يسبقالحملالعديد من الخطوات التحضيرية التي تحدث في جسم المرأة شهرياً؛ وتتضمّن خروج بويضةٍ ناضجةٍ من حويصلتها في المبيض خلال عملية الإباضة، وتهيئة الرحم للحمل من خلال زيادة سمك بطانته وزيادة تدفّق الدم إليه. ويتم إخصاب هذه البويضة عند اختراق إحدى الحيوانات المنوية الغشاء الخارجي لها، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى اندماجكروموسوماتالبويضة والحيوان المنوي معاً لإنتاج بويضةٍ مخصبةٍ تحتوي على 46 كروموسوم. وتبدأ هذه البويضة المخصبة بالانقسام بسرعةٍ خلال الساعات القليلة التالية لعملية الإخصاب مشكّلةً ما يعرف بالمُضغة (بالإنجليزية: Embryo)، وتستمر هذه المضغة بالانقسام أثناء حركتها ببطءٍ عبرقناة فالوبباتجاه الرحم في رحلة تستغرق 3-4 أيامٍ تقريباً، وخلال هذه الرحلة يستعد الرحم لاستقبالها، وعند وصولها إلى الرحم تكون الكيسة الأريمية (بالإنجليزية: Blastocyst) قد تشكلت؛ وهي عبارةٌ عن هيكلٍ أجوفٍ يحتوي بداخله على كتلة الخلايا المتكونة نتيجة الانقسامات المتتالية، وبعد ذلك تبدأ عملية الانغراس في جدار الرحم، وحينها تصبح بطانة الرحم أكثر سمكاً، ويتم إغلاق عنق الرحم بسدادةٍ مخاطيةٍ تبقى في مكانها حتى نهاية فترة الحمل.
يُعرفنزيف الحملطبياً بنزف الانغراس (بالإنجليزية: Implantation bleeding)؛ وهو النزيف الخفيف الذي يحدث بعد انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم الداخلية، وذلك خلال 6-12 يوماً من حدوثالإخصاب، ولذا فإنّنزيف الانغراسيحدث عادةً خلال الأسبوع الذي يسبق الموعد المتوقع للحيض. فعلى سبيل المثال، إذا كانت المرأة المتزوجة تتوقع نزول دم الحيض في اليوم الخامس والعشرين من الشهر، فإنّ نزيف الانغراس يُتوقع أن يحدث في الفترة بين اليوم 18-25 من الشهر نفسه. وهذا يعني أنّه لا يُتوقع حدوث نزيف الانغراس قبل هذا الوقت أو بعد الموعد المتوقع للحيض إلّا في حالاتٍ قليلة؛ كأن تحدث الإباضة لدى المرأة في وقتٍ مبكرٍ ويحدث الانغراس بسرعةٍ أكبر من المتوقع، أو أن تحدثالإباضةفي وقتٍ متأخرٍ إضافة إلى حدوث عملية الانغراس بشكلٍ بطيئ. ويجدر القول إنّ نزيف الانغراس لا يُشترط أن يحدث لدى جميع النساء الحوامل حيث إنّه يصيب قرابة ثلث النساء الحوامل فقط، ويُعتبر هذا النزيف الخفيف طبيعياً تماماً، ولا يحتاج إلى رعايةٍ طبية. وتجدر الإشارة إلى أنّ نزيف الانغراس قد يكون مصحوباً ببعضالأعراضمثل المغص الخفيف، وتقلب المزاج، والصداع، والغثيان، وألم الثدي عند لمسه، وألم أسفل الظهر. ويمكن القول أنّ نزيف الانغراس يختلف قليلاً عننزيف الحيض، مع مراعاة أن النساء يختلفن فيما بينهن في طبيعة النزيف أثناء الحيض. وتتضمّن الاختلافات الأساسية بيننزيف الحملونزيف الحيض ما يأتي:
يمكن أن يكونالنزيف المهبليخلال الاثني عشر أسبوعاً الأولى من الحمل علامةً على الإجهاض أوالحمل خارج الرحم، إلّا أنّ العديد من النساء اللواتي قد يواجهن مشكلة النزيف في هذه المرحلة يكملن الحمل بنجاحٍ وبشكلٍ طبيعي. وتتضمن الأسباب المختلفة للنزيف في المراحل المتأخرة من الحمل ما يأتي:
"