مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في ورق الدّفلى ،
وعطر الياسمين
حاضراً في التين ، والزيتون ،
في طور سنين
حاضراً في البرق ، والرعد ،
وأقواس قزح
في ارتعاشاتالفرح
حاضراً في الشفق الدامي ،
وفي ضوء القمر
في تصاوير الأماسي ،
وفي النسمة .. في عصف الرّياح
في الندى والساقية
والجبال الشمّ والوديان ،والأنهر
في تهليلة أمّ ..
وابتهالات ضحيّة ،
في دمى الأطفال ، والأطفال ..
في صحوة فجرٍ
فوق غاب السنديان
في الصّبا ، والولدنه
وتثنى السوسنه
في لغات الناس والطير ،
وفي كل كتاب
في المواويل التي
تصل الأرض
بأطراف السحاب
في أغاني المخلصين
وشفاه الضارعين
ودموع الفقراء البائسين
في القلوب الخضر ،
والأضلع ،
في كل العيون
مثلما كنت - ستبقى
يا وطن
حاضراً ..
كلّ زمانٍ ..
كلّ حين .
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في كل جرحٍ
وشظيّة
في صدور الثائرين الصامدين
حاضراً في صور القتلى
وعزمالشهداء
في تباشير الصباح
وأناشيد الكفاح
حاضراً في كل ميدانٍ وساح
والغد الطالع ..
من ..
نزف ...
الجراح
نحن أصحابك فأبشر يا وطن
نحن عشاقك فأبشر يا وطن
ننحت الصخر ونبني ونعمّر
ونلوك القيد حتى نتحرر
نجمع الأزهار والحلوى
ونمشي في اللهيب
نبذل الغالي ليبقى
رأسك المرفوع .. مرفوعاً
على مرِّ الزمن
نحن أصحابك ..
عشاقك ..
فابشر ،
يا وطن ..
يا صاحِ حبُّالوطنْ
محبةُ الأوطانِ
في أفخر الأديان
يا صاح حبُّ الوطن
مساقطُ الرُءوسِ
تُذهبُ كل بُوسِ
ومصرُ ابهى مولدِ
ومربعٍ ومعهدِ
شُدتْ لها العزائمُ
لطبعنا تُلائمُ
مصرُ لها أيادِي
وفخرهُا يُنادي
الكونُ من مصرَ اقتبسْ
وما فخارها التبس
فخرٌ قديم يُؤْثَرُ
زهورُ مجد تنثر
دارُ نعيم زاهيَهْ
آمرةٌ وناهيهْ
تحنو على القريبِ
ترنو إلى الرقيبِ
طُول المدا وَلودُ
ما أمَّها جَحودُ
قوةُ مصرَ القاهره
وبالعمارِ زاهِره
منازلٌ رَحيبه
وللهَنا مُجيبه
علومها حقائقُ
رموزها دقائق
أما ترى الأهالي
هم سادةٌ موالي
أبناؤها رجالُ
ولا بهم أوجال
وذوقهم مطبوعُ
وصيتهم مسموع
وجندهم صنديدُ
وخصمه طريد
كل فتىً جليلْ
كم فيه من نزيلْ
فإن تَرُمْ إسعادا
ولذْ بمنْ أعادا
صادقُ وعدٍ محسنُ
ولا تزال الألسنُ
ربُّ عُلاً وحسبِ
فقلْ لمصر انتسبي
أدامُه ربُّ العلا
بجاه طه مَن علا