ما تحتاج معرفته حول رضوض القلب المغلقة

الكاتب: رامي -
ما تحتاج معرفته حول رضوض القلب المغلقة
"

ما تحتاج معرفته حول رضوض القلب المغلقة.

تعدُّ أمراض القلب الرضّية (الرضحية)traumatic heart diseasesمن الأسباب المهمة لوفيات الأطفال والبالغين تحت سن الخامسة والثلاثين، وتحدث الوفاة في الغالب قبل وصول المصابين بالرضوض إلى المستشفى. ويعتمد البقاء على قيد الحياة على طبيعة الإصابة وشدتها، وعلى المدة المنقضية بين وقوع الحادث وإنعاش المصاب، وعلى حالته السريرية حين وصول غرفة الإسعاف.

تبلغ نسبة الوفيات بجروح القلب النافذة نحو 80% من المصابين قبل وصولهم المستشفى. وتتفاوت نسبة من يصلون أحياء بين 15% و50%، وذلك تبعاً لطبيعة الحادث المسبب للإصابة.

وتبلغ نسبة الوفاة بين المصابين برضوض مغلقة سببت تمزقاً في القلب نحو 90% قبل الوصول إلى المستشفى، ويمكن إنقاذ 90% من المصابين برض قلب مغلق إذا وصلوا أحياء إلى المستشفى، وترتفع نسبة الوفاة حينما ترافق رضوضَ القلب إصاباتٌ أخرى.

المبادئ العامة في تدبير رضوض القلب

إن هذه المبادئ هي نفسها المتبعة في تدبير الرضوض بوجه عام وأهمها توفير طرق هوائية حرة من أجل التهوية، وفتح وريد لإعطاء الدم والسوائل، وتطبيق صدمة كهربائية على القلب أو ضربة بقبضة اليد على عظم القص إذا أصيب القلب بالرجفان، والسيطرة على النزف الخارجي، وتفجير الصدر في حال الانصباب الهوائي، ووضع قثطرة وريدية مركزية لقياس الضغط الوريدي.

يجب فتح أيسر الصدر (أمامي جانبي بالورب الخامس) في غرفة الإسعاف لكل مصاب لديه توقف قلب، أو انخفاض شديد في الضغط ويشك في حدوث رض القلب لديه. كما يجب نقل المرضى غير المستقرين من الناحية الهيموديناميكية مع علامات اندحاس (سطام)tamponadeأو نزف داخل الصدر إلى غرفة العمليات مباشرة، وبالتخدير الموضعي يمكن إجراء فتحة تحت عويكشة القص وفتح التأمور لإفراغ الدم المسبب للاندحاس ريثما يتم فتح الصدر واستقصاء القلب. أما ذوو الحالة السريرية المستقرة ولديهم جرح نافذ، فينبغي نقلهم إلى غرفة العمليات وإجراء بزل التأمور؛ فإذا كان إيجابياً وجب حينئذ فتح الصدر واستقصاء القلب والمنصف.

ويجب في الرضوض المغلقة إجراء فحص بالصدى للقلب، وفي حال وجود دم في التأمور لابد من اللجوء إلى فتح الصدر. أما إذا اقتصرت الإصابة على تكدُّم العضلة القلبية فمن الواجب مراقبة المريض.

رضوض القلب المغلقة

يتعرض القلب للرض بطرق مختلفة تؤدي إلى حدوث التسارع في القلب أو التباطؤ، وإلى الانضغاط وبالتالي ارتفاع الضغط داخل الصدر أو البطن على نحو مفاجئ.

ومن أهم أسباب رضوض القلب المغلقة حوادث الطرقات التي تؤلف النسبة العظمى، والسقوط من أمكنة مرتفعة، والتعرض للانهيارات، وحوادث الرياضة، وإصابات العمل وغيرها.

تسبب رضوض الصدر المغلقة إصابات مختلفة في القلب مثل كدمة العضلة القلبية، وتمزق الصمامات والحجاب بين البطينين، وإصابة الأوعية الإكليلية والتأمور.

المظاهر السريرية وتقييم حالة المريض:

من العسير تشخيص إصابة رض القلب في غرفة الإسعاف عند المريض الذي يصل ولديه رضوض متعددة؛ إذ إن الألم الصدري شائع جداً في رضوض الصدر، ويمكن أن يوجه الطبيب إلى إصابة القلب. ومن الملاحظ أن نحو 50% ممّن يتعرضون لإصابة القلب لا تظهر عندهم بالفحص علامات خارجية. وهناك عدة علامات تزيد الشك في الإصابة القلبية، وخصوصاً بعد حوادث السيارات أو الرض المباشر ومنها:

- وجود آثار لرض خارجي مثل الكدمات والمضض فوق القص والأضلاع، أو مشاهدة كسر في القص أو في الضلع الأول، أو تمزق الحجاب الحاجز.

- علامات انصباب تأمور أو اندحاس يبدو فيها المصاب غير واعٍ أو غير مرتاح (جوع للهواء). وتلاحظ علامات الصدمة مع انخفاض الضغط وتسرع القلب وضعف النبض المحيطي، كما يلاحظ اتساع الأوردة الوداجية في الاندحاس.

- انصباب جنب كبير أو متكرر.

- تغيرات تخطيطية بموجةT، أو نقص ?ولطية أو حصار.

- وجود نفخة حديثة وعلامات قصور قلب تدل على إصابة صمامية.

إذا كانت حالة المصاب مستقرة هيموديناميكياً يجب إجراء صورة صدر لتقدير الإصابات مثل كسور الأضلاع وكدمة الرئة واسترواح الصدر وانصباب الجنب وتمزق الحجاب الحاجز. ولتقييم حالة المريض المستقرة ينبغي إجراء تخطيط كهربائية القلب عدة مرات لتشخيص كدمة القلب، ومعايرة الكرياتينين كيناز، ودراسة القلب بالصدى.

أما إذا كانت الحالة غير مستقرة وأظهر الفحص السريع استرواح الصدر أو انصباب الجنب؛ فيجب الإسراع في وضع مفجر في الصدر. وإذا وجدت علامات الاندحاس يجب تفجير التأمور قبل إجراء صورة الصدر؛ فالصورة لا تفيد هنا إذ من المألوف أن يؤدي تجمع 200 مل من الدم إلى الاندحاس من دون أي مظاهر شعاعية.

التدبير:

من الشائع وفاة المصاب برض مغلق ولديه تمزق في القلب قبل بلوغه المستشفى. ولكن إذا وصل إلى غرفة الإسعاف مصاباً بتوقف قلب أو هبوط ضغط شديد؛ وجب فتح الصدر مباشرةً. وحين وجود علامات انصباب تأمور سريرياً أو بالصدى؛ يجب فتح عويكشة القص في غرفة العمليات بشكل يسمح بإجراء الاستقصاءات الأخرى إن وجدت ضرورة لها. أما إذا شوهدت علامات نقص تروية بسبب إصابة الشرايين الإكليلية؛ فمن الواجب إجراء قثطرة قلبية لتقييم الإصابة وإجراء المجازات اللازمة.

"
شارك المقالة:
183 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook