ما هو سبب وجود الجيوب الأنفية

الكاتب: رامي -
ما هو سبب وجود الجيوب الأنفية
"

ما هو سبب وجود الجيوب الأنفية.

نظريات تفسير سبب وجود الجيوب الأنفية

بالمعنى المحسوس، لا وجود للجيوب الأنفية. فهي في النهاية ليست سوى فجوات فارغة بالجمجمة تكونت من تداخل الجدران العظيمة المحيطة بالعينين. لذا، لا يوجد جراح يمكنه إجراء تشريح للأنف يخرج به الجيوب الأنفية غير السليمة من جسم الإنسان ويضعها في وعاء جراحي.
إن هذه البنية الخاصة دفعت علماء الأنثروبوجيا والأطباء إلى البحث عن سبب وجود الجيوب الأنفية في المقام الأول. وفي الحقيقة، لم يعرف السبب وراء وجودها، لكن هناك على الأقل سبع نظريات تفسر وجودها.

1- تخفف الجيوب الأنفية من الوزن: إن وجود جيوب هوائية بالجمجمة يجعل الرأس أقل وزنًا مما لو كانت تتألف من عظمة مصمتة وأنسجة وربما يكون هذا الوزن الخفيف للرأس هو الذي سهل تطور الإنسان القديم من السير على الأطراف الأربعة إلى الاستقامة والسير على قدمين.
2- تخفف الجيوب الأنفية من الضغط: تعمل الجيوب الأنفية كصمام أمان عندما يتعرض الإنسان إلى تغيرات كبيرة في ضغط الهواء داخل تجويف الأنف، كما هو الحال في العطس أو إخراج مخاط. ودون وجود الجيوب الأنفية، قد لا يمتلك الإنسان القدرة على معادلة الضغط بكفاءة. وقد يكون العطس مؤلمًا. وقد يكون الإنسان أكثر عرضة لانفجار الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى نزيف بالأنف.
3- تحسن الجيوب الأنفية القدرة على التذوق والشم: تتحسن وظيفة مستقبلات الشم وقد تكون لأن الإنسان لديه مساحة متسعة تمكث فيها الجزئيات المكونة للروائح. وقد تكون حاسة الشم القوية ساعدت في تحذير الإنسان في العصور البدائية من المواقف الخطيرة، مثل الدخان والنار أو الحيوانات المفترسة. ولما كانت حاسة الشم السليمة ضرورية لمعرفة النكهة (تذكر كيف تفقد حاستي الشم والتذوق عندما تكون مصابًا بالبرد)، قد تكون الجيوب الأنفية ساعدت أجدادنا القدماء في الاختيار الدقيق لأفضل الأطعمة التي يأكلونها أو التي يتجنبونها.
4- تحمي الجيوب الأنفية العينين والمخ: تعمل الجيوب الأنفية كآلية لتخفيف حدة الصدمات داخل الجمجمة؛ فتخفف من حدة أثير رد فعل إخراج المخاط على الرأس وبالتالي تقليل المخاطر المحتمل أن تصيب العينين والمخ. ومثالاً على ذلك، ما حدث مؤخرًا خلال موسم لعبة البايسبول الأمريكية عام 2000؛ حيث أصابت الكرة لاعبًا في عينية وعلى الرغم من تهتك العظام المحيطة بعينية، فلم يفقد بصره. ويرجع ذلك إلى أن العظمة الرقيقة التي تغطي أعلى سطح الجيب الأنفي الفكي حولت الضغط الناتج عن الضربة إلى الجيب بدلاً من مقلة العين. ويدل ذلك على مدى استفادة الإنسان القديم من هذه الوظيفة؛ حيث إنه كان يواجه العديد من الأعداد الأقوياء.
5- تساعد الجيوب الأنفية على تحسين الصوت: عند الضغط على الأنف وسد الجيوب الأنفية والتحدث في الوقت نفسه، يصبح الصوت الصادر مختلفًا وغير مستساغ للأذن. فالجيوب الأنفية تعطي للصوت رنينًا هائلاً، بجانب تمييز نغمة صوت كل شخص من غيره (يعرف هذا التمييز ببصمة الصوت). وربما تكون هذه الوظيفة قد ساعدت الإنسان القديم في التواصل بشكل أفضل عندما اكتسب القدرة على الكلام.
6- تساعد الجيوب الأنفية على تكييف الهواء: كما عرفنا من قبل، تعمل العظام المحاربة كمركز لمعالجة الهواء عندما يمر من خلال الأنف في طريقه إلى التزيين. ويقوم المخاط الذي تفرزه بتنقية الهواء من الجزئيات غير المرغوب فيها، كما تساعد مساحة سطحها الواسعة على تدفئة الهواء البارد الجاف وجعله رطبًا. ولأن الجيوب الأنفية توفر دعمًا إضافيًا كبيرًا من الأغشية المخاطية الرطبة والدافئة، فيمكن دورها في تعزيزي عملية تكييف الهواء.
7- تزيد الجيوب الأنفية من كفاءة نمو الوجه. قد تلعب الجيوب الأنفية دورًا مهمًا في تطور عظام الوجه منذ الولادة حتى البلوغ. فلا بد أن تنمو عظام الوجه بنسبة ملائمة لحجم الجمجمة حيث يزداد حجم كل من المخ والتجويف الجمجمي. فلك أن تتصور كيف يسمح تكون الجيوب الأنفية المفرغة للجسد ببذل طاقة أقل وحرق سعرات حرارية أقل مما يحدث إذا ما كان مكونًا من هيكل وجهي من عظام مصمتة. لذلك، يسمح تطور الجيوب الأنفية بنمو الوجه نموًا سريعًا وبكفاءة.

تقدم أوجه النظريات المتعددة قدرًا كبيرًا من التفسير لسبب أهمية وجود الجيوب الأنفية. وفي رأيي، إن النظرية الأخيرة، التي تتعلق بكفاءة نمو الوجه، تعد أقرب هذه النظريات إلى الصحة.

"
شارك المقالة:
157 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook