ما هو التفكير المنظومي في ريادة الأعمال

الكاتب: وسام ونوس -
ما هو التفكير المنظومي في ريادة الأعمال

 

 

ما هو التفكير المنظومي في ريادة الأعمال

 

لا شك في أنَّ التحديات التي تواجه رواد الأعمال ومشاريعهم كثيرة، وليست المشكلة في ثباتها، بل في تغيرها المستمر؛ وهي حقيقة تغيب عن الكثيرين، سواء في المنشآت الصغيرة، أو المتوسطة، أو الكبيرة.

وتكمُن المشكلة في أنَّ الخسائر والتهديدات التي تواجهه المنشآت الصغيرة، أخطر؛ فنسب تعثرها تتعدى الـ ٩٠٪ وفق دراسات متخصصة، حصرتها في رسالتي للماجستير المعنونة بـ ”سمات رائد الأعمال الناجح في السعودية“ والتي كانت في عام ٢٠٠٨م.

وأثناء اعدادي لرسالة الماجستير، تكشفت لي عوامل عدة تعاني منها المنشآت الصغيرة كانت سببًا في نسب التعثر الكبيرة التي تعتريها؛ ما زادني حماسًا للاستمرار في المساهمة العملية في وضع حلول عملية وقابلة للتطبيق.

بالرغم من تعدد التحديات التي وجدتها تعيق نجاح المنشآت الصغيرة في السعودية، إلا أنني أخذت على عاتقي بذل جهدي للتوصل إلى حلول عملية، خاصةً وأنني قد رأيت وقتها أنها تحديات كثيرة تتطلب وجود كيان متخصص يتعرف عليها ويتعامل معها بعيدًا عن المنشآت الكبرى، التي يختلف وضعها كليًا عن المنشآت الصغيرة، كما تتولى وضع قوانين تلائم وضع المنشآت الصغيرة.

قمت حينها بإرسال برقية إلى إلى المغفور له الملك عبدالله رحمه الله، اقترحت فيه إنشاء ”وزارة للمنشآت الصغيرة“ تكون مرجعيتها إلى مجلس الوزراء مباشرة، و ليس لوزارة العمل؛ كي تكون أقدر على وضع القوانين التي تخدم المنشآت الصغيرة، وعدم الخلط بينها و بين المنشآت الكبيرة، بما في ذلك من قوانين العمل والعمال والقوانين ذات العلاقة.

صدر بعدها مرسوم ملكي بإنشاء الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت”؛ كهيئة وليس وزارة؛ فتحقق بذلك أول مرحلة في الطريق إلى علاج نسب التعثر الكبيرة في المنشآت الصغيرة، والتي توفر نحو ٦٠٪ من فرص العمل للمواطنين، بحسب مراجع أمريكية؛ إذ لم أتمكن وقتها من الحصول على مراجع محلية، سائلًا الله العلي القدير أن يبارك في جهود القائمين على هذا الصرح.

إنَّ وجود كيان متخصص خطوة مهمة نحو العمل المؤسس المستدام، لكن هل هذا كل شيء؟

بالتأكيد هذه فقط البداية نحو مسيرة العمل الجاد؛ لإحداث تغيير مستدام في منظومة عمل المنشآت الصغيرة، والتي هي الأمل- بعد الله- في حل مشكلة البطالة؛ لما توفره من فرص عمل محتملة.

وكمتخصص في مجال التفكير المنظومي، ومؤلف أول كتاب عربي في هذا المجال بعنوان ”فكر بطريقة مختلفة“، و كمتخصص في مجال ريادة الأعمال و المنشآت الصغيرة والمتوسطة على مستوى الماجستير والدكتوراة حاليًا، كرائد أعمال أسست أكثر من ٣٠ شركة ومؤسسة في ثلاث دول، رأيت أن أضع دليلًا عمليًا يسهم في المرحلة التالية لإنشاء الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة “منشآت”؛ إذ وضعت نموذج عمل أسميته ”الشهبندر- الدليل العملي لإعداد رائد الأعمال الناجح“، يساهم بإذن الله في حل مشكلة تعثر المنشآت الصغيرة واستدامتها، ويوفر فرص عمل تتعدى الـ ٦٠٪.

أنَّ تطبيق طرق التفكير المنظومي، يتطلب تغييرًا في تفكير القياديين والقائمين على مبادرات ريادة الأعمال، ورواد الأعمال أنفسهم، والتخلص من قناعات قديمة بالية تسببت في تعثر المشاريع الصغيرة، وضياع فرص عمل على المواطنين؛ إذ لا شك في أنَّ التمسك بنفس طرق التفكير القديمة، سيؤدي إلى نفس النتائج القديمة، حتى وإن تغيرت بعض الشكليات!

في المقال القادم، سوف نتناول -بإذن الله- نموذج “الشهبندر”؛ لتطبيق طرق التفكير المنظومي في ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة.

 

شارك المقالة:
159 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook