ذهبت في الصباح بهذا الجو الربيعي الجميل إلى تلك الحديقة للمشي حيث رأيت أن الأزهار قد بدأت بالتفتح ورأيت النحل والفراشات يطوفون حولها ويمتصون رحيقها ورأيت أيضاً الطيور التي كانت مهاجرة قد عادت وأشعة الشمس الدافئة والتي تطل مابين وقت وآخر على إستحياء حين تغطيها مرور غيوم السحب المتقطعة ولاتعطيها فرصة للظهور ولكنها تسح بقطرات على إستحياء علي وكنت جالساً على ذلك الكرسي الخشبي في ممر الحديقة وكنت أتذكر صوت خطواتك وأرى طيفك يمر من أمامي وأتذكر بأني قد قلت لك بأن هذا الجو يشبهك وتذكرت بسمتك وعيناك وناديته ولكنه لم يلتفت لي ولم يرد علي، مكثت هناك على ذلك الكرسي طويلاً مستمتعاً بنسيم الهواء الجميل المشبع بشذى تلك الزهور الذي إستنشقته روحي وأنا مسند ظهري وأتذكر ذلك الحلم الجميل الذي بيننا و ضاع وماهو إلا أضغاث من الأحلام وأنا أنتظر شعرت بأن الإنتظار يأكلني، فشدني صوت القمريات التي بكت لحالي والفراشات التي تدور من حولي إستنشقت آهاتي وأشفقت علي حينما أصابتني حمى الفقد ودمعت عيناي وكأنها تعزيني في ذلك الحلم الجميل وأنا لازلت جالساً على ذلك الكرسي فأستوحشت المكان وأقنعت القلب حينها بأن جسر العودة قد تحطم بيننا لكي أسدل ستار النسيان على قصتنا وأقنع قلبي برحيلك الأبدي، بعدها غادرت ذلك المكان، وقطرات المطر تنزل علي كأن السماء تعزيني و تبكي على حالي.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.