كيف تختار الممول الداعم لمشروعك

الكاتب: وسام ونوس -
كيف تختار الممول الداعم لمشروعك

 

 

كيف تختار الممول الداعم لمشروعك

 
إذا كنت معنيَّاً بمانحين محليين فعليك أن تجري بحثاً لمعرفة من هم في منطقتك المانحون الذين يعطون المال لمشروع كالذي “تبيعه”. ولتتمكَّن من القيام باختيار شامل للمانحين المناسبين الذين سترسل لهم مشروعك، يلزمك أن تعرف عنهم بعض الأمور فالمانحون المختلفون تتفاوت اهتماماتهم؛ والتقرُّب من المانح غير المناسب طلباً للتمويل ليس سوى مضيعةٍ لوقتك ووقتهم.
 
 
كيف تختار الممول الداعم لمشروعك
 
ولإعداد مشروع اقتراح جيد – أي مشروعٍ يُؤتي النَّتائج المرجوَّة- فأنت بحاجة إلى معرفة المزيد.
 
 
إعرف المانح :
ثمَّة مظهران لما ينبغي عليك معرفته عن المانح:
 
– عليك أن تفهم ما يريده المانح من حيث الغايات والرسالة والاهتمامات؛
– عليك أن تعرف التفاصيل العملية للنموذج التنظيمي، والتوقيت، إلخ…
 
 
 
تذكَّر أن صياغة مشروع اقتراح للتمويل لا يعدون أن يكون عملية “بيع”.. فأيُّ شخصٍ يعمل في مجال البيع بالتجزئة (بالمفرق) يمكنه أن يُخبرك أنَّه عندما تريد بيع شيءٍ، عليك أن تعرف ماذا يريد الشاري المرتقب. والمانحون “مشترون”، ولديهم برنامج عملهم الخاص، وذلك من حقهم.
 
ماذا يريد المانحون؟
معظم المانحين يريدون طائفة من الأمور التي تشمل:
 
– أن تترك أثراً أو تُحدث فرقاً – إذ أنهم يريدون أن يُحسَب لأموالهم حسابٌ وأن تُقدَّر، أي أن يكون العمل الذي يموِّلونه ناجحاً، كما يريدون أن يُرى من الآخرين أنه كذلك.
– أن تُكتَسَبَ المعرفة وكذلك الفهم والمعلومات.
– أن يتم تشارُك المعرفة والفهم والمعلومات، وأن تُحدَث بذلك قيمة مُضافة إلى تدخُّلاتهم المختارة.
– أن يتزايد نفوذهم في معالجة ما يعتبرونه مشكلات بالنسبة إلى العالم أو الإقليم أو البلد أو المنطقة المعيَّن.
ماذا يعني هذا بالنسبة إليك، فيما تستعد لكتابة مشروعك التمويلي؟
 
إنه يعني، أولاً وأهم من كل شيء، أنَّ أجندتكم لا يمكنها أن تكون مختلفةً كثيراً عن تلك التي للمانح. فإذا كانت منظمتك تؤيد تشريع الإجهاض فليس من المعقول أن ترسل مشروعك التمويلي إلى مانح كنيسي، على سبيل المثال.
 
كما يعني ذلك، أيضاً، أنَّ مشروعك يجب أن يقنع المانح بأنَّ دعمه إياه من شأنه أن يؤدِّي إلى تدخُّلٍ ناجحٍ،  يمكِّنه من الافتخار بالمشاركة فيه، ويُرضي كذلك الجهات التي يريد المانح التأثير عليها. فالناس يتماهون مع نظرائهم. وهذا يعني أنَّه عندما تكتب (تصوغ) مقترحك التمويلي يجب أن تجعله يتَّسم بصبغة إنسانية، وألا يكون ملخَّصاً جافاً.
 
كما سيريد معظم المانحين أن يشعروا بأنَّهم قادرون على إضافة قيمة من خلال مشاركة الآخرين بما تعلَّموه واختبروه من مشروعات وتدخُّلات سابقة اضطلعوا فيها بدور. وهذا يعني أنَّهم سوف “يتخصَّصون”، وسوف يرغبون في تمويل تلك المشروعات التي تُلائِم تخصُّصهم.
 
وكلَّما عرفت المزيد عن المانح، أمكنك اختيار المناسب لمشروعك وتقديمه بطريقة تجعل المانح يرغب في “شرائه” أو أن تكون له فيه حصة.
 
التوضيب :
أياً ما يريده المانح فهو يريده جيد التوضيب؛ وهذا يعني أن عرضك يجب أن يكون جيداً. فبمجرد ما تقرِّر أنَّ أهدافك واهتماماتك تتناسب مع تلك التي للمانح، فستكون بحاجة إلى معرفة ما يريده من حيث التوضيب؛ وهذا يشمل معرفة الشكل الذي يريدك أن تقدِّم فيه مشروع، وما هي التفاصيل التي يجب ذكرها، وما إذا كان المطلوب استخدام تصميم معيّن، وما هو طول الوثيقة التي يريدها، إلخ…
باختصار، إليك ما يجب أن تعرفه عن مانحٍ ما:
 
– الاسم والعنوان وأرقام الهاتف والفاكس وعنوان البريد الإلكتروني واسم الشخص الذي يجب أن تتَّصل به ولقبه.. وهذه هي المعلومات الأولية التي يمكنك الحصول عليها من مركز هاتف الشركة، أو من موقع المانح على “الإنترنت”، أو من دليل الهاتف، أو من زملائك في منظمات المجتمع المدني.
– أهداف المانح ومهمته واهتمامه، بما في ذلك مجالات هذا الاهتمام، وما إذا كان يموِّل مناطق جغرافية معينة فحسب، وما هي معايير التمويل العامة، وماذا يموِّل غير ذلك؟ ويمكنك الحصول على هذا النوع من المعلومات من “الإنترنت” أو من كتيب التقرير السنوي، فضلاً عن زملائك في منظمات المجتمع المدني.
– ما حجم الهبة التي يتبرَّع بها المانح عادة؟
– ما هي إجراءات المانح في عملية صنع القرار، وكم يستغرقه من الوقت بعد تقديمك مشروعك التمويلي.
– مواعيد النظر في المشروعات وتواريخ أو مواعيد تقديمها.
– هل ثمَّة تصميم أو نموذج معيَّن يريدك المانح أن تستخدمه لدى تقديمك مشروعك، أو هل ثمَّة مبادئ توجيهية معينة ينبغي عليك اتِّباعها، أو أنَّه يمكنك استخدام نموذجك. على أن بعض المانحين يطلبون الحصول على مشروع مقترح أولي موجز، قبل أن يطلبوا مشروعاً متكاملاً؛ فهذا يتيح لهم فرصة اتِّخاذ قرارٍ مبدئيٍّ في ما لو أرادوا التدخُّل أو عدم الانخراط معك في مفاوضات أكثر تفصيلاً.
 
ولعلَّ أفضل وسيلة للحصول على كل هذه المعلومات هي من مسؤول المشروع أو موظفه المسؤول؛ ولذا فقد يلزمك أن تتكلَّم إلى شخص أو تتَّصل به هاتفياً أو تجتمع معه تمهيدياً. وهذا الاتصال الأوَّلي غاية في الأهمية؛ وقد يحدِّد لهجة العلاقة وطبيعتها.
 
الاتصال الشخصي :
من المهم أن نتذكَّر دائماً أنَّ “المانح” يتمثَّل بعدة أشخاص، كمسؤول المكتب والمشروع والمدير التنفيذي الإقليمي، وهؤلاء أشخاص ذوو مصالح واهتمامات ومتطلبات هائلة من حيث انتباههم ووقتهم.
 
ماذا يعني ذلك بالنسبة إليك؟
 
إنَّه يعني أنَّه :
 
–  ينبغي عليك الاتصال بممثلي المانح بأسلوب محترف. توجَّه نحو غايتك وتُضع وقتهم.
–  عليك أن تكون نزيهاً ومنفتحاً عند الاتصال بهم؛ ثمَّ كن مستعداً للاستماع إليهم وتبادل المعلومات والأفكار معهم.
– عليك أن تُبرِز الجانب الإنساني في عملك، حتى يستطيع المانح التعرُّف على الناس على المستوى الإنساني.
 
باختصار، فإن التوالي الزمني هو :
– قم ببعض الاستعلامات العامة عن مانحين ملائمين.
– تابع بإجراء اتصال مع مسؤول عن المكتب أو المشروع.
– إبدأ بالعمل على مرحلة مشروعك التخطيطية.
 
بيد أنَّ هناك جانباً مهمَّاً لم نعالجه بعد، وهو ما تنبغي معالجته قبل إجرائك الاتصال الأولي مع مسؤول المكتب أو موظف المشروع. يجب أن تعرف نفسك.. وهذا ما سنعالجه في القسم التالي.
 
لماذا تعتقد أنَّه من المهمِّ أن تعرف نفسك، وأن تكون واثقاً قدرتك على إعطاء صورة جيدة عن منظمتك، قبل التحدث إلى مسؤول المكتب أو المشروع؟
 
السبب هو أنَّ “الشاري” يجب أن يؤمن بالبائع!
 
شارك المقالة:
563 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook