وهناك فرعين رئيسين يتم استخدامهما في المُنظمات والأعمال التجارية، وهُما: المُحاسبة المالية والمُحاسبة الإدارية حيث يُعد هذان النوعان من أنواع المُحاسبة المُهمة للمُنظمات، كونهما يعملان على مُساعدة المُنظمات بطُرقٍ مُختلفة؛ فالمُحاسبة المالية تُعد مُفيدة في حفظ سجلات المُعاملات والعمل على مُقارنة أداء المُنشآت، بينما تُعد المُحاسبة الإدارية مُفيدة في عملية تحليل الأداء ووضع الاستراتيجيات الفعّالة والسياسات المُستقبلية، وغالبًا ما تقوم المُنظمات على استخدام هذان النوعان معًا، وفيما يأتي الاختلافات الرئيسة بين المحاسبة المالية والمحاسبة الإدارية:
وبالنسبة لمبادئ المُحاسبة المقبولة عُمومًا فإن تقارير المُحاسبة المالية تخضع لها وكذلك للمعايير الدُولية عند إعداد التقارير المالية والقيام على توزيعها داخل وخارج الشركة، حيث إن النشر الخارجي للبيان المالي يفرض عليها الالتزام باتباع المعايير من أجل العمل على توفير المعلومات الصحيحة، ونظرًا لأن تقارير المُحاسبة الإدارية يتم مُشاركتها بطريقة داخلية فقط فإنها لا تخضع لهذه المبادئ والقواعد ولا تتبع أي معيار مُحاسبي.
يتم العمل على استخدام المحاسبة المالية بشكلٍ رئيسي من أجل أصحاب المصلحة الذي يسعون للتحقق من السلامة المالية للشركة وأدائها، بينما يتم استخدام المُحاسبة الإدارية بشكل رئيسي من أجل العمل على تعزيز الخطة الاستراتيجية والوصول إلى قرارات أكثر كفاءة، وعلى الرُغم من تشابه كل من المُحاسبة المالية والمُحاسبة الإدارية إلا أن هنالك اختلافات بينهما بالعديد من المجالات كنوع المعلومات التي يعمل كلا النوعين على توفيرها، وفيما يأتي الفرق بين نوع المعلومات التي تُوفرها المُحاسبة المالية والمُحاسبة الإدارية:
يكون التركيز في المُحاسبة الإدارية على العمليات بدلًا من التركيز على التدفق النقدي أو الربح أو المقاييس المالية الأُخرى. كما أن المعلومات التي تُوفرها المحاسبة الإدارية تكون لفترات قصيرة مما يسمح للمُدراء التصرُف بسرعة وفقًا للظروف المُحيطة، مما يعكس الاستجابة السريعة لظروف السوق المُتغيرة والتي تمنح الشركات الحُصول على ميزة تنافسية، كما أن بيئة المُحاسبة الإدارية القوية تُساعد في اتخاذ القرارات.
تقوم المُحاسبة الإدارية بتحليل وتوفير معلومات التكلفة للإدارة الداخلية وذلك بهدف التخطيط والمُراقبة واتخاذ القرارات، حيث تُشير المُحاسبة الإدارية على عملية تحديد وقياس وتراكم وتحليل وتفسير للمعلومات والإبلاغ عنها من أجل استخدامها في التخطيط والتقييم والسيطرة داخل الكيانات والتأكد من الاستخدام المُناسب لها. وتتمثل أهمية المعلومات التي تُوفرها المحاسبة الإدارية في مساعدة الإدارة على استخدام معلومات من أجل التخطيط وتحديد وتقييم الأهداف، فهي بمثابة البيانات الأساسية التي تم إدارة المُؤسسات بها.
ويتم استخدام هذه المعلومات من قِبل المديرين فهي تُركز على الحاضر والتنبؤات المستقبلية، بينما تهتم المُحاسبة المالية على توفير المعلومات الخاصة بحملة الأسهم والدائنين وغيرهم ممن هم خارج المُنظمة، فهي بمثابة بطاقة الأداء التي يتم من خلالها الحكم على أداء الشركة السابق، وتظهر أهمية المعلومات التي تُوفرها المُحاسبة المالية في الكشف عن النتائج النهائية للأعمال كما تعمل على توضيح الحالة المالية للعامل في تاريخ مُعين.
يُعد الهدف الرئيس من المُحاسبة الإدارية الحُصول على معلومات مُفيدة بحيث يتم استخدامها داخل الشركة والتي تُساعد في التخطيط الاستراتيجي للشركة ووضع أهدافها وتوجيه مواردها، ويتم الحُصول على هذه المعلومات من خلال مراجعة الأداء السابق ووضع توقعات لأعمال المُنظمات بناءً على ذلك، حيث وتتميز دقة المعلومات التي تُوفرها المُحاسبة الإدارية بكونها مُفصلة جدًا وتقنية ومُحددة وغالبًا ما تكون تجريبية، وللتأكد من دقتها يتم العمل على فحص العديد من المعلومات التي تبدو مُربكة، لذا فإن إعدادها يحتاج لوقتٍ طويل.
أما المُحاسبة المالية فتهتم بمنح المعلومات للأطراف الخارجية للشركة إلا أن المعلومات المالية التي يتم انتاجها باستخدام المُحاسبة المالية تعمل على التحقق من السلامة المالية للأعمال، حيث يتم إنشاء هذه المعلومات من خلال استخدام البيانات المالية لفترات زمنية مُحددة فهي معلومات تاريخية بالكامل دون أية تنبؤات، وتتميز دقة المعلومات التي تُنتجها المُحاسبة المالية بكونها مُجمعة ومُختصرة ومُعممة، كما تتميز بكونها أكثر شفافية وتنظيمًا من المُحاسبة الإدارية كونها معلومات مهمة للأطراف الخارجية كالمُستثمرين.
إنّ المُحاسبة الإدارية مُخصصة لاستخدام الإدارة من أجل مُساعدتها في اتخاذ قرارات مُفيدة للعمل، فهي معلومات تهتم بها الأطراف الداخلية، مثل: الرئيس التنفيذي والمدير والمُروجين، كما وتشتمل على القطاعات المعنية بمنطقة أو جُزء مُحدد من أجل القيام على تحليلها، وهذه القطاعات قد تكون أحد خطوط الإنتاج أو جُغرافيا مُحددة أو وحدة تصنيع، أما المُحاسبة المالية فهي مُخصصة من أجل توفير المعلومات للأطراف الخارجية من مُستثمرين ودائنين وعُملاء وبنوك لمُساعدتهم في اتخاذ القرارات، والتي عادةً ما تكون على شكل تقارير مالية تتكون من بيانات الميزانية العمومية وبيان التدفق النقدي، فهي تحليل شهري أو أسبوعي أو سنوي للمُنتجات، كما أنها تقوم على إعداد تقارير القطاعات بأشكال مُحددة حيث إنها لا تشمل قطاع بحد ذاته بل هي تُعنى بالعمل ككُل، وتُعد غاية في حد ذاتها، لذا تقوم بعض الشركات على إعداد تقارير القطاعات بأشكال مُعينة.
يتم العمل على استخدام المُحاسبة الإدارية لتحقيق الأهداف الداخلية بينما تعمل المُحاسبة المالية على توفير المعلومات المالية وِفق مبادئ المُحاسبة المقبولة عمومًا، وعلى الرُغم من الاختلافات العديدة بينهما إلا أن هنالك أوجه للتشابه بينهما فكلاهما يحتاج إلى أرقام دقيقة من أجل العمل، ففي المُحاسبة الإدارية يتم استخدام الأرقام من أجل إعداد الميزانيات والتقديرات مع الالتزام بمعايير المُحاسبة المالية من أجل أن يتم اعتبار المعلومات المالية دقيقة ومُتوافقة مع اللوائح، وعادةً ما يتم القيام بإعداد التقارير التشغيلية على مدار الشهر بينما يتم إعداد المُحاسبة المالية في نهاية الفترة المُحاسبية.
وعلى الرُغم من كون المُحاسبة الإدارية تعمل بطريقة أكثر كفاءة في حل المُشكلات إلا أن المُحاسبة المالية تُبين ما تم إنجازه من الأعمال بالأرقام الفعلية، ليتم استخدام هذه الأرقام من أجل العمل على تحديد ربحية الشركة، وعلى الرُغم من أن مُعظم الشركات تُؤكد على إلزامية تطبيق كلا النوعين إلا أنه من المُمكن استخدام المُحاسبة المالية فقط، وفي حال تم العمل على تطبيقهما معًا فإن هذا سيعمل على توفير أفضل ما في الشركات، فكلاهما معًا يُبينان البيانات المالية الدقيقة وطريقة التخطيط للمُستقبل بطريقة أكثر كفاءة، فاستخدامهما معًا سيضمن نجاح الأعمال بطريقةٍ مُربحة وأكثر كفاءة.
يتم العمل على إعداد تقارير المُحاسبة المالية عندما يُراد أن يتم توزيع البيانات المالية على المُساهمين والمُقرضين والمُحللين الماليين، ونظرًا لوجود العديد من المُستخدمين فإنه لا بُد من أن تكون هذه البيانات المالية مُتوافقة مع مبادئ المُحاسبة المقبولة عمومًا، بينما تقوم المُحاسبة الإدارية في مساعدة الإدارات على تشغيل الشركات، لذا يتم إعداد تقارير المُحاسبة الإدارية عند الحاجة لتحليل تكاليف الشركة وعند الحاجة لهذه التقارير من أجل اتخاذ القرارات المالية والتخطيط للربح، كما تُستخدم كذلك عند حساب نقط التعادل ووضع الميزانية الرأسمالية وحساب تكاليف المُنتجات الحالية من أجل العمل على تقييم مخزون الشركة وتحديد تكلفة السلع المُباعة.
يتم العمل على تسجيل الإيرادات والمصروفات والأصول والخصوم المُرتبطة بمؤسسة الأعمال التجارية في المُحاسبة المالية، كما أن التقارير التي تقوم المُحاسبة المالية على إعدادها يتم تقديمها للأطراف الخارجية حيث يتم العمل على إعدادها خلال فترات مُنتظمة، بينما يتم العمل على تطبيق التقنيات المُحاسبية والإحصائية في المحاسبة الإدارية من أجل إنتاج وتفسير المعلومات لمساعدة الإدارة في وضع خططها المُستقبلية، ويتم إعداد هذه الكشوفات والتقارير الإدارية عند الحاجة إليها لاتخاذ القرارات.
فالمُحاسبة المالية تسُتخدم للإشارة إلى عملية جمع المعلومات المُحاسبية في البيانات المالية والتي تتوافق مع المعايير المُحسابية المُختلفة، بينما تُستخدم المُحاسبة الإدارية في العمليات الداخلية التي يتم استخدامها لحساب المُعاملات التجارية كونها لا تحتاج إلا أن تتوافق مع أية معايير، وتظهر الاختلافات في تسجيل المعاملات المالية بين المُحاسبة الإدارية والمُحاسبة المالية من خلال ما يأتي: