الأمهي عماد كل أسرة وأساس كل بيت، فهي من تتحمل التعب والإرهاق والظروف الصعبة في سبيل رفع شأن أبنائها، فالأم مدرسة ومعلم ورفيق وحبيب وكل شيء جميل في الدنيا، فلولاها ما كبر الطفل ولا انغرس فيه الخلق وتمزقت وتشتت الأسرة، الأم هي من مدحها الأدباء وتغنى بها الشعراء لكنهم لم يستطيعوا ذكر كامل فضلها، وفي هذه المقالة سنقدم لكم بعض من الكلمات الجميلة عنالام.
يا أمي سأكتب لك وأنا أعرف أن كتابتي اختراق غير مأمون المشاعر لتفاصيلك الرائعة
لذاتك الملائكية لروحك النقية ولعمرك النازف بكل حب وعطاء.
حينما أنحني لأقبل يديك وأسكب دموع ضعفي فوق صدرك
وأستجدي نظراتالرضامن عينيك
حينها فقط أشعر باكتمال رجولتي.
أراك اليوم أجمل من رأيت
ومن كفيك طهراً ارتويت
لئن قالوا:الحياة،
أقول: أمي بحب منك يا نبعي استقيت.
تلك الجميلة تُسعدني كثيراً،
ابتسامها إحدى أسباب سعادتي،
أتمنى أن تكون سعيدة من أجل
إنسانة تعشق رؤيتها.
في غرفتي أخايل وجهك الحبيب ينور ظلمة المكان
يا نبض الروح..
يا أحن قلب..
يا ترتيلة الصباح وأنشودة السلام
كم أشتاق لك.
همسة لأرق مخلوق ماذا سأهديك وأنا لا أملك غيرالكلمات
محبتي هي كلماتي...
وورودي وحبي هي كلماتي.
قصيدة خمس رسائل إلى أمي هي للشاعر نزار قباني، ولد قباني في دمشق عام 1923م، وتخرج من كلية الحقوق بالجامعة السورية عام 1944م، وعمل في السلك الدبلوماسي فور تخرجه واستقال منه عام 1966م، وكان يجيد الإنجليزية كونه كان سفيراً لسورية في لندن، بدأ كتابة الشعر وهو في السادسة عشر من عمره وكتب أول ديوان بعنوان قالت لي السمراء، أمّا قصيدته خمس رسائل إلى أمي فقال فيها:
صباحُ الخيرِ يا حلوه..
صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه
مضى عامانِ يا أمّي
على الولدِ الذي أبحر
برحلتهِ الخرافيّه
وخبّأَ في حقائبهِ
صباحَ بلادهِ الأخضر
وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
وخبّأ في ملابسهِ
طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
وليلكةً دمشقية..
أنا وحدي..
دخانُ سجائري يضجر
ومنّي مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ..
تفتّشُ &ndashبعدُ- عن بيدر
عرفتُ نساءَ أوروبا..
عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
عرفتُ حضارةَ التعبِ..
وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُالعالمَالأصفر
ولم أعثر..
على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
وتحملُ في حقيبتها..
إليَّ عرائسَ السكّر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشُلني إذا أعثَر
أيا أمي..
أيا أمي..
أنا الولدُ الذي أبحر
ولا زالت بخاطرهِ
تعيشُ عروسةُ السكّر
فكيفَ.. فكيفَ يا أمي
غدوتُ أباً..
ولم أكبر؟
صباحُ الخيرِ من مدريدَ
ما أخبارها الفلّة؟
بها أوصيكِ يا أمّاهُ..
تلكَ الطفلةُ الطفله
فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..
يدلّلها كطفلتهِ
ويدعوها إلىفنجانِ قهوتهِ
ويسقيها..
ويطعمها..
ويغمرها برحمتهِ..
.. وماتَ أبي
ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ
وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ
وتسألُ عن عباءتهِ..
وتسألُ عن جريدتهِ..
وتسألُ &ndashحينَ يأتي الصيفُ-
عن فيروزِ عينيه..
لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..
دنانيراً منَ الذهبِ..
سلاماتٌ..
سلاماتٌ..
إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة
إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"
إلى تختي..
إلى كتبي..
إلى أطفالِ حارتنا..
وحيطانٍ ملأناها..
بفوضى من كتابتنا..
إلى قططٍ كسولاتٍ
تنامُ على مشارقنا
وليلكةٍ معرشةٍ
على شبّاكِ جارتنا
مضى عامانِ.. يا أمي
ووجهُ دمشقَ،
عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
يعضُّ على ستائرنا..
وينقرنا..
برفقٍ من أصابعنا..
مضى عامانِ يا أمي
وليلُ دمشقَ
فلُّ دمشقَ
دورُ دمشقَ
تسكنُ فيخواطرنا
مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا
كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..
قد زُرعت بداخلنا..
كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..
تعبقُ في ضمائرنا
كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ
جاءت كلّها معنا..
أتى أيلولُ يا أماهُ..
وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ
ويتركُ عندَ نافذتي
مدامعهُ وشكواهُ
أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟
أينَ أبي وعيناهُ
وأينَ حريرُ نظرتهِ؟
وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟
سقى الرحمنُ مثواهُ..
وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..
وأين نُعماه؟
وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..
تضحكُ في زواياهُ
وأينَ طفولتي فيهِ؟
أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ
وآكلُ من عريشتهِ
وأقطفُ من بنفشاهُ
دمشقُ، دمشقُ..
يا شعراً
على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ
وياطفلاًجميلاً..
من ضفائره صلبناهُ
جثونا عند ركبتهِ..
وذبنا في محبّتهِ
إلى أن في محبتنا قتلناهُ...
عبدالله البردوني ولد الشاعر في قرية برودن في اليمن عام 1929م، أصيب البردوني بالعمى وهو في السادسة من عمره بسبب الجدري، له عدّة دواوين منها مدينة الغد، ورواغ المصابيح، ومن أرض بلقيس، والسفر إلى الأيام الخضر، ووجوه دخانية في مرايا الليل، ولعيني أم بلقيس، ومن دراسته رحلة في الشعر قديمه وحديثه، أمّا قصيدته فقال فيها:
تركتني ها هنا بين العذاب
تركتني للشقا وحدي هنا
حيث لا جور ولا بغي ولا
حيث لا سيف ولا قنبلة
حيث لا قيد ولا سوط ولا
خلّفتني أذكر الصفو كما
و نأت عنّي و شوقي حولها
و دعاها حاصد العمر إلى
حيث أدعوها فلا يسمعني
موتها كان مصابي كلّه
أين منّي ظلّها الحاني و قد
سحبت أيّامها الجرحى على
ومضت في طرق العمر فمن
وانتهت حيث انتهى الشوط بها
آه "يا أمّي" و أشواك الأسى
فيك ودّعت شبابي والصبا
كيف أنساك و ذكراك على
إنّ ذكراك ورائي وعلى
كم تذكّرت يديك وهما
كان يضنيك نحولي و إذا
وإذا أبكاني الجوع ولم
هدهدت كفاك رأسي مثلما
كم هدتني يدك السمرا إلى
و إلى الوادي إلى الظلّ إلى
و سواقي النهر تلقي لحنها
كم تمنّينا وكم دلّلتني
كم بكت عيناكِ لمّا رأتا
و تذكّرت مصيري والجوى
ها أنا يا أمّي اليوم فتى
أملأ التاريخ لحنا وصدى
فاسمعي يا أمّ صوتي وارقصي
ها أنا يا أمّ أرثيك و في
"