يعرّف مرضشلل الأطفال(بالإنجليزية: Poliomyelitis) على أنه مرضاً فيروسياً يؤثر في الأعصاب مما قد يؤدي إلى حدوث شلل جزئي أو كامل،ولا يرافقه ظهور أي أعراض في معظم الحالات، وفي حال ظهورها فقد تكون أعراضاً خفيفة جداً يصعب تميزها، وفي الحالات الأخرى التي تظهر فيها الأعراض يشعر المصاب بالتعب، والصداع، كما يعاني من ارتفاع درجات الحرارة، والتقيؤ، ومع ازدياد حدة المرض سيشعر المريض بألم شديد في العضلات، وتصلب في الرقبة والظهر دون حدوث الشلل، وذلك لأن الإصابة بالشلل ترتبط بموقع الخلايا العصبية التي تعرضت للتلف، وعادة ما يحدث بعد مرور سبعة إلى أربعة عشر يوماً من التعرض للفيروس كما أن خطر الإصابة بالشلل تبقى مستمرة حتى 60 يومياً من التعرض للفيروس.
ويجدر التنبيه إلى أن مرض شلل الأطفال يعد من الأمراض المعدية، التي تنتقل عن طريق إفرازاتالجهاز التنفسيأو براز الشخص المصاب، حيث يستمر وجود هذا الفيروس في اللعاب لمدة أسبوعين وفي البراز لمدة ستة أسابيع، وتتراوح فترة حضانة الفيروس من ثلاث إلى 21 يوماً، وتعد الفترة قبل ظهور الأعراض وبعد أسبوع إلى أسبوعين من ظهورها هي الفترة الأكثر خطورة لانتقال العدوى.ومن الجدير بالذكر أن هذا الفيروس يؤثر بشكل أساسي في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، ويعد أخذمطعومشلل الأطفال من أنجح الطرقللوقايةمن الإصابة به، ولذلك يعد كل شخص لم يأخذ مطعوم شلل الأطفال معرض للإصابة به.ونذكر في السياق أنه يوجد نوعين من مطعوم شلل الأطفال وهما لقاح فيروس شلل الأطفال المعطل (بالإنجليزية: inactivated polio virus vaccines) واختصاراً IPV وهو حقناً تحتوي على فيروس ميت فقط، إضافة إلى لقاح فيروس شلل الأطفال الفموي (بالإنجليزية: oral poliovirus vaccines) واختصاراً OPV الذي يحتوي على فيروسات حية لكنها مضعّفة ويعطى عن طريق الفم.
يهدف علاج مرض شلل الأطفال إلى التخفيف من الألم والانزعاج ومنع حدوث المضاعفات التي قد تنتج عنه، كما يعتمد العلاج على العديد من العوامل، مثل: الصحة العامة للطفل، وتحمله للعلاج أو الإجراءات المحددة، وعمره، وتاريخه المرضي، وما يفضله الأهل،ويجدر التنبيه إلى أنه لا يوجد علاج محدد وفعال لمرض شلل الأطفال.
كما ذكر سابقاً لا يوجد علاج محدد لمرض شلل الأطفال لذلك يتم علاج الحالات البسيطة منه عن طريق علاج الأعراض والتخفيف من حدتها، وذلك من خلال أخذ قسط من الراحة، والإكثار من شرب السوائل، وتناول الأدوية المسكنة في حال شعور المريض بألم في العضلات مثل الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: acetaminophen) كما يمكن استخدام الكمادات الدافئة، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الأنشطة البدنية الخفيفة.
يتم علاج الحالات الشديدة من مرض شلل الأطفال في المشفى وذلك لأن الحالات الشديدة منه تؤثر في العضلات التي تتضمن الرئتين والمثانة، حيث يلجأ لاستخدام جهاز التنفس الصناعي للمرضى الذين تضررت لديهم الرئتين لدرجة عدم تمكنهم من تحريكها لالتقاط أنفاسهم، ويتم ذلك عن طريق استخدام جهاز التنفس الصناعي وذلك من خلال وضع أنبوب في القصبة الهوائية من خلال فتحة في الرقبة، إذ ينقل هذا الجهاز الهواء من وإلى الرئتين، ومن الجيد ذكره أنه يمكن استعادة الرئتين قدرتهما على التنفس بشكل طبيعي وبالتالي يمكن الاستغناء عن جهاز التنفس الاصطناعي، وبالإضافة إلى ذلك قد يسبب عم قدرة المثانة على انقباضها بشكل طبيعي بسبب الإصابة بشلل الأطفال إلى الإصابة بالتهابات المسالك البولية نتيجة عدم تفريغ المثانة بشكل كامل، لذلك يعد استخدام القسطرة لتفريغ المثانة أمراً ضرورياً كما يلجأ في بعض الحالات إلى استخدام المضادات الحيوية على المدى الطويل.
يلجأ إلىالعلاج الفيزيائيوالعلاج الوظيفي لتحسين قدرة المصاب على الحركة في الحالات التي تتعرض فيها عضلات المصاب للتلف أو الشلل نتيجة الإصابة بمرض شلل الأطفال،حيث يهدف العلاج الفيزيائي على تحسين قدرة المريض لأداء الوظائف اليومية، لذلك يستخدم المعالجون مجموعة متنوعة من العلاجات للمساعدة على بناء القوة، وتحسين الحركة، وتعزيز المهارات اللازمة لاستكمال الأنشطة اليومية، ويتضمن العلاج الوظيفي استخدام الأدوات المختلفة مثل الجبائر والأقواس لدعم الأطراف أو المفاصل الضعيفة، وفي بعض الحالات يلجأ لإجراء الجراحة لتصحيح أي تشوهات.
يمكن أن يصاب بعض الأطفال الذين أصيبوا بمرض شلل الأطفال بمتلازمة ما بعد شلل الأطفال (بالإنجليزية: Post-polio syndrome)، ويرافق هذه الحالة ظهور العديد من الأعراض التي تستمر لفترات طويلة، مثل الشعور بالإعياء، وضمور العضلات، والشعور بآلام في المفاصل والعضلات، والمعاناة من مشاكل في البلعوالتنفس، بالإضافة لعدم القدرة على تحمل درجات الحرارة الباردة،ويهدف علاج هذه المتلازمة إلى تخفيف حدة الأعراض المرافقة لها، وتوفير الراحة للمريض، وتعزيز وقدرته على الاستقلال قدر الإمكان، ونذكر فيما يأتي بعض من العلاجات المتبعة لهذه الحالة:
نذكر فيما يأتي بعض النصائح التي يمكن اتباعها للتعايش مع مرض شلل الأطفال: