كيف تعرض أفكارك بشكل مثير
بقدر ما تكون الفكرة ناجحة ومدهشة ينبغى عليك عرضها بشكل مناسب يلقى الاستحسان من الجميع فطريقة طرح الفكرة تساعد كثيراً على قبولها من الاخرين
منذ سنوات تعرضت صحيفة (فيلادلفيا ايفيننج بوليتلن) الى حملة شرسة من النقد فقد اتهم بعضهم الصحفيين بانها لا تنشر أية اخبار او مقالات بل ان هدفها الوحيد نشر الاعلانات وتحقيق الربح وكان من المحتم على الصحيفة ان تواجه تلك الحملة والا اعلنت افلاسها
فماذا فعلت الصحيفة لمواجهة ذلك ؟
لقد جمعت المادة الاخبارية من أحد اعدادها ونشرتها فى كتاب أسمته (حصيلة اليوم) وباعت النسخة الواحدة (بسنتين) فحسب فى حين ان ثمن النسخة كان يقرب من (دولارين) كاملين وبهذه الطريقة استطاعت الصحيفة اقناع قرائها الذين كانوا قد تخلوا عن قرأتها بسبب الحملة ضدها بالعودة الى شرائها بعد ان كادت تعلن افلاسها بسبب تلك الحملة
فى كتاب يحمل عنوان (كيف تكسب الحوار) اصدره الكاتبان (ريتشارد بوردن) و (الفريد بوس) اشار المؤلفان الى عدد من الوسائل المتبعة فى مجال التسويق ثم ألقيا محاضرة بعد ذلك تحت عنوان (المبادىء الست للبيع)
لم يشرح المؤلفان تجاربهم فى هذا الصدد بل قاما بتمثيل تلك الافكار بمشاركة الجمهور فكانت النتائج جيدة
وهذا الاسلوب التمثيلى هو ما اتبعه (جيمس بوميتون) الذى يعمل فى احدى شركات صناعة مستحضرات التجميل وذلك حين طلبت منه الشركة ان يقدم تقريراً عن احد انواع الكريمات المرطبة للبشرة الذى أنتجته الشركة مؤخراً
كان عليه ان يستشير أحد الخبراء فى الامر حتى يستوفى تقريره عن هذا المنتج الجديد
ويحكى (جيمس) القصة قائلاً :
حين التقيت بالرجل فى مكتبه وجدتنى قد تورطت فى جدال لا أول له ولا أخر حول الاساليب التى يجب اتباعها لاعداد التقرير فبينما كان يحاول اقناعى ببطلان وجهة نظرى كنت أفعل الشىء نفسه فأحاول اقناعه بأنه هو المخطىء وانتهيت المقابلة الى (لاشىء)
وفى المرة الثانية نحيت الارقام جانباً وكذلك الحقائق وعزمت على أن احاول اقناعه بوجهة نظرى من خلال اسلوب تمثيلى وبينما هو مشغول بالرد على الهاتف انتهزت الفرصة ثم فتحت حقيبتى وأخرجت منها اثنين وثلاثين عبوة من عبوات الكريمات المرطبة وقد ألصقت على كل عبوة ملصقاً سجل عليه مواصفات الصنف والسعر ونتائج الفحص
عندئذ تناول الرجل احدى العبوات ثم بدأ يتحدث معى بطريقة ودية للغاية وبعد ان كان قد منحنى عشر دقائق للمقابلة مرت ساعة كاملة ونحن نتحدث ودياً
لقد عرضت عليه هذه المرة نفس ما عرضته عليه فى المرة السابقة ولكن بأسلوب يعتمد على التمثيل فكانت النتيجة ان توصلنا لقرار محدد لقد أحدث هذا الاسلوب فرقاً كبيراص فى النتائج
وفى كتاب (فن العرض) الذى كتبه كلاً من ( كنيبث جودى) و (زاين كوفمان) كثير من الاسئلة التى تتحدث عن أولئك الذين يحسنون عرض أفكارهم
فيذكر الكتاب كيف أن شركة(الكتروكس) تقوم بالتدليل على عدم اصدار (المراوح) التى تنتجها لأى صوت مزعج من خلال اشعال عود ثقاب قرب اذن العميل ليسمعه بوضوح مما يقنعه بعدم صدور أى صوت مزعج من المروحة حين تدور
ويذكر كيف أن (سيزر رويك) يبيع القبعة الواحدة بدولارين لانه وضع عليها توقيع الممثلة الشهيرة (ان سوزرن)
وكيف ان اطلاق اسم (ميكى ماوس) على احدى لعب الاطفال أنقذ الشركة المنتجة من الافلاس
وكيف أن شركة (ايسترن) للطيران تجتذب اليها العملاء من خلال نماذج مصغرة لطائراتها تبرزها من خلال واجهات لفروعها
وكيف ان احدى الشركات المنتجة للسيارات تقنع عملائها بمتانة سياراتها من خلال وضع(فيل) فوق سطح السيارة
انها طريقة تمثيلية تتناسب مع ثقافة العصر الحالى
فاذا كنت تريد أن تستميل الاخرين لوجهة نظرك تذكر القاعدة التالية وقم بتطبيقها..
اعرض افكارك من خلال أسلوب تمثيلى