ما تحتاجين معرفته حول إصابة المرأة الحامل بالداء السكري

الكاتب: رامي -
ما تحتاجين معرفته حول إصابة المرأة الحامل بالداء السكري
"

ما تحتاجين معرفته حول إصابة المرأة الحامل بالداء السكري.

انسُّكري الحَمْل(Gestational diabetes)هو اضطراب في تحمّل الغلوكوز (Glucose tolerance)، أوسُكري (Diabetes)حقيقي يظهر أو يُشخّص للمرة الأولى خلال الحَمْل. لا يتعلق التعريف بنوع العلاج المُعْطى للحامل (تغذية أو إنسولين - Insulin) وهو شامل أيضًا للحالات التي يبقى فيها السُّكري بعد الحَمْل.

يجب بعد ستة أسابيع من الولادة، تحديد حالة المرأة من جديد وفقًا لإحدى الفئات التالية: سُكَّري، اضطراب بدرجة الغلوكوز عند الصوم (Impaired fasting glucose- IFG)، خلل في تحمّل الغلوكوز (ضعف تحمّل الغلوكوز -Impaired glucose tolerance&ndash IGT) أو سَوائِيَّة سُكر الدم (Normoglycemia = درجة غلوكوز في المجال الطبيعي).

النساء اللاتي يصبنَ بسكري الحَمْل أكبر عمرًا، في المعدل، من مجمل النساء الحوامل ومعظمهن ذوات وزن زائد (Overweight).

يكون رد الفعل للغلوكوز لدى هؤلاء النساء طبيعيًّا قبل الحَمْل، وستعود معظمهن للحالة الطبيعية فورًا بعده. مع ذلك، تتواجد هذه النساء بخطر مرتفع جدًّا للإصابة بمرض السكري في كل حَمْل إضافي (60%-90%) وخطورة مفرطة أن يتطور لديهن، خلال حياتهن، خلل في تحمّل الغلوكوز، سُكري نوع 1 (Diabetes mellitus type 1)، أو بشكل خاص، سُكَّري نوع 2 (2 Diabetes mellitus type). يتطور في الواقع، لدى 40%-60% منهن سُكَّري خلال الـ 5-15 سنة عقب سكري الحَمْل.

تحدث في الحَمْل تغييرات هورمونية تصعّب على تحمّل الغلوكوز. يُحْدِثُ الحَمْل في جسم المرأة حالة إجهاد (Stress) فيزيولوجي يؤدي لارتفاع هورمونات الإجهاد، الأدرينالين (Adreneline) والكورتيزول (Cortisol). كِلا هذين الهورمونين يعمل بدرجة معيّنة لدى كل البشر في كل الوقت، وجزء من تأثيرهما هو رفع درجة الغلوكوز في الدم.

في حالات الكَرْب يزداد إفرازهما، ولذلك ترتفع درجة الغلوكوز في الدم. بين الهورمونات الأخرى التي ترفع السكر في الدم، نجد أيضًا الغلوكاغون (Glucagon) المُفْرَز من البنكرياس (Pancreas)، بالإضافة لهورمونات خاصة بالحَمْل والمُفْرَزَة من المشيمة (Placenta). ترفع هذه الهورمونات درجة الغلوكوز (Hyperglycemia) في الدم وتناقض نشاط الإنسولين (Anti - insulin).

إن هذه هي آليةمقاومة الإنسولين(Insulin resistance) القائمة في كل حمل طبيعي. تزيد المرأة الحامل غير المصابة بمرض السكري من إفراز الإنسولين وتوازن نفسها.

فيسكر الحَمْل، كما هو الأمر في حالات المؤدية لظهور السكري نوع 2، تكون هذه الآلية معيوبة والإفراز المختل للإنسولين وحده غير قادر على التغلب على مقاومة الإنسولين الموصوفة هنا. يظهر على خلفية العمليات المذكورة، سكري الحَمْل بشكل عام في الثلثين الثاني والثالث للحمل.

أعراض السكري الحملي

لا تظهر لدى الغالبية العظمى من النساء المصابات بسكري الحَمْل، أيأعراض للمرض. بما أن المضاعفات من شأنها أن تظهر في الجنين (Fetus)، بدءًا من درجات سكري منخفضة (Hypoglycemia) نسبيًّا، والتي لا تسبب للأم أي اضطراب، من المهم تمييز واكتشاف سكري الحَمْل مبكرًا قدر الإمكان.

تشخيص السكري الحملي

لا تظهر لدى الغالبية العظمى من النساء المصابات بسكري الحَمْل، أي أعراض. بما أن المضاعفات من شأنها أن تظهر لدى الجنين، بدءًا من درجات سكري منخفضة نسبيًّا، والتي لا تسبب للأم أي اضطراب، من المهم تمييز واكتشاف سكري الحَمْل مبكرًا قدر الإمكان.

تقاس في الفحص (GCT -Glucose Challenge Test) درجة الغلوكوز في الدم، ساعة بعد شرب وجبة 50 غرامًا غلوكوزًا.

تعتبر درجة الغلوكوز سليمة إذا لم تزد عن 140 ملغم/ديسيلتر. إذا كانت الدرجة أعلى يتم تعريفها كمَرَضيّة، وتكون هناك حاجة لتحميل سكر كامل (GTT -Glucose Tolerance Test) بواسطة شرب 100 غرام غلوكوزًا في الصباح، بعد الصوم لـ 8-14 ساعة.

يجب قبل الخضوع للفحص، المحافظة لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام على تغذية غنية بالكربوهيدرات (Carbohydrate &ndash السُّكريات) (أكثر من 150 غرامًا في اليوم). خلال التحميل يجب على الخاضعة للفحص الامتناع عن التدخين والجهد الجسدي.

يتم فحص تركيز السكر قبل تناول الغلوكوز بالشرب، وبعد مرور ساعة، ساعتين وثلاث ساعات من شرب وجبة الـ 100 غرام سكرًا. يستلزم الأمر فحصين شاذين عن الوضع السليم لتعريف الوضع على أنه سكري الحَمْل.

إن القيم القصوى للغلوكوز هي: حتى 95 ملغم/ديسيلتر عند الصوم، حتى 180 ملغم/ديسيلتر بعد مرور ساعة، حتى 155 ملغم/ديسيلتر بعد مرور ساعتين وحتى 140 ملغم/ديسيلتر بعد مرور ثلاث ساعات.

علاج السكري الحملي

يعتمد العلاج منذ لحظة التشخيص علىتغذية خاصة بالحَمْل، قليلة السكر المتوفر.

إذا لم يتم الوصول لدرجات السكر المرغوبة والتي تظهر في فحص الـ HbA1c ،Glycated hemoglobin، أي أقل من 6%، يجب إضافة الإنسولين. العلاج بالدواء هو الوحيد المصادق عليه اليوم لخفض درجات السكر في الحَمْل.

بالإضافة للموازنة الدقيقة لدرجات الغلوكوز، من المهم، في حال إصابة المرأة بسُكري الحَمْل، إجراء متابعة دقيقة لتطور الحمل والجنين.

مضاعفات السكري الحملي

تَطوُّرسكريالحَمْلخلال الحمل، يعرض النساء الحوامل وأجنتهنّ لمخاطر ممكنة. لا يوجد هنا خطر مُفرط لتشوُّهات (إلا إذا كانت المرأة الحامل مصابة بسكري خفي لم يكن مكتشفًا في السابق)، وذلك لأن أعضاء الجنين تُتِمُّ تطورها في نهاية الثلث الأول للحمل، قبل ظهور سكري الحَمْل.

المضاعفات الأخرى للسكري والتي تظهر متأخرة في الحمل، مثل: أطفال كبيرون (Large for Gestational age - LGA./ Macrosomia)، مَوَهُ السَّلى (Polyhydramnios &ndash كثرة السائل السَّلَوي)، تأخر نضوج الرئتين (Hyaline Membrane Disease)، قد تظهر خلال سكري الحَمْل، رغم أنها تكون بخطورة منخفضة بشكل عام.

تشمل مضاعفات الأم، الناجمة عن هذه الحالة، احتمالاً أعلى لجراحات قيصرية (Cesarean section) وفرط ضغط دم (Hypertention) مزمن، وذلك بالإضافة لخطر مرتفع للإصابة بالسكري في المستقبل، كما ذكرنا سابقًا.

"
شارك المقالة:
141 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook