أين الضجيج العذب والشغب
أين الطفولة في توقدها
أين التشاكس دونما غرض
أين التباكي والتضاحك في
أين التسابق في مجاورتي
يتزاحمون على مجالستي
يتوجهون بسوق فطرتهم
فنشيدهم: (بابا) إذا فرحوا
وهتافهم: (بابا) إذا ابتعدوا
بالأمس كانوا ملء منزلنا
وكأنما الصمت الذي هبطت
إغفاءة المحموم هدأتها
ذهبوا، أجل ذهبوا، ومسكنهم
إني أراهم أينما التفتت
وأحس في خلدي تلاعبهم
وبريق أعينهم ، إذا ظفروا
في كل ركن منهم أثر
في النافذات زجاجها حطموا
في الباب قد كسروا مزالجه
في الصحن فيه بعض ما أكلوا
في الشطر من تفاحة قضموا
إني أراهم حيثما اتجهت
بالأمس في (قرنايل) نزلوا
دمعي الذي كتمته جلدا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا
ألفيتي كالطفل عاطفة
قد يعجب العذال منرجل
هيهات ما كل البكا خور
"