كيف يتغير النوم من الولادة إلى المراهقة

الكاتب: رامي -
كيف يتغير النوم من الولادة إلى المراهقة
"

كيف يتغير النوم من الولادة إلى المراهقة.

لِمَ لا أستطيع النوم كما كانت عادتي في الماضي؟

يعد التقدم في العمر من أهم العوامل التي تؤثر على طبية نوم البشر. فكل مرحلة من مراحل الحياة تمثل تغيرات طفيفة, وأخرى غير طفيفة. لنلق نظرة على ما يحدث في كل مرحلة من هذه المراحل.

الطفولة

يتسم التغيير في هذه المرحلة بتأثيره الجذري الشديد أثناء السنوات ا؟لأولى من الحياة؛ فلا يستقر البشر على نمط يستمر ثابتًا بعض الشيء من عام لآخر سوى في نهاية فترة المراهقة المبكرة.

حديثو الولادة

نظرًا لأن الساعة البيولوجية لا تكون متطورة بشكل كامل في الميلاد, فإن نوم حديثي الميلاد لا يلتزم بجدول يومي (أو بأي جدول أيًّا كان).

إن حديثي الولادة ينامون كثيرًا &ndash ما لم تكن الأم ترضعهم, أو تغير حفاضاتهم, أو ترعاهم &ndash فهم ينامون لفترة تتراوح ما بين 11 إلى 18 ساعة يوميًا. وينام الأطفال لفترات عشوائية تتراوح ما بين دقائق معدودة وساعات طويلة تقطعها فترات يقظة من ساعة إلى ثلاث ساعات.

ويذكر أن نصف فترة نوم حديثي الميلاد تنقضي في نوم حركة العين السريعة. وفي الأطفال الرضع, يعرف نوم حركة الين السريعة باسم "نوم نشط" لأنهم عادة ما يحركون أذرعهم وأرجلهم, ويبتسمون, أو يتقلبون من جانب لآخر وهم نيام. ويتألف النصف الآخر من نوم الأطفال من نوم انعدام حركة العين السريعة (أو النوم الهادئ) الذي لا يتحرك الطفل أثناءه وتبدو عليه علامات الراحة في أغلبه. وتستغرق دورة النوم الكاملة (من المرحلة الأولى مرورًا بنوم حركة العين السريعة) ساعة أو أقل بدورة النوم العادية التي تستغرق 90 دقيقة للأطفال والبالغين.

الرضع

عندما يبلغ الأطفال أربعة أشهر تقريبًا, تبدأ فترات نومهم تطول بعض الشيء. وتبدأ الساعة البيولوجية المتطورة أيضًا في فرض وجودها, وتدريجيًا يلتزم الرضع بدورة نوم استيقاظ أكثر انتظامًا. على سبيل المثال, قد يعتاد الطفل على الخلود إلى النوم في منتصف الليل تقريبًا, على أن تستيقظ للرضاعة في الثالثة صباحًا ثم ينام حتى الفجر.

وعندما يبلغ الرضع من العمر ستة أشهر, يبدأون في النوم ليلاً وعلى فترات قصيرة صباحًا وظهرًا. وعادة ما ينام الرضع ما بين تسع وعشر ساعات ليلاً, ويخلدون إلى نوم القيلولة لمدة تتراوح من 30 دقيقة وحتى ساعتين ما بين مرة إلى أربع مرات يوميًا. ويقل عدد فترات نوم القيلولة عندما يتمون عامهم الأول.

الأطفال في مرحلة الحبو

بعد الانخفاض المؤقت في ساعات النوم أثناء فترة الرضاعة, تزداد فترات النوم مرة أخرى من سن سنة واحدة وحتى ثلاث سنوات؛ حيث ينام اغلب الأطفال في مرحلة الحبو من 12 إلى 14 ساعة يوميًا. وفي سن 18 شهرًا, يأخذ الأطفال سنة من النوم ما بين مرة وثلاث مرات يوميًا. وفي هذه الفترة, نجد أن الأطفال قد يعانون لأول مرة من إحباطات ذات صلة بالنوم مثل مقاومة الخلود إلى النوم في الموعد المدد, والاستيقاظ من النوم أثناء الليل, والكوابيس.

الأطفال دون سن المدرسة

تقل فترة النوم بين الثالثة والخامسة مرة أخرى بدرجة طفيفة إلى ما بين 11 و 13 ساعة. وتقل ساعات القيلولة أيضًا أثناء النهار تدريجيًا. وعندما يبلغ الأطفال سن الخامسة, لا ينامون القيلولة. وكما هي الحال بالنسبة للرضع, فإن الأطفال دون سن المدرسة قد يشتكون بين الحين والآخر من صعوبة الخلود على النوم. علاوة على ذلك, قد تنشأ مشاكل اخطر ذات صلة بالنوم &ndash مثل المشي أثناء النوم, واضطرابات رعب النوم (الصراخ أثناء النوم وغير ذلك من الأحداث الجسدية), وبلل الفراش. سنقوم بتغطية اضطرابات النوم وعلاجاتها فيما بعد بقدر أكبر من التفصيل.

الأطفال الصغار

بين سن السادسة ومرحلة البلوغ, تشبه أنماط نوم الأطفال أنماطهم التي يستقرون عليها عندما يبلغون الحلم, بيد أن الأطفال في حاجة على المزيد من النوم, ما بين 10 ساعات أو 11 ساعة يوميًا. وفي هذه المرحلة, نجد أن إنتاج الميلاتونين الليلي يبلغ ذروته, ولا يعاني الأطفال عادة من الخلود إلى النوم العميق المجدد للنشاط. ومن المؤسف أن هذه الفترة هي التي تبدأ فيها متطلبات العالم الخارجي في التعارض مع الحاجة إلى النوم. فالمدرسة تستدعي الاستيقاظ مبكرًا, كما تتعارض الواجبات المنزلية, ومشاهدة التلفاز, وممارسة ألعاب الفيديو, والإنترنت أيضًا مع وقت النوم, وقد يشرع الصغار في احتساء مشروبات تحتوي على مادة الكافيين. ونتيجة لذلك, تتجلى لنا ولأول مرة أول فجوة خطيرة بين مقدار النوم الذي يحتاج إليه البشر والقدر الذي يحصلون عليه فلاً, على الرغم من الحاجة إلى النوم لعشر ساعات أو أكثر, نجد أن الأطفال الصغار لا يحصلون سوى على 8 ساعات أو أقل من النوم.

وفي هذه المرحلة, يقل حدوث ظواهر من قبيل بلل الفراش, أو المشي أثناء النوم, واضطرابات رعب النوم, بيد أن الكوابيس وصعوبة النوم قد تستمر أو حتى تتفاقم لأول مرة لدى نسبة ضئيلة جدًا من الأطفال. ومن الممكن أن يؤدي النوم غير الكافي إلى تقلبات مزاجية, ومشاكل سلوكية مثل فرط النشاط وقصور الانتباه أثناء الفصول الدراسية.

المراهقون

باستثناء فترة الطفولة المبكرة, تعد فترة المراهقة من أسرع فترات نمو وتطور جسم الإنسان. فالمراهقون لا تنقطع لديهم الحاجة للنوم لفترات طويلة (تسع أو عشر ساعات), ولكن الأمر يزداد صعوبة بشكل متسارع. فالمتطلبات المدرسية والاجتماعية تزداد, وكثير من المراهقين يعملون بدوام جزئي في الفترة المسائية لكسب مصروف جيوبهم.

ومما يزيد الأمور سوءًا هو وجود مكون بيولوجي. فإيقاع النوم والاستيقاظ اليومي لدى المراهقين من منتصف الليل وحتى التاسعة صباحًا أو بعد ذلك. ولكن المدارس الثانوية عادة ملا تبدأ مواعيدها قبل المدارس الابتدائية أو المدارس الإعدادية لدرجة أن المنبه الصباحي يحد من النوم بشدة. ويؤدي الحرمان من النوم الناجم عن ذلك إلى جهود مضنية لليقظة والانتباه داخل الفصول الدراسية.

جدير بالذكر أن عددًا من المناطق التعليمية بالولايات المتحدة الأمريكية أخرت مواعيد يومها الدراسي؛ الأمر الذي عاد على فترات النوم والأداء الأكاديمي للطلاب بنتائج أفضل, بيد أن أغلب المناطق التعليمية لم تنهج مثل هذا النهج. وعلى الرغم منه احتياجاتهم المتزايدة, فإن ساعات نوم الطلاب تصل إلى سبع ساعات ونصف الساعة في المتوسط, في حين أن عددًا كبيرًا منهم يحاول أن يكتفي بست ساعات من النوم أو أقل. والمراهقون المنهكون ينامون لوقت متأخر في عطلات نهاية الأسبوع لتعويض ما فاتهم من نوم, الأمر الذي يؤدي إلى تأخير ساعاتهم البيولوجية بقدر أكبر فيصعب عليهم الخلود على النوم ليلة يوم العطلة.

وعلى الرغم من أن أغلب المراهقين لا يعانون من مشكلة فيما يتعلق بالخلود إلى النوم دون انقطاع عندما ينهكون, فغن الغالبية العظمى منهم قد يعانون من اضطرابات النوم التي ترتبط بشكل أكبر بمرحلة الرشد مثل انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم, والنوم القهري, ومتلازمة تململ الساقين, واضطرابات الإيقاع اليومي.

"
شارك المقالة:
136 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook