ما هو الاتحاد الأوروبي

الكاتب: وسام ونوس -
ما هو الاتحاد الأوروبي

 

 

ما هو الاتحاد الأوروبي

 

الاتحاد الأوروبي هو عبارة عن تكتُّل سياسي واقتصادي يضُم 28 دولة من قارة أوروبا وقد طوَّر الاتحاد الأوروبي سوقًا موحدة من خلال نظام موحَّد للقوانين يسري على جميع الدُّول الأعضاء في هذا الاتحاد وتهدف سياسات الاتحاد الأوروبي إلى ضمان حرية حركة الأشخاص والسلع والخدمات ورؤوس الأموال داخل الاتحاد بالإضافة لسياسات مُشتركة بشأن التجارة والزراعة بين هذه الدُّول ومع ذلك فإن المملكة المتحدة عقدت نيَّة الخروج من هذا التَّكتل بما يُعرف بصفقة Brexi، فما هو ال Brexit وما هي تبعاته الاقتصادية.

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

ويُعرَف بكلمة Brexit التي هي عبارة عن دمج الكلمتين British+Exit وهو انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي وذلك بعد الاستفتاء الذي جرى في حزيران 2016م والذي أيده 51.9% من الناخبين وكان من المقرر الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في 29 آذار 2019م لكن تمَّ تمديد الخروج إلى 31 تشرين الأول 2019م وقد تم صياغة هذه الكلمة قياسًا بكلمة Grexit للإشارة إلى انسحاب افتراضي لليونان من منطقة اليورو في شباط 2012.

ما هي تبعات Brexit الاقتصادية

لم تتوصل المملكة المتحدة إلى اتفاق بشأن صفقة Brexit فقد رفض البرلمان البريطاني صفقة Brexit في بداية عام 2019م لتعود جميع الخيارات والاحتمالات إلى الطاولة بما في ذلك خروج المملكة المتحدة من الاتحاد دون اتفاق تجاري وهناك أربع احتمالات لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي ولكل احتمال أثر الاقتصادي وهذه الاحتمالات

البريكزيت الصعب Hard Brexit

منذ أن صوَّت الشَّعب البريطاني على مغادرة الاتحاد الأوروبي في حزيران 2016م وقدم رئيس الوزراء إخطار الانسحاب في آذار 2017م تركَّز الحديث ما إذا كان ينبغي على المملكة المتحدة متابعة الخروج من الاتحاد الأوروبي والبريكزيت الصَّعب يعني أن على المملكة المتحدة أن تتخلى عن عضوية السوق الموحد في الاتحاد الأوروبي وهو اتفاق يمكن البلاد من التجارة البحرية مع الشركاء الأوروبيين دون قيود على التعرفات الجمركية، ويريد داعمي البريكزيت الصًّعب حُرية في إعداد الاتفاقات والأحكام التجارية إلا أن المشكلة هي أن إعداد الاتفاقيات التجارة المستقلة الخاصة بهم سيستغرق الكثير من الوقت ويُجبر البلاد على استخدام قواعد المنظة التجارية العالمية الأقل ملائمة.

بريكزيت دون اتفاق No Deal Brexit

حذر الاقتصاديون من جميع أنحاء العالم من البريكزيت الصعب وعند مناقشة سيناريو الخروج دون اتفاق فإن تنبؤاتهم كانت أكثر كارثية فقد حذَّر بنك انجلترا من أن الخروج دون اتفاق يمكن أن يقلص اقتصاد المملكة المتحدة بنسبة 8% سنويًا وسيقود إلى انخفاض أسعار المنازل بمقدار الثلث وبالتأكيد أن الخروج دون اتفاق سيقسو على الأسهم البريطانية والأوروبية كذلك الجنيه الإسترليني، ومن المتوقع أيضًا أن يسقط باقي اقتصاد العالم جرَّاء هذه الفوضى وقد حذَّر صندوق النقد الدولي إلى أن الخروج دون اتفاق سينطوي على مخاطر ستؤدي إلى مزيد من التباطؤ في النمو العالمي.

البريكزيت اللَّين Soft Brexit

يتَّفق الاقتصاديون أن البريكزيت اللَّين أو الناعم هو الأقل ضررًا والذي يعني أن المملكة المتحدة ما زالت متحالفة بشكل وثيق مع الاتحاد الأوروبي من خلال الحفاظ على شكل من أشكال السوق الموحد لهذا التكتُّل مثل هذا السيناريو يقلل من الإخلال في التجارة وقيود التَّوريد بشكل عام لكن المشكلة تكمن في أن الاتحاد الأوروبي طالَب باحترام جميع مبادئه بما في ذلك حرية تنقل الأشخاص للسَّماح بالوصول إلى السوق الموحدة لكن العديد من السَّاسة البريطانيين ليسوا على استعداد لتقديم تنازلات بشأن الهجرة مثل النرويج التي هي عضو في السوق الموحدة لكنها في المقابل تلتزم بقواعد حرية الحركة.

البريكزيت المُعلق Brexit on Hold

تتفق معظم دول التكتُّل أن من مصلحتها منع الخروج الصًّعب للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي والسَّاسة البريطانيون منقسمون حول ما يريدونه من Brexit وإيجاد طريقة تتوافق مع طلباتهم بجانب طلبات الاتحاد الأوروبي والذي يبدو تحديًا لا يقهر والتباطؤ في سير العملية لمدة عامين إضافيَّين دون ضمانات قد يعرقل فرص إعادة التَّفاوض ومن شأن تعليق خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي تخفيف المخاوف من الخروج دون اتفاق ومع ذلك ستظل حالة عدم اليقين ما إذا كانت المملكة المتحدة ستضمن في النهاية اتفاق ليّن أو صعب أو حتى اجراء استفتاء آخر يمكن أن يلغي القرار بالكامل وهذا يعني مزيدًا من التقلبات إذ يواصل المستثمرين محاولة تخمين كيف سيكون ال Brexit تحت كل سيناريو محتمل.

عواقب Brexit

ستؤدي صفقة Brexit إلى عدة عواقب حيث إن الخروج دون اتفاق سيؤدي إلى إلغاء وضع التجارة الحرة في بريطانيا مع أعضاء الاتحاد الأوروبي وستؤدي الرسوم الجمركية إلى رفع تكلفة الصادرات وحتى مع وجود اتفاقية فإن الخروج من التَّكتل قد يكون كارثيًا على المركز المالي للمملكة المتحدة فقد أعلنت مدينة لندن أن 5000 وظيفة مهددة بالضياع بالإضافة لانهيار سوق العقارات، حيث بدأت أسعار المساكن بالانخفاض وغادرت العديد من الشركات وستفقد بريطانيا مزايا التقنيات الحديثة للاتحاد الأوروبي، وتتمثل الخسارة الأكبر في لندن بالخدمات وخاصة الخدمات المصرفية وسيفقد المهنيين القدرة على العمل في جميع البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وسيتعين على بريطانيا دفع فواتير مستحقة للاتحاد الأوروبي بقيمة 51 مليار دولار.

كما أن ارتفاع أسعار الواردات من شأنه أن يخلق التضخم وخفض المستوى المعيشي للشعب البريطاني، حيث أن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيضر بالعاملين البريطانيين الشباب، وفي اليوم التالي بعد تصويت Brexit انخفض مؤشر داوجونز واضطربت أسواق العملات فانخفض اليورو بمقدار 2% وانهار الجنيه الإسترليني حيث أدى هبوط هاتين العملتين إلى زيادة قوة الدولار والذي لا يعتبر جيدًا لأسواق الأسهم الأمريكية بسبب إرتفاع تكلفة الأسهم بالنسبة للمستثمرين كما أن ضعف الجنيه الإسترليني يجعل صادرات الولايات المتحدة إلى المملكة المتحدة أكثر تكلفة كما سيؤدي Brexit إلى ضعف نمو أعمال الشركات التي تعمل في أوروبا

شارك المقالة:
265 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook