كيفية تشخيص الوضع الراهن.. أولى خطوات التخطيط

الكاتب: وسام ونوس -
كيفية تشخيص الوضع الراهن.. أولى خطوات التخطيط

 

 

كيفية تشخيص الوضع الراهن.. أولى خطوات التخطيط

 

إن قيام شركةٍ ما بعملية تشخيص الوضع الراهن هي الخطوة التمهيدية السابقة على كل التخطيط، بل هي الدافع له كذلك؛ فإدراك الشركة أنها عند هذه النقطة، ورغبتها في أن تتقدم أكثر، وأن تذهب إلى أبعد مما هي عليه، هو الذي يدعوها إلى تحمل عناء وضع الخطط الاستراتيجية.

وعلى ذلك، فإن تشخيص الوضع الراهن يتطلب إعادة قراءة وتقييم كل تفاصيل الشركة، ووضعها موضع التأمل والتفكير العميق، إنها محاولة الهدف منها معرفة موقع وموضع الشركة في السوق، أي وضعها الحالي؛ فكل ما يتعلق بالمستقبل، وطموحات الشركة المستقبلية أمور متروكة للتخطيط لكي يرسم لنا الملامح التي يمكن من خلالها أن تمسي هذه الطموحات واقعًا ملموسًا.

تحليل SWOT:

على الرغم من أن هناك الكثير من طرق التحليل التي يمكن أن تُستخدم لتحديد وضع الشركة في السوق، إلا أن هذا تحليل SWOT هو أشهرها، والذي هو عبارة عن الأحرف الأولى للكلمات الأربع التالية: القوة strengths، الضعف weaknesses، الفرص opportunities، التهديدات threats.

ولعل أهمية هذا التحليل تنبع من شموله، أي أنه يضع يد الشركة على نقاط قوتها في السوق، ومميزاتها التنافسية التي تفوق بها الآخرين، وعلى نقاط الضعف والتقصير التي تعتري عملها، بالإضافة إلى أنها تلفت نظرها إلى الفرص التي تحت يدها حاليًا أو التي يمكن أن تظهر لها في المستقبل القريب أو البعيد.

وأخيرًا، ينذرها هذا التحليل بالتهديدات الحالية، ليس لوضع الشركة الحالي فحسب، وإنما وجودها في السوق من الأساس.

ومجرد اتباع هذا النوع من التحليل يسهل على الشركة مهمتها التخطيطية، ويختصر عليها الكثير من الخطوات؛ إذ إنه بمثابة رسم خريطة عامة للشركة، والأطر التي يجب أن تسير فيها مستقبلاً.

بيئة العمل الداخلية:

في سياق تشخيصها ودراستها لوضعها الراهن لا تقصر الشركة جهدها على التفكير في الأمور العامة، والتي تقع خارج محطيها فحسب، بل إنها تعمل، كذلك، على إعادة ترتيب بيتها من الداخل أولاً، وعلى تحليل بيئتها الداخلية.

بمعنى أنها تفكر في نظمها الإدارية، وهياكلها التنظيمية، والأطر العامة التي تحكم سير العمل فيها. هذه الخطوة ليست منطقية فحسب، ولكنها ضرورية كذلك؛ فإذا كانت تريد أن تُعدّل من وضعها، وأن ترفع من معدلات أرباحها.. إلخ؛ فإنه من المحتم عليها أن تبدأ سياسة التغيير من الداخل؛ فهذا النجاح المنشود لن يتم إلا بسواعد فرق العمل الموجودة لديها، ومن ثم وجب الالتفات إلى الداخل أولاً.

ما الذي خارج الشركة؟

في سياق دراسة وضع الشركة، فإنه لا يوجد خارجها مما يمكن أن يشغل الاهتمام في هذا الصدد سوى الفرص والتهديدات، صحيح أن بعض التهديدات قد تكون داخلية إلا أن التهديدات الأشد خطرًا هي تلك التي تأتي من خارج الشركة، والتي تحتم عليها العمل على مواجهتها بأسرع ما يمكن؛ حتى لا تتفاقم.

وكل الفرص، بطبيعة الحال، خارجية، فهي تلك الإمكانيات التي تطرحها عليها المستجدات والأحداث العارضة، والتي يتعين عليها انتهازها قبل أن يسيطر عليها أحد المنافسين الآخرين.

 

شارك المقالة:
193 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook