استراتيجية المحيط الأزرق هي استراتيجية تدعو المؤسسات التي تسعى لإحراز نجاح بأن تتخلى عن الأسواق المكتظة بالتنافس، وأن تتبنى أسواق جديدة لعرض ما تنتجه من خدمات أو سلع، وبهذا سوف تحقق النجاح السريع والريادة، ولكن كيف يحدث هذا بدون تكبد خسائر أو انتظار أرباح على المدى البعيد.

هذا ما تناوله كتاب الإدارة الاستراتيجية في القرن الحادي والعشرين، وقد انقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء سوف نستعرض كل جزء منهم على حدى لفهم أعمق لهذه الاستراتيجية الجديدة، والتي قد طبقتها العديد من الدول المتقدمة وأحرزت نجاحًا ملحوظًا.

 

الجزء الأول لـ شرح استراتيجية المحيط الأزرق بالتفصيل

في هذا الجزء يتم إلقاء الضوء على عدة مفاهيم أساسية لإستراتيجية المحيط الأزرق، وهي مفاهيم خاصة بالابتكار وكيفية الصناعة بتكلفة منخفضة مع وجود جودة، وما هي أفضل الأدوات التحليلية والأُطُر التي يتم بها تحليل السوق، وقد تناول المؤلف الأُطُر بشكلٍ مفصل.

 

ولكنه قد قام بإختصارها في أربعة نقاط، واعتبرها هي القماشة التي سوف تجعل استراتيجية المحيط الأزرق على أرض الواقع وملموسة، وهم كما يلي:

 

التقليص.

الإزالة.

إنشاء شبكة.

رفع.

 

الجزء الثاني من شرح استراتيجية المحيط الأزرق بالتفصيل

يأخذنا هذا الجزء بعيدًا عن المفاهيم الجامدة إلى تطبيق هذه المفاهيم لتصبح نظرية المحيط الأزرق أكثر وضوحًا، فيقول الكاتب أن؛ نظرية المحيط الأزرق ببساطة هي نظرية افترضت أن السوق العالمي هو المحيط الأحمر، وقد أصبح لونه أحمر بسبب شدة الصراع بين المتنافسين، فلم تعُد المياه بلونها الطبيعي وهو الأزرق.

لذلك على أي مؤسسة أو شركة أو منظمة أن تتجه إلى المحيط الأزرق الخالي من التنافس، لأنها بهذا سوف تتعدى الحدود التقليدية، والتي من أهمها هي المنافسة، فالمنافسة دائمًا لا تكون في صالح المستهلك، فعلى سبيل المثال: أصبحت شركات الهواتف تتنافس فيما بينها في صنع هواتف ذكية بها بعض الإضافات التي ليس لها أي فائدة.

 

مثل وجود ثلاثة كاميرات، فما الذي سوف يستفيده المستهلك سوى ارتفاع في ثمن المنتج، وتكبده في الحصول على أموال ليستطيع شراء هذا المنتج الغير مفيد، وهو متصور أنه يحصل على منتهى التكنولوجيا، كذلك إطلاق المواقع المختلفة العديد من برامج الدردشة بمميزات جديدة لا تمُت للفائدة بصلة.

 

كل هذا ليس في صالح المستخدم وإنما يضره، ولكن إذا اتجهت هذه الشركات والمواقع إلى أسواق جديدة لم يصل إليها المنتج أصلًا، فسوف تحقق نجاحًا وأرباحًا وفي نفس الوقت سوف يكون هناك منتج خالي من الأشياء الزائدة والتي ليس لها معنى، إذًا فاستراتيجية المحيط الأزرق هي إعادة بناء تفكير استراتيجي على أساس صحيح يرتكز على مبادئ أربعة، هي كما يلي:

 

الإعادة لتعمير سوق خالي.

التركيز على أسواق تحتاج إلى هذه المنتجات بالفعل.

تحقيق ريادة بالسوق الجديد.

البُعد عن التنافس الذي يخلق صراع دامي.

الجزء الثالث – مبدأ تنفيذ استراتيجية المحيط الأزرق

يختتم الكاتب شرح استراتيجية المحيط الأزرق بكيفية تنفيذها، ويلقي الضوء على أهمية دور القيادة فيها، لأنها هي المسؤولة عن تنفيذ المبادئ الضرورية لكي تحصل الشركة أو المؤسسة على النتائج، وقد وضع الكاتب مبدأ العدالة جانبًا إلى جنب الإدارة الرشيدة لأن العدالة عندما تسود في أي مؤسسة يعطي الموظف أقصى ما لديه من مجهود.

 

مما يجعل الشركة تعتلي القمة، وبعد ذلك يأتي في المرتبة الثالثة لتنفيذ هذه الاستراتيجية بنجاح؛ توفير الموارد اللازمة حتى تتحول الاستراتيجية إلى واقع، وتحديد السوق المستهدف الجديد، ثُم بعد ذلك يختتم المؤلف الكتاب بنصيحة من وجهة نظره يتمكن بها أصحاب الشركات من الاقتناع بضرورة تنفيذ استراتيجية المحيط الأزرق.

 

وهي التعرف على قصص نجاح قامت باستخدام وصياغة هذه الاستراتيجية ووصلت إلى القمة، وقد أكد الكاتب على أن هذه الاستراتيجية ليست مقتصرة على الشركات فقط أو المصانع، ولكنها أيضًا يمكن تنفيذها على أي خطط تنموية والخروج من الصندوق إلى آفاق أعلى، مثل التعليم والصناعة والتجارة وكل مجال يحتاج إلى سوق للترويج لما ينتجه.