كيف تستقطب تركيا اهتمام الطلاب العرب للدراسة

الكاتب: رامي -
كيف تستقطب تركيا اهتمام الطلاب العرب للدراسة

كيف تستقطب تركيا اهتمام الطلاب العرب للدراسة.

إكمال الطالب لتحصيله العلمي يبقى هاجسا مهما يؤرقه طوال فترة دراسته وخاصة الطالب العربي الذي يحمل دوما بالسفر إلى إحدى الدول الأوروبية والحصول على مقعد في إحدى جامعاتها التي عرفت تطورا كبيرا مقارنة بمثيلاتها في الوطن العربي.
ولكن يبقى السؤال المهم لماذا بدأ الطالب يلجأ إلى جامعات تركيا بدلا من جامعات الغرب و ما الذي يستهويه فيها؟
إن النهضة العلمية الأخيرة التي عرفتها تركيا في السنوات العشر الأخيرة, إضافة للعديد من العوامل التي جعلت تركيا على قائمة أولياته للدراسة فيها, حيث مميزات الدراسة هناك تعدت جانب التحصيل العلمي فحسب, و أضافت إليها ميزات أخرى فتركيا تربطها صلات اجتماعية وثقافية ودينية تجعله طالبا منسجما اجتماعيا مع محيطه، و تكمن المشكلة الوحيدة في التواصل اللغوي مع الأتراك والتي تشكل عائقا محدودا أمامهم.
أما بالنسبة للوضع الداخلي في تركيا فمن المعروف أنها تعيش استقرارا سياسيا واقتصاديا، حيث تشكل سادس أكبر قوة اقتصادية على مستوى أوروبا بعد النهضة الاقتصادية الأخيرة التي شهدتها و تحتل المرتبة السادسة عشر على مستوى العالم, ولعل هذه من أهم العوامل التي جعلت من تركيا قبلة للتعليم, حيث جودة وفاعلية الدراسة في تركيا وانخفاض تكاليف المعيشة إضافة إلى قلة تكلفة رسوم الدراسة في الجامعات ومعاهد اللغة مقارنة بالدول الغربية التي كان طالب يدفع مبالغ باهظة فيها مقابل الانتساب إليها و حصوله على مقعد فيها.
كما أن وجود منح دراسية رسمية مقدمة من الحكومة للطلبة الأجانب وتخصيص مقاعد خاصة بهم في جامعاتها، يدفع كثيرا منهم إلى اللجوء إلى جامعاتها فضلاً عن تبسيط إجراءات الحصول على التأشيرة والإقامة, وقد نجحت في استقطاب عدد كبير من الطلاب الأجانب بتركيزها على فتح أبواب الدراسة والتعاون العلمي والثقافي و عقد الاتفاقيات والتفاهمات في مجال التعليم مع بعض الدول التي تهتم بالجانب التعليمي.
و مما يشار إليه في هذا الإطار أيضا هو الارتفاع الملخوظ في عدد جامعات تركيا حيث بلغت في الفترة الخالية حوالي 170 جامعة , ومن المقرر أن تصل إلى 500 جامعة بحلول العام 2023 وفق رؤية مجلس التعليم العالي التركي للأعوام المقبلة.
و تشير الإحصاءات الرسمية التركية إلى أن عدد الطلبة الجامعيين بتركيا يبلغ 4 ملايين طالب تقريبا وهو عدد كبير مقارنة بالدول الأخرى المحيطة، من بينهم أكثر من 50 ألف طالب أجنبي يدرسون فيها , كما يتضاعف عدد الطلبة الأجانب الوافدين إلى تركيا مع مطلع كل بداية سنة دراسية جديدة وفقا للتسهيلات الجديدة المقدمة مع كل عام.
وأما المشكلة الوحيدة في هذا المحال مايتعلق بلغة التدريس، فأغلب الجامعات الحكومية تدرس باللغة التركية. لكن العديد من الجامعات منها تدرّس تخصصات معينة باللغة الإنجليزية، أما الجامعات الخاصة فأغلبها يدرس باللغة الإنجليزية وقد افتتح حديثا فروع تدرس باللغة العربية لا سيما جامعة غازي عينتاب بعد تزايد عدد الطلبة السوريين فيها.
و وفقا لمعايير جودة التعليم العالمية فلقد اختيرت ست جامعات تركية ضمن قائمة أفضل 500 جامعة في العالم, وهي &ldquo جامعة الشرق الأوسط التقنية، جامعة إيجة، جامعة حجة تبة، جامعة غازي، جامعة أنقرة ، جامعة إسطنبول&rdquo .
و في سبيل تطوير مهاراتها التعليمية أكثر تقوم الجامعات التركية بعمل شراكة مع جامعات أوروبية و أمريكية في نظم المقررات الدراسية والأنشطة والمهارات والقدرات والامتحانات, فضلاً عن الاستفادة من الخبرات العلمية التركية المهاجرة أو العاملة في الخارج في إعداد نظم تعليمية جديدة و بناء جامعات أخرى وفقا للمقاييس الدولية.
و في هذا الإطار لا يمكننا أن ننسى إسهام الوقف الخيري والهيئات والمؤسسات الخيرية في دعم العملية التعليمية, حيث عملت على بناء المدارس والجامعات وتوفير المنح الدراسية للطلبة الأجانب وتوفير المساكن الطلابية ومدارس خاصة تقوم بتدريس اللغات الأجنبية, هذا إلى جانب دعم البحوث العلمية، ورجال العلم المشاركين بالأنشطة العلمية.
شارك المقالة:
139 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook