كيفية تعزيز الذكاء الثقافي للموظفين وفوائده

الكاتب: وسام ونوس -
كيفية تعزيز الذكاء الثقافي للموظفين وفوائده

 

 

كيفية تعزيز الذكاء الثقافي للموظفين وفوائده

 

أغلب مَنْ يتطرقون إلى موضوع الذكاء الثقافي يكون حديثهم عن العمل على الصعيد الدولي أو على الشركات متعددة الجنسيات، لكنهم ينسون أن أعضاء المجتمع الواحد مختلفون «ثقافيًا» فيما بينهم.

صحيح أن لدينا نحن أبناء المجتمع الواحد العديد من الرؤى والتصورات والرواسب الثقافية المشتركة، إلا أن هذا لا ينفي كوننا مختلفين عن بعضنا، في طريقة نظرنا للواقع، وتعاطينا مع الوقائع والأشياء، فضلًا عن أن تفضيلاتنا مختلفة، ومن ثم فإن موضوع الذكاء الثقافي من المفترض أن يشمل الجميع: العاملين في مجتمع محلي واحد، أو العاملين في مؤسسات دولية كبرى.

وبعيدًا عن هذا التحديد، يمكن القول إن الذكاء الثقافي هو قدرة الأفراد والمنظمات والشركات على التواصل مع المواقف المتنوعة ثقافيًا والعمل بفعالية فيها؛ أي أنه القدرة على التواصل مع الآخر المختلف، وتجنيد هذا الاختلاف من أجل الدفع بالمؤسسة (طالما أننا نتحدث عن الذكاء الثقافي لدى الموظفين) قُدمًا.

 

أهمية الذكاء الثقافي

الجميع يتحدث عن الذكاء العاطفي، لكن قليل من الناس من ينتبه إلى أهمية الذكاء الثقافي في بيئة العمل؛ لذا سيحاول «رواد الأعمال» الإشارة إلى بعض ملامح هذه الأهمية وذلك على النحو التالي:

  • التواصل الفعال

أحد أبرز تجليات الذكاء الثقافي في بيئة العمل _أو حتى بشكل عام_ أنه يساعد في صنع نوع من التواصل الفعال؛ إذ إننا تجاوزنا فكرة الاختلاف الثقافي أو الهووي (أي الاختلاف القائم على الهوية) وآثرنا، كل على حدة، الخروج من ذواتنا، والهجرة من أنفسنا إلى الآخرين.

هنا لا يتم النضال من أجل إثبات وجهة نظر ما ودحض أخرى، وإنما يتم النقاش والتداول الحر للآراء والأفكار؛ ابتغاء الوصول إلى أفضل وجهة نظر، أو أقرب نقطة إلى الحقيقة، وخدمة العميل على أفضل نحو.

 

  • بناء الأرضية المشركة

يساعدنا الذكاء الثقافي ليس في التواصل الفاعل والبناء مع الآخرين فحسب، وإنما في بناء أرضية مشتركة بيننا وبينهم، ولو تأملنا بعمق لألفينا أن ما يفصلنا عن الآخرين جد قليل، فالجوانب المشتركة بين البشر أكثر بكثير من عوامل الاختلاف.

وحاول أنطونيو نيغري؛ الفيلسوف وعالم الاجتماع الإيطالي، استجلاء هذه الفكرة في كتابه: «العنصر المشترك بين البشر»، مشيرًا إلى أن ما يجمعنا، كبشر، أكثر مما يفرّقنا. وبناءً عليه فإن الذكاء الثقافي هو القناة التي تصب دومًا في نهر الأرضية المشتركة.

تعزيز العمل الجماعي

العمل الجماعي هو الثيمة الأبرز والأكثر شيوعًا في العالم الآن، لكن كيف لهذا العمل الجماعي أن يفلح وأن يؤتي ثماره من دون قدرة كبيرة على التواصل مع الآخرين والتحاور معهم، وفهم وجهات نظرهم؟!

باختصار كيف للعمل الجماعي أن يفلح من دون ذكاء ثقافي؟! إن هنا أمام طرفي معادلة كل واحد فيهما يؤدي إلى الآخر ويقود إليه، فالعمل الجماعي مرتهن بالذكاء الثقافي، في حين أن هذا الذكاء الثقافي ذاته شرط رئيسي من شروط نجاح العمل الجماعي.

  • الفهم السليم

ليس من المدهش بعد كل هذا الطرح أن نقول إن الذكاء الثقافي يدفع إلى تأسيس من نوع من الفهم السليم والمتبادل بين الأطراف المنخرطة في العملية التواصلية والمختلفة ثقافيًا، كما أن العمل في بيئة متنوعة ثقافيًا يجعل من السهل نسيان أن الأشخاص الذين تتعامل معهم لديهم تصورات ووجهات نظر مختلفة عن تصوراتك ووجهات نظرك.

علاوة على أن تنمية مهارات وقدرات الذكاء الثقافي أمر مهم لتعلم كيفية التعامل بإيجابية مع أشخاص من ثقافات مختلفة.

 

  • التعاون والتعاطف

يلعب الذكاء الثقافي أيضًا دورًا كبيرًا في تجسير التعاون بين الناس من مختلف الثقافات والتقاليد والجنسيات والتخصصات والوظائف والثقافات.

لكن ليس هذا فحسب، ولكنه يساعد في صنع حالة من التعاطف مع الآخر المختلف عنا، فطالما أننا تمكنا من التواصل الفاعل والبناء معه، وطالما أننا استطعنا، في مرحلة تالية، من فهمه، وإدراك وجهة نظره، فلا شك أننا سنتعاطف معه، ونكون أكثر قدرة على وضع أنفسنا مكانه، وإدراك اختياراته، وتصوراته.

وبناءً على كل ما فات، يمكن القول، وعن طيب خاطر، إن تطوير الذكاء الثقافي يساعد المؤسسة في اكتساب ميزة تنافسية في أي صناعة تعمل فيها، ومن ثم هو مسألة حقيقة بأن نوليها انتباهًا وأن ننشغل بها وتطويرها.

 

شارك المقالة:
217 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook