ما هو تعريف التجارة

الكاتب: وسام ونوس -
ما هو تعريف التجارة

 

 

ما هو تعريف التجارة

 

يمكن تعريف التجارة أو كما تُعرف في اللغة الإنجليزية باسم Commerce على أنها تلك العملية المنظمة التي يتم من خلالها تبادل المنافع التجارية والسلع والخدمات من أجل تعظيم الثروات وتحقيق المنافع الاقتصادية من العمليات التجارية المختلفة، وتختلف قيمة السلع التجارية التي يتم تبادلها بين الأطراف ذات العلاقة بناءً على القيمة المادية لكل سلعة وبعض الظروف والعوامل التي تحدد أسعار السلع والخدمات التي يرغب الأفراد أو الكيانات الاعتبارية في الحصول عليها أو المتاجرة فيها لاحقًا، وتختلف النطاقات التي يتم ممارسة العمليات التجارية ضمنها، حيث قد تتم ممارستها على النطاق المحلي المصغّر، أو على النطاق الدولي أو على النطاق العالمي، وهذا ما أدى إلى وجود كمية كبيرة من التبادل التجري والاتفاقيات التجارية الاستراتيجية بين العديد من الدول في العالم بناء على ما تمتلكه هذه الدول من خدمات أو سلع تجارية فريدة تحتاجها الدول الأخرى في عمليات الاستهلاك أو التصنيع.

تاريخ التجارة

تعد التجارة من أهم وأعرق الأنشطة التي مارسها الإنسان منذ القدم، والتي كانت سببًا في حدوث تطورات كبيرة في نظام الحياة الإنسانية للأفراد في مختلف أرجاء العالم، ويعود تاريخ التجارة إلى 10 آلاف عام قبل الميلاد، حيث كانت التجارة آنذاك متركزة على تربية المواشي والمتاجرة فيها كونها من أبرز الموارد الغذائية، إضافة إلى إمكانية الاستفادة من المواشي في صناعة الملابس، ومن مرور الوقت ظهرت عمليات المقايضة التي يحصل بموجبها أحد الأفراد على سلعة يحتاج إليها من شخص آخر مقابل حصوله على سلعة مختلفة منه، وبهذا يستفيد الناس من السلع المختلفة بعمليات المبادلة فيما بينهم، لكنّ عملية المقايضة كانت تشترط وجود رغبات مختلفة بين أفراد يمتلكون سلعًا مختلفة وهذا الأمر قد لا يتوفر دائمًا مما يؤدي إلى فشل العديد من عمليات المقايضة بين الناس.

ومع مرور الوقت بدأت تظهر بعض العمليات التجارية بعيدًا عن المتجارة بالمواشي، مثل المتاجرة بالأصداف وبعض المواد الثمينة التي بدأت تستخدم كوسيلة للتبادل التجاري على غرار ما تستخدم به الأموال في الوقت الحاضر، ومن أبرز ما ساعد على استخدامها في ذلك أنها صعبة التزوير ولا يمكن الحصول على كميات كبيرة منها بسهولة لأنها تنتج بشكل طبيعي ومحدود، فضلًا عن قدرة الأصداف التي تم استخدامها آنذلك كوسيلة للتبادل التجارية على تحمل بعض الظروف لصلابتها وقوتها، ثم بدأ استخدام بعض المعادن في عمليات التبادل التجاري مثلالنحاس، الذهب، البرونز والفضة كنوع من أنواع العملة لتوفير قدر من المرونة في الحصول على مختلف أنواع السلع والخدمات التي يحتاج إليها الناس في حياتهم اليومية.

وبدأ بعد ذلك الاستخدام الأولي للعملات النقدية المصنوعة من بعض المعادن، والتي كانت تُختم ببعض الرموز القديمة التي تعطيها روقنًا وجمالية عالية، وكانت هذه المسكوكات تصنع من الذهب أو الفضة أو من معادن الأخرى، وعلى الصعيد التجاري فقد ظهرت بعض أنواع التجارة القديمة مثل تجارة الحرير والأقمشة والورق والبارود، وبدأت بعد ذلك تظهر الأسواق التجارية البسيطة التي تنشط فيها عمليات البيع والشراء، ثم بدأت عمليات التجارة تأخذ الطابع الخارجي من خلال تسيير القوافل التجارية عبر طرق التجارة القديمة للاستفادة من بعض السلع التي يتم إنتاجها في بعض مناطق العالم، مما ساهم في انتشار العديد من السلع على نطاق واسع وعدم اقتصاره على المناطق التي يتم إنتاج هذه السلع فيها

ثم ظهر استخدام النقد الورقي في عمليات البيع والشراء في الأسواق التي بدأت تتسع رقعتها وتأخذ شهرة وانتشارًا ورواجًا بين الناس، ومع بداية الحملات الاستكشافية للعديد من مناطق العالم أصبحت العمليات التجارية أكثر مرونة وأصبح بالإمكان نقل السلع النادرة إلى أماكن كان يصعب فيما قبل نقل المواد والبضائع التجارية منها وإليها، وأصبحت هناك رحلات تجارية موسمية إلى بعض المناطق والجزر لفتح أبواب التجارة في مواسم بعض السلع ليستفيد التجار من هذه المواسم بأكبر قدر ممكن، ولتصل هذه السلع الموسمية إلى مناطق بعيدة بعد حفظها ونقلها بأسلوب مناسب بين منطقة الإنتاج ومناطق البيع والاستهلاك، وبدأت تُعقد العديد من الاتفاقيات التجارية، كما ظهرت بعض جهات الاستثمار التي أسست الشركات التجارية ليتم فيها تطبيق العديد من الأفكار التجارية والاستثمارية، وتصبح جزءًا من الواقع التجاري، مما أدى إلى ظهور قوى تجارية عالمية ضخمة مع مرور الوقت.

 

أنواع التجارة

هناك العديد من أنواع التجارة التي يتم من خلالها ممارسة الأنشطة التجارية، هذا وتختلف الجهات التي تمارس النشاط التجاري، كما تختلف النطاقات التي تمتد فيها عمليات التجارة، كما يوجد بعض المواسم التي تختص بها أنشطة تجارية موسمية محددة، وبشكل عام يمكن تصنيف أنواع التجارة على النحو الآتي:

التجارة الدولية

تعد التجارة الدولية من أبرز أنواع التجارة الحديثة والتي جاءت مع تطور حركة النقل والشحن بين مختلف دول العالم، حيث تتم العمليات التجارية على النطاق الدولي من خلال اتفاقيات تجارية مخصوصة تنتقل بموجبها بضائع دولة ما إلى دولة أخرى، ومن أبرز المظاهر العامة التي تدل على وجود نشاط تجاري دولي انتشار أنواع مختلفة من السلع التي يتم إنتاجها في دول مختلفة في نفس الأسواق التجارية، فيجد المستهلك في السوق المحلي أصناف متعددة الجنسيات الإنتاجية، وهذا يدل على وجود حركة نقل نشطة للسلع بين الدول العالمية، ووجود حركة استيراد نشطة مع الدول الأخرى.

تجارة التجزئة

ينشط هذا النوع من أنواع التجارة بشكل كبير على النطاق المحلي، ويطلق عليه في اللغة الإنجليزية اسم Retail، ويهدف بشكل رئيس إلى توزيع السلع أو الخدمات على أكبر نطاق ممكن من خلال توفير مجموعة من خطوط التوزيع على أكبر نطاق ممكن، بحيث يكون لدى الشركة المنتجة أو الموزعة للمنتج أو الخدمات كميات كبيرة ترغب الشركة في تحقيق العوائد النقدية من بيعها بمبدأ التجزئة، وتحتاج تجارة التجزئة إلى قدرٍ عالٍ من التخطيط والدراية في واقع الأسواق المحلية والعالمية من أجل كسب أكبر قدر ممكن من الحصة السوقية، وتحقيق أكبر عائد مادي ممكن، وعادة ما يرتبط مفهوم تجارة التجزئة ببيع وحدات إفرادية من المواد لأكبر عدد ممكن من الأفراد المستهدفين.

تجارة الجملة

تعد تجارة الجملة من أنواع التجارة التي يهتم الناشطون فيها ببيع كميات كبيرة من المواد لجهة أو جهات معدودة محددة، ويطلق على هذا النوع من أنواع التجارة في اللغة الإنجليزية اسم Wholesale، وتعد تجارة الجملة حجر الأساس لتجارة التجزئة، حيث تمتلك الجهات التي تحصل على كميات كبيرة من السلع أو الخدمات الحق في إعادة بيع هذه السلع أو الخدمات إلى عدد أكبر من المستهدفين من أجل وصولها إلى المستفيدين منها، ويهدف المتعاملون بتجارة الجملة إلى تخفيض سعر السلع والخدمات المشتراة بكميات كبيرة والاستفادة من الخصومات التي يحصلون عليها في عمليات البيع اللاحقة، الأمر الذي يزيد من هامش الربح لديهم.

التجارة الإلكترونية

يطلق على هذا النوع من أنواع التجارية في اللغة الإنجليزية Electronic Commerce، ويعد من أكثر أنواع التجارة حداثة وتماشيًا مع تكنولوجيا الاتصالات والإنترنت، حيث تهتم التجارة الإلكترونية بإجراء المعاملات التجارية المختلفة من خلال عمليات الربط بشبكة الإنترنت، وقد تختلف أطراف التجارة الإلكترونية في العمليات التجارية التي تتم عبر الإنترنت فقد تكون بين أفراد أو بين منظمة وأخرى أو بين خليط من الأفراد والمنظمات، وقد شهدت التجارة الإلكترونية العديد من التطورات خلال السنوات الأخيرة بسبب دخول قنوات اتصال وتواصل جديدة في بيئة التجارة الإلكترونية بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى وجود قدر أكبر من السلاسة في إجراء كافة العمليات التجارية، الأمر الذي مهّد إلى وجود أسواق إلكترونية عملاقة ذات موثوقية ومصداقية عالية ساهمت في تزايد الطلب على التعامل بالتجارة الإلكترونية من خلال ما تتيحه من ميزات مختلفة.

 

أهمية التجارة

إن أهمية التجارة تكمن في وجود العديد من الآثار المترتبة على دخول التجارة في أنشطة الحياة الإنسانية، وتختلف أهمية التجارة باختلاف نوع التجارة التي يتم ممارستها وحيز التنفيذ الذي تتم عليه والأطراف ذات العلاقة بالعملية التجارية، وبشكل عام يمكن إدارك أهمية التجارة في الحياة الإنسانية من خلال ما يأتي:

تلبية حاجات الناس

وذلك من خلال الأنشطة التجارية المختلفة يستطيع عامة الناس الحصول على السلع والخدمات التي يريدونها أو يحتاجون إليها في حياتهم اليومية، سواء كانت هذه السلع أساسية أو من الكماليات، حيث يصنع وجود الأسواق حالة من التنوع ووجود البدائل غير القابلة للحصر في بعض الأحيان، فضلًا عن حركة التجارة الدولية وما توفره من سلع عالمية ذات جودة عالية في متناول أيدي الناس بسبب حركة الصادرات والواردات من وإلى الدولة التي يعيش فيها المواطنون

تحسين مستوى الحي

إن الحركة التجارية النشطة على مستوى العالم أسهمت في تغيير حياة الناس، وتوفير العديد من السلع الاستهلاكية النظيفة، وبعض السلع الأخرى ذات الطابع المتطور التي تزيد من التيسير على الناس في ممارسة نشاطات الحياة اليومية، كما وفّر وجود الأسواق قدرًا كبيرًا من السلع المناسبة بأسعار مناسبة حيث كانت بعض السلع فيما مضى نادرة الوجود، وأسعارها باهظة الثمن بناءً على عدم توفرها في الأسواق لضعف الحركة التجارية.

ربط المنتِج بالمستهلك

إن العملية التجارية هي عملية ربط بين المنتج من جهة والمستهلك من جهة، حيث يسعى المنتجون إلى تلبية رغبات المستهلكين، وبعد حصول المستهلك على السلعة التي يرغب فيها تحدث عملية التغذية الراجعة من المستهلك إلى المنتِج من إجل إبداء الرأي وإعطاء بعض التنويهات لتحسين المنتج أو الخدمة التي يتم تقديمها في المستقبل، كما تسعى الشركات الإنتاجية على اختلاف أنواعها إلى تلبية رغبات المستهلكين، والبحث عمّا هو جديد ومواكب للتطورات الجارية في الحياة الإنسانية لزيادة حصتها السوقية أمام المنافسين وتعزيز مكانتها لدى عملائها في شتى أرجاء العالم.[٧]

إيجاد فرص عمل

إن المنظومة التجارية هي منظومة متكاملة قائمة على وجود أفراد يمتلكون الخبرة والدراية بالعملية التجارية من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب، وعليه فإن القائمين على الأعمال التجارية يسعون إلى توظيف الأفراد الذي يجعلون من العملية التجارية مكسبًا حقيقيًّا، وهذا يتطلب في بعض الأحيان وجود عدد كبير من الموظفين من أجل نقل المواد أو السلع والترويج لها وتخزينها وتوزيعها وعرضها على العملاء وبيعها وتوريد ثمنها إلى ربّ العمل، مما يعني استفادة عدد كبير من الناس ماديًا من العملية التجارية، ويظهر هذا الأمر بشكل واضح في الشركات التجارية التي تحتوي على موظفين متخصصين في الشؤون البيعية أو الإعلانية أو التوزيعية، والذين لهم إسهامات كبيرة في تحقيق الأرباح لهذه الشركات ونمو أعمالها مع مرور الوقت.

النهوض بالاقتصاد القومي

إن وجود العمليات والأسواق التجارية في المجتمعات الإنسانية يساهم في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني من خلال عمليتي العرض والطلب على السلع والخدمات التجارية المتنوعة، كما تؤثر التجارة بشكل كبير على مدى استغلال الموارد الاقتصادية والثروات الطبيعية أو الحيوانية في دولة بعينها من خلال تحويل هذه الموارد إلى أداه تستخدم في إحداث النمو الاقتصادي وضخ الأموال في كافة القطاعات، فضلًا عن استفادة الدولة من هذه الموارد بتحويلها إلى سلع يمكن تصدير الفائض عنها إلى الدول الخارجية من خلال التجارة الدولية، وهذا يوفر للدول المصدّرة ثقلًا اقتصاديًّا هامًّا مع الدول الأخرى التي تحتاج إلى هذه السلع ولا تمتلك الموارد الكافية لتصنيعها.

 

كيف تتعلم التجارة

إن ممارسة العملية التجارية تحتاج إلى قدر كبير من المعرفة والخبرة في مجال محدد، وهذا يقود إلى ضرورة بحث الناشطين في العمليات التجارية على ما يساعدهم في النهوض بأعمالهم التجارية في ظل حدوث العديد من التطورات على كافة القطاعات والأصعدة، ومن أبرز ما يجب مراعاته من أجل التمرس في عملية التجارة ما يأتي:

البدء على نطاق محدود

إن من أهم المرتكزات التي يجب على المرء أن يراعيها من أجل الدخول في العملية التجارية وتعلم أسرار التجارة هو البداية من نقطة الصفر وعلى نطاق محدود من أجل اكتساب الخبرة وفهم أسرار السوق التجاري وعدم تكبد خسائر على نطاق واسع، ومع مرور الوقت وإدراك حالة الأسواق ورغبات العملاء وحدوث نمو في العملية التجارية يبدأ التاجر في التوسع بالعملية التجارية.

امتلاك الجرأة والحكمة

إن الجرأة في ممارسة الأعمال التجارية بعيدًا عن التهور والتسرع والطمع يعد من أهم ما يجب على التاجر أن يمارسه عند الشروع في العمل التجاري، حيث يساعده ذلك على اقتناص الفرص المتاحة في الأسواق وتحقيق قدر أكبر من الأرباح، فتحقيق الأموال من العمل التجاري لا يأتي إلا بوجود قدر من الجرأة المحسوبة التي يتم فيها توظيف العقلية التجارية الواعية.

التعلم المستمر

حيث يجب على التاجر أن يتعلم من الأخطاء التي يرتكبها في ممارسة الأعمال التجارية لتلافي حدوثها مرة أخرى في المستقبل، كما ينبغي عليه أن يدرس بعض التجارب التجارية المماثلة للنشاط التجاري الذي يمارسه، ولا يتقصر التعلم في التجارة على الاستفادة من التجارب الواقعية الذاتية أو تجارب الآخرين بل يجب أن يتعدى الأمر إلى ضرورة امتلاك المعرفة العلمية الدقيقة من خلال المطالعة والتعلم الذاتي لأصول التجارة والبيع والتسويق والتوزيع.

التخطيط المناسب

إن العملية التجارية هي عملية قائمة على التخطيط للفترات القادمة من أجل استغلال بعض المواسم في تحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح من الأعمال التجارية الموسمية، كما يساعد التخطيط على تقييم الوضعية التجارية القائمة وإيجاد بعض الحلول للمشكلات التي قد تعيق العملية التجارية عن تحقيق أهدافها.

شارك المقالة:
338 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook