملات خيرية، أو أنشطة توعوية، كما يدخل في إطار الدعاية والإعلان في فترة الأزمات تمديد بعض الاشتراكات دون مقابل أو بأجور مخفّضة تجاوبًا مع الأزمة، وما تلقي به من أثر على المستهلكين.