في الحقيقة لا يوجد علاج شافٍ بشكل تام لحالات الوسواس القهري، ولكن تنبغي استشارة الطبيب حول الخيارات العلاجية الممكنة للسيطرة على الأعراض والحدّ منها، فيما يلي بيان لأهم الطرق العلاجية المتوفرة للسيطرة على الوسواس القهري.
يُعتبر التأقلم مع الإصابة بالوسواس القهري تحدٍ يخوضه الشخص المصاب، وفيما يلي بيان لبعض الخطوات التي يمكن أن تساعد على ذلك:
يتمّ العلاج النفسي بشكل فردي أو بمجموعات، ويُعتبر العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزيّة: Cognitive behavioral therapy) أحد أنواع العلاج النفسي، ويقوم مبدؤه على تعليم الشخص كيفية التعامل مع الهواجس والسلوكيات القهرية التي تُنغّص حياته، ومن أهم أشكال العلاج السلوكي المعرفيّ ما يُعرف بالتعرّض ومنع الاستجابة (بالإنجليزيّة: Exposure and response prevention) الذي يعتمد على تعريض المصاب لمخاوفه أو هواجسه بشكل تدريجي وتعليمه كيفية التعامل مع هذه المخاوف والحدّ منالتوترالمُصاحب لها.
يُعدّ العلاج الدوائي أحد ركائز علاج الوسواس القهري في الكثير من الحالات، وتُعتبرمضادات الاكتئاب(بالإنجليزيّة: Antidepressants) الخط الدوائي الأول في علاج الوسواس القهري، وفي الحقيقة هناك العديد من الأدوية التي تُصنّف على أنّها مضادات اكتئاب، بيختار الطبيب الدواء المناسب فيما بينها بناء على عمر المصاب، وحالته الصحية، والأعراض الظاهرة عليه، ومن الأمثلة عليها كلوميبرامين (بالإنجليزيّة: Clomipramine)، وفلوكسيتين (بالإنجليزيّة: Fluoxetine)، وباروكسيتين (بالإنجليزيّة: Paroxetine)، وتجدر الإشارة إلى أنّ فاعلية هذه الأدوية لا تظهر بسرعة، فقد تتطلب شهرين من الاستخدام حتى يبدأ المصاب بالشعور بالتحسّن، كما أنّها قد تتسبّب بظهور بعض الآثار الجانبية كالغثيان، وجفاف الفم، والأفكار الانتحارية. ويجدر التنبيه إلى ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب الخاصة بتناول الدواء، وعدم التوقف عن استخدامه بشكل مفاجئ ودون استشارة الطبيب حتى لو شعر المصاب بأنّ الدواء غير فعّال أو عانى من أحد آثاره الجانبية.
هناك خيارات علاجية أخرى ما زالت قيد الدراسة والتجربة يمكن اللجوء إليها في حال كانت حالة المصاب بالوسواس القهري شديدة، ولم يُبدِ استجابةً لأي من الخيارات الدوائية الممكنة، وفيما يلي بيان بعضٍ منها:
تتمثل أعراض الوسواس القهري بالهواجس والسلوكيات القهرية التي تتسبّب باضطراب المصاب وتوتره كما أسلفنا، ومن أنواع الهواجس التي قد يعاني منها المصاب: الحاجة لإبقاء كل شيء مرتباً ومنظماً، وامتلاك أفكار مروّعة أو مؤذية أو غير لائقة، أو أفكار جنسية غير مرغوبة. أمّا السلوكيات القهرية التي تنجم عن هذه الهواجس المستمرة والأفكار غير المنطقية فتتمثل في العادةبالتنظيف، أو العدّ، أو التنظيم والترتيب المفرط، أو التفقدّ الزائد عن الحدّ لبعض الأمور، أو الحاجة المستمرة للاطمئنان من الآخرين. وتجدر الإشارة إلى أنّه من الممكن أن يعاني المصاب من الهواجس فقط، دون أن ترتبط هواجسه أو مخاوفه بقيامه بأي سلوكيات قهرية ولكن هذا لا يعني أنّه غير مصاب بالوسواس القهري، وفيما يلي ذكر لبعض الأمثلة على كل من الهواجس أو السلوكيات القهرية التي قد يعاني منها المصاب بالوسواس القهري:
"