المحيط الأحمر هو من الاستراتيجيات التقليدية والمألوفة في سوق الأعمال، فهي تعتمد على التركيز فقط مع المنافسين دون النظر إلى السوق أو المستهلكين أو العمل على تلبية متطلباتهم، وذلك بدون شك خطأ كبير.

 

فلا يجب أن يكون المنافسين والمنافسة هما فقط محور التفكير الاستراتيجي لأي منظمة، بل العكس فيجب أن يكون المستهلك هو محور التفكير، فالتركيز على المنافسة فقط يؤدي إلى الحصول على عدد أقل من العملاء وبالتالي تحقيق نسبة أقل من الأرباح.

 

فالمحيط الأحمر ينكر قوة المنظمة في الحصول على سوق جديدة بدون منافس، وحتى إذا ظهر منافس فسوف يكون بعد أن تصبح قائدا للسوق محددا لكل قواعده، وذلك على عكس استراتيجية المحيط الأزرق.

 

 

استراتيجية المحيط الأزرق

هي واحدة من الاستراتيجيات الحديثة في مجال الاقتصاد، وقد تم استنادها من فكرة العالم البروفيسور “دبليو شان كي” وزميلته البروفيسور “رينية موبرون”.

 

وتعتمد استراتيجية المحيط الأزرق على فكرة أن المنظمة التي ترغب في تحقيق النجاح في مسيرتها العملية فليس من الضروري لها أن تحتل مركزًا قويًا في التنافس مع غيرها، بل على العكس فيمكن تحقيق النجاح بدون منافسة.

 

وذلك من خلال أن تقوم هذه المنظمات بخلق وتبني أسواقًا جديدة لكي تقوم بعرض منتجاتها فيها، أو من خلال طرح سلع وبضائع بديلة عن تلك التي تجذب إليها المنافسين، وبذلك تتمكن من تحقيق أرباحًا طائلة، وفي ذات الوقت تتمكن من جذب مستهلكين وزبائن جدد وجعلهم أكثر ولاءً لمنتجاتها، فقط ببعض الذكاء تحقق الريادة الاستراتيجية.

 

الفرق بين استراتيجية المحيط الأزرق والمحيط الأحمر

تعتمد استراتيجية المحيط الأحمر على التنافس بين المنظمات في نفس مساحة السوق، بينما تعتمد استراتيجية المحيط الأزرق على إنشاء مساحات جديدة في السوق خالية من المنافسة.

تعتمد استراتيجية المحيط الأحمر على طرق التغلب على المنافسين في السوق الحالي، بينما تعتمد استراتيجية المحيط الأزرق كيفية إبعاد المنافسين عن سوق المنافسة.

تعتمد استراتيجية المحيط الأحمر على استغلال الطلب الحالي للمستهلك في السوق، بينما تعتمد استراتيجية المحيط الأزرق على ابتكار نوع جديد من الطلب للمستهلك مع السيطرة عليه.

تعتمد استراتيجية المحيط الأحمر على إنشاء تبادلات تقوم على التكاليف، بينما تعتمد استراتيجية المحيط الأزرق عدم التقيد بالتبادلات التي تقوم على قيم التكلفة.

تعتمد استراتيجية المحيط الأحمر على توفيق كل أنشطة المنظمة مع اختيار التميز أو التكلفة المنخفضة، بينما تعتمد استراتيجية المحيط الأزرق توفيق نظام أنشطة المنظمة بشكل كامل والسعي من أجل تحقيق التميز والتكلفة.

 

مبادئ استراتيجية المحيط الأزرق

أولًا: إعادة بناء حدود السوق

من خلال التخلص من المعايير القديمة وتنفيذ هذا المبدأ؛ سوف يمكن للمنظمة تحديد المسارات المنهجية التي تمكنها من اختيار مساحات جديدة في السوق ومجالات لا يوجد بها منافسين، مع التخفيف من الآثار المترتبة عن البحث عن مجالات غير مطلوبة.

 

حيث تتمكن المنظمة من إيجاد أو ابتكار مجالات غير تنافسية من خلال بعض النقاط الأساسية التي يجب دراستها وتحليلها لكي يمكن الوصول إلى السوق الجديدة، وهذه النقاط تتلخص في:

 

دراسة التوقيت والزمن المناسب لطرح المجال الجديد.

دراسة المنتجات التكميلية في مجال الصناعة وليست المنتجات الرئيسية.

تحليل ودراسة مجموعات الاستراتيجية القائمة من خلال النظر إلى الصناعات البديلة والمشابهة.

دراسية وتحليل التوجهات الوظيفية والعاطفية في مجال الصناعة.

تحليل ودراسة متطلبات المستهلك والمشتري في السوق.

وضع تعريفات مبسطة عن المستهلكين في مجال الصناعة.

 

ثانيًا: التركيز على الصورة بالكامل دون النظر للأرقام

والهدف من ذلك هو توضيح إمكانية الشركة من وضع المخطط الاستراتيجي الصحيح، والذي من خلاله سوف تتمكن من الخروج من نطاق التحسين للمنتج لنطاق خلق منتج آخر جديد.

 

وذلك المعيار يعتمد على مقارنة عمل المنظمة مع المنافسين، وكذلك مراقبة المميزات للمنتج الذي تقدمه والخدمات المتاحة البديلة له، مع تحديد الاستراتيجية التي يجب اتباعها من خلال دراسة طبيعة المستهلكين، ويمكن اختصار ذلك المعيار في بعض النقاط التي يجب تنفيذها في حالة الرغبة في تفعيل استراتيجية المحيط الأزرق، وهي:

 

التخلص من العوامل المسلم بكونها الإفضاء والحذف.

تخفيض العوامل التي يجب تخفيضها، والتي قد تعتقد بأهميتها ولكن بحذفها تكتشف بأنها لم تؤدي إلى فقد الكثير.

الرفع من العوامل التي تساعد في تحقيق مستقبل أفضل عند إيجاد سوق جديدة.

البحث عن عوامل جديدة في مجال الصناعة الخاص بالمنظمة، والتي غالبًا ما تقود إلى خلق سوق جديدة خاصة بالمنظمة.

 

ثالثًا: تحقيق الوصول إلى أكثر من الطلب الحالي

وذلك من خلال عدم التفكير في تحسين المنتجات القائمة، بل لابد من النظر إلى أبعد من ذلك، فمن خلال النظر إلى الزبائن المتوقعين في السوق الجديدة ودراستهم، يمكن التقليل من المخاطر التي تتعلق بالإنتاج، مع ضمان تقبل المنتج للمستهلكين الجدد.

 

ويعتمد ذلك على التعريف السابق لمستهلكي المنتج الخاص بالمنظمة، وعلى آثار ذلك يمكن تحديد الزبائن الجديد، وذلك على النحو التالي:

 

المستهلكون المتوقعين: وهم الفئة التي تبحث دائمًا عن الجديد، وهم من يكونون دائمًا في مقدمة من يتقبل التغيير.

المستهلكون الغير متقبلين: وهم الفئة التي يتوقع منهم الرفض التام للمنتج الجديد.

الزبائن الغير معروفين: وهم من خارج نطاق قائمة طلب المنتج، ويتم العمل على تحديد طرق جذبهم أو كيفية جذب أكبر شريحة ممكنة منهم لشراء المنتج الجديد.

رابعًا: وضع استراتيجية ممنهجة صحيحة متسلسلة

يمكن من خلال ذلك الوصول بتسويق المنتج إلى أكبر عدد ممكن من العملاء الحاليين والجدد، وكذلك الوصول إلى المنفعة التجارية من المنتج الجديد، وهذه الاستراتيجية على دراسة أربع نقاط رئيسية، وهي:

 

الفائدة التي تعود على المشتري من شراءه المنتج، وكيفية إقناع المستهلك بفائدة حصوله على المنتج واقتناعه بها.

مدى قبول سعر المنتج المقدم لدى المستهلك، ومدى انتفاعه به مقابل السعر المدفوع.

إمكانية وضع سعر مناسب للمنتج يحقق المعادلة بين رضا العملاء عن سعر المنتج وبين التكلفة الحقيقية للمنتج وتحقيق الربح منه.

دراسة العقبات المتوقع مواجهتها أثناء إنتاج وتقديم المنتج، وكيفية التغلب عليها.

 

عوامل تنفيذ استراتيجية المحيط الأزرق

التخلص من النظريات القديمة والمألوفة في السوق، والتطلع إلى فتح سوق جديدة مع وجود الإصرار والعزيمة على ذلك، وهو تطبيق لمقولة “فكر كيف تجد المحيطات الزرقاء”.

النظر فيما وراء طلب المنتج، والتركيز في ابتكار منتجات جديدة يحتاج المستهلك إليها، وربما العمل باستخدامها على ابتكار منتج آخر جديد، وهو تطبيق لفكرة التركيز على كيفية زيادة حجم المحيط الأزرق الذي أوجدته.

إعادة تقييم المنظمة، والتعرف على الإمكانيات المتاحة بشكل فعلي.

الابتعاد عن مجال المنافسة، والبحث عن ما يميز المنظمة.

الابتكار في المنظمة، والعمل على ابتكار المنتجات وليس تحديثها.

وضع خطط تسويقية مناسبة يتم بناؤها وفقًا للتحليلات الصحيحة لمتطلبات السوق الجديدة.

التركيز في تحقيق الهدف والابتعاد عن الخاسرين في السوق.