تُنتج العيون دموعاً طوال الوقت، ولا يقتصر الأمر على إنتاجالدموعأثناء البكاء أو التثاؤب فحسب، وتُشكّل الدموع طبقة تحافظ على رطوبةالعينوتمنع جفافها، وتجدر الإشارة إلى أنّ الدموع تتكون من الماء، والكهارل، والزيوت الدهنية، والبروتين، وعوامل نموّ، ومواد تعمل على محاربة البكتيريا. وتحدث مشكلة جفاف العين (بالإنجليزية: Dry Eyes) في الحالات التي يتبخر فيها الدمع بسرعة من العين أو في الحالات التي يقل فيها إنتاج الدمع عن الحدّ الطبيعيّ كما هو الحال عند التقدم في العمر، ومن الجدير بالذكر أنّ مشكلة جفاف العين شائعة وقد تحدث في أيّ عمر، وقد تُصيب الرجال والنساء، إلا أنّ النساء هنّ أكثر عُرضة للمعاناة من هذه المشكلة، وقد يحدث الجفاف في إحدى العينين أو كلتيهما، وقد يتسبب بحدوث التهاب في العين المتأثرة، إضافة إلى ذلك، قد يُعاني المصابون بجفاف العين من بعض المضاعفات الأخرى ومنها إصابة العين المتأثرة بالعدوى (بالإنجليزية: Infection) ويمكن تفسير ذلك ببيان أنّ الدموع تعمل على حماية العين من العدوى بأشكالها، وإنّ نقص هذه الدموع عن نسبتها الطبيعية يُسفر عن زيادة احتمالية تعرّضها للعدوى، وفي الحالات التي لا يخضع فيها المصاب بجفاف العين إلى العلاج، من الممكن أن يتسبب هذا الجفاف بإتلاف سطح للعين مُسبّباً ظهور القروح ومؤثراً في قدرة المصاب علىالرؤية، وأخيراً يجدر بالذكر أنّ جفاف العين قد يُضعف جودة حياة المصاب عامةً، ممّا يجعل من الصعب على المصاب ممارسة أنشطته اليومية المعتادة، بما في ذلك القراءة.
يمكن تقسيم العوامل والظروف التي تتسبب بمعاناة المصاب منجفاف العينإلى ثلاث مجموعات رئيسية، و يُمكن بيان أهمها فيما يأتي:
في الحقيقة يعتمدعلاج جفاف العينعلى المُسبّب، أي فيما إن كان المصاب يُعاني من جفافالعيننتيجة نقصان إنتاج الدموع، أو نتيجة تبخر الدموع، أو لأسباب أخرى، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يوجد علاج تامّ لحالات الإصابة بجفاف العين، وإنّما يعمد العلاج إلى السيطرة على الأعراض والحدّ من معاناة المرض، وتجدر الإشارة إلى ضرورة الانتباه للعوامل البيئية المحيطة، فقد تكون السيطرة على هذه العوامل كفيلة بالسيطرة على جفاف العين، ويجدر بالمصاب كذلك تحسين نمطه الغذائيّ، إضافة إلى المحافظة على نظافة العينين، ويمكن القول إنّ الخطوة الأولى في العلاج التي يلجأ إليها الأطباء ذوو الاختصاص هي معرفة فيما إن كان هناك دواء أو حالة مرضية تتسبببجفاف العين، ومن ثمّ يمكن اللجوء إلى بعض الخيارات العلاجية مثل مزلّقات العينين، ومنها ما يُباع على شكل قطرة ومنها ما يُباع على شكل مرهم للعين، ومن الخيارات العلاجية كذلك ما يُعرف بمضادات الالتهاب، مثلالكورتيكوستيرويدات(بالإنجليزية: Corticosteroids)، والسيكلوسبورين (بالإنجليزية: Ciclosporin)، والتيتراسايكلن (بالإنجليزية: Tetracycline)، بالإضافة إلى احتمالية اللجوء للجراحةوخيارات أخرى.
"