كيف تقيّم أفكارك قبل الاستثمار
من منا لم يتملك يوماً الطموح لتحقيق الحلم لإقامة وتأسيس مشروعه الخاص، قد يمتلك العديد من الرياديين في المجتمع أفكاراً ريادية لإقامة مشاريع إنتاجية خاصة بهم أو قد يلاحظ البعض أن هناك فرصة لا بد من أن يقوم أحد باستغلالها، أو أن هناك فجوة في إنتاج سلعة ما أو بتقديم خدمة ما، حيث يمكن القيام باستغلال ذلك لإقامة المشروع الإنتاجي لهذا الغرض.
ولكن هناك العديد من التساؤلات التي لا بد لنا من طرحها على أنفسنا قبل الخوض في مراحل تنفيذ هذه الأفكار، وبالتالي إقامة المشروع، من هذه التساؤلات مثلاً:
– هل الفكرة جيدة إلى الحد الذي يكون من الممكن القيام بتنفيذها؟
– هل أنا واثق من أن الفكرة بحد ذاتها مجدية اقتصادياً؟
– هل أمتلك الخبرة والمعرفة لتنفيذ المشروع؟
– هل أنا قادر على تحقيق فكرة مشروعي؟
– هل أنا قادر على اختيار موقع مشروعي أو معرفة متطلبات مشروعي وعملائي؟
– هل أنا قادر على شرح فكرة مشروعي على الجهات التمويلية والجهات الأخرى في حال احتجت إلى تمويل خارجي؟
– وأخيراً هل قمت بدراسة عناصر القوة والضعف لمشروعك ودراسة السوق والمنافسين ومعرفة الجوانب التنظيمية والمتطلبات القانونية للمشروع؟
إذا استطعت الإجابة عن هذه التساؤلات فنحن بلا شك نسير نحو الطريق الصحيح لتأسيس وإقامة مشروعنا الخاص ومن خلال هذا المرجع البسيط سندرس مراحل وخطوات إعداد دراسة الجدوى بطريقة سلسلة ميسرة ليسهل على الجميع الاستفادة منها ولذلك لا بد لنا من القيام باتباع خطوات ومراحل محددة، هذه الخطوات تبدأ في المرحلة التالية:
– مرحلة ما قبل إعداد دراسة الجدوى:
– إيجاد فكرة المشروع:
تعتبر فكرة المشروع الناجح هي نقطة البداية والأساس لجدوى أي مشروع فعند اختيار فكرة معينة يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن هذه الفكرة يمكن تطبيقها وتحويلها إلى مشروع قائم، والأفكار الجيدة هي الأفكار التي تكون وليدة البيئة والنابعة من أفكار مالك المشروع نفسه، وليس تلك الجهات الجاهزة والمنقولة من فكر الآخرين وتعكس خبرات المالك لهذا المشروع، كما أنها تكوّن أفكاراً ريادية بحيث تلبي متطلبات البيئة المحيطة ومن الممكن أن تتولد الأفكار من خلال:
– الاستفادة من فرص التحولات وتغير الأنماط الاستهلاكية في السوق.
– تغطية حاجات معينة أو نقص في السوق.
– متابعة طرح منتج ذي جدوى كان شخص آخر قد فشل فيه.
– خلق طلب أو حاجة في السوق.
– ترويج إعادة استخدام مهارات ومقدرات حرفية وفنية غير متسغلة.
– الاستفادة من فرصة براءة الاختراع المسجلة.
– تحسين منتج أو خدمة حالية.
– إعادة معالجة منتج ما.
– إعلان منتج محلي بدلاً من آخر مستورد.
– الدخول إلى أسواق تجاهلها الآخرون ولم يطرقوها.
– مرحلة تقييم فكرة المشروع:
يتطلب تأسيس مشروع إنتاجي ناجح فكرة ناجحة، ولهذا لا بد من أن يقوم الريادي بتنظيم الفكرة بصورة أولية قبل الخوض في غمار دراسة جدواها الاقتصادية وذلك من حيث تقييم هذه الفكرة وإمكانية تحقيقها هل يمكن إيجاد سوق لهذا المشروع، وهل هناك قبول من المجتمع لهذه الفكرة وهذا المشروع، وهل أنا عملياً قادر على إدارة وإنجاح هذه الفكرة وهذا المشروع؟ إنّ أخْذ هذه الأمور بعين الاعتبار يوفر علينا الكثير من المال والجهد والوقت.
– مرحلة ترتيب الأفكار ووضع الجدول الزمني:
بعد أن تم اختيار الفكرة لا بد من أن يتم البدء بترتيب الأفكار وإعداد جدول زمني محدد بالأهداف والإجراءات والأمور الواجب إنجازها وبالتالي إعداد الجدوى الاقتصادية، وهناك عدة أسباب لأهمية وضع الجدول الزمني منها:
– الشعور الفعلي بتنفيذ الفكرة وتحويلها إلى مشروع قائم.
– قياس قدرة الريادي على إدارة المشروع في المستقبل.
– مرحلة تجميع البيانات والاستدلال على مصادر المعلومات وكيفية الحصول عليها:
عندما تكون فكرة المشروع المنوي إقامته من الأهمية بمكان يجب أن تجري بحثاً شاملاً عن المعلومات والبيانات المطلوبة، وينصح بأن تقوم بأكبر قدر ممكن من نشاطات تحليل السوق بنفسك، حيث إن هذا سوف يساعدك على معرفة السوق، ويحسّن من مقدرتك على ربط أفكارك به ويمكن أن يساعدك أيضاً في السيطرة على موضوع المصاريف والنفقات في البداية، فالمعلومات التي تجمعها بنفسك ستسمح لك التعرف بشكل كبير على الأشخاص الذين تريد منهم أن يعملوا لديك، ومن هذا المنطلق ونظراً لمحدودية الموارد المالية، ومن منطلق ترشيد نطلبه من الريادي مالك المشروع أن يقوم هو شخصياً بمحاولة تجميع البيانات الضرورية لمشروعه:
– الأصدقاء الذين لديهم طبيعة أعمال مشابهة.
– غرف الصناعة والتجارة.
– الصحف اليومية.
– دائرة الإحصائيات العامة.
– الأدلة التجارية.
– ترسيخ وتثبيت فكرة المشروع من خلال إعداد دراسة الجدوى:
قبل الخوض ببنود دراسة الجدوى لا بد من أن تعود وتتذكر مراحل دراسة المشروع بشكل عام، ومن ثم نتعرف على المقصود بدراسة الجدوى بشكل خاص حيث إن دراسة تحقيق فكرة معينة والبدء الفعلي بالاستثمار في هذه الفكرة يسير ضمن مراحل تتكون من سلسلة من الإجراءات التي يرتبط بعضها مع بعض ارتباطاً وثيقاً.
الجدير بالذكر أن هذه المراحل تشمل سلسلة من الإجراءات المترابطة التي تهدف إلى تحويل الفكرة إلى مشروع عملي، وسيتم الإشارة لاحقاً إلى البند الخاص بدراسة الجدوى بالمشروع الصغير والمتوسط.