الشهيدهو من ضحى بنفسه وحياته دفاعاً عن أرضه وأبناء شعبه، هو من تخلى عن متاع الدنيا وزينتها في سبيلإعلاء كلمة اللهوالحفاظ على كرامة وطنه، هو ذلك البطل الذي لا يهاب الصعاب ولا المخاطر، بل يجابه العدو بكلشجاعةفيلقى حتفه غير آبه بشيء، مسطراً بذلك أعظم التضحيات على وجه الأرض. وفي هذا المقال اخترنا لكم بعضالكلماتوالأشعار التي وإن لم توفي حقالشهيدوصنيعه، إلا أنها تعبر عن امتناننا وتقديرنا لجهوده وتضحياته في سبيل الوطن.
تغنى بالشهداءوالمقاومةالعديد من الشعراء العرب، فكتبوا القصائد والأشعار تمجيداً لمنزلة الشهيد وإيفاءً لتضحيته بنفسه من أجل وطنه، وفيما يلي بعض من هذه الأشعار:
قائل هذه القصيدة هو الشاعر الفلسطيني الشهيدعبدالرحيم محمود، ولد في بلدة عنبتا، واستشهد فيمعركة الشجرة، لقّب في ما بعد بالشاعر الفلسطيني الشهيد، تميز شعره بنظرة رؤيوية لمستقبل فلسطين الأليم الذي تحقق بعد استشهاده.
سأحملروحيعلى راحتي
فإما حياة تسر الصديق
ونفس الشريف لها غايتان
وما العيش لا عشت إن لم أكن
إذا قلت أصغى لي العالمون
لعمرك إني أرى مصرعي
أرى مصرعي دون حقي السليب
يلذ لأذني سماع الصليل
وجسم تجندل فوق الهضاب
فمنه نصيب لأسد السماء
كسا دمه الأرض بالأرجوان
وعفر منه بهي الجبين
وبان على شفتيهابتسام
ونام ليحلم حلم الخلود
لعمرك هذا ممات الرجال
فكيف اصطباري لكيد الحقود
أخوفا وعندي تهون الحياة
بقلبي سأرمي وجوه العداة
وأحمي حياضي بحد الحسام
هذه القصيدة للشاعر الفلسطينيمحمود درويش، شاعرالمقاومة الفلسطينية، وأحد أهم الشعراء الذين اتصف شعرهم بالثورة والمقاومة والدفاع عن الوطن، ولد درويش في قريةالبروةالفلسطينية، وأثناء تعليمه انضم إلى الحزب الشيوعي في فلسطين. في هذه القصيدة كتب شاعرنا عن شهداء الوطن:
عِنْدمَا يَذْهَبُ الشُّهَدَاءُ إِلَى النَّوْمِ أَصْحُو، وَأَحْرُسُهُمُ مِنْ هُوَاةِ الرِّثَاءْ
أَقُولُ لَهُم: تُصْبحُونَ عَلَى وَطَنٍ، مِنْ سَحَابٍ وَمِنْ شَجَرٍ، مِنْ سَرَابٍ وَمَاءْ
أُهَنِّئُهُم بِالسَّلامَةِ مِنْ حَادِثِ المُسْتَحِيلِ، وَمِنْ قِيمَةِ الَمَذْبَحِ الفَائِضَة
وَأَسْرِقُ وَقْتَاً لِكَيْ يسْرِقُوني مِنَ الوَقْتِ. هَلْ كُلُنَا شُهَدَاءْ؟
وَأهْمسُ: يَاأَصْدِقَائِياتْرُكُوا حَائِطاَ وَاحداً، لحِبَالِ الغَسِيلِ، اتْرُكُوا لَيْلَةَ لِلْغِنَاءْ
اُعَلِّقُ أسْمَاءَكُمْ أيْنَ شِئْتُمْ فَنَامُوا قلِيلاً، وَنَامُوا عَلَى سُلَّم الكَرْمَة الحَامضَة
لأحْرُسَ أَحْلاَمَكُمْ مِنْ خَنَاجِرِ حُرَّاسِكُم وانْقِلاَب الكِتَابِ عَلَى الأَنْبِيَاءْ
وَكُونُوا نَشِيدَ الذِي لاَ نَشيدَ لهُ عِنْدمَا تَذْهَبُونَ إِلَى النَّومِ هَذَا المَسَاءْ
أَقُولُ لَكُم: تُصْبِحُونَ عَلَى وَطَنٍ حَمّلُوهُ عَلَى فَرَسٍ راكِضَة
وَأَهْمِسُ: يَا أَصْدِقَائيَ لَنْ تُصْبِحُوا مِثْلَنَا... حَبْلَ مِشْنَقةٍ غَامِضَة!
قصيدةيوم الشهيدللشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري، وهومن أهم شعراءالعصر الحديث، ولد في النجف. من دواوينه:بين الشعور والعاطفة، وديوان الجواهري، وإحدى قصائده كانت عن يوم الشهيد، وهذه أبيات مختارة من القصيدة:
يومَ الشَهيد تحيةٌ وسلامُ
بك والضحايا الغُرِّ يزهو شامخاً
بك والذي ضمَّ الثرى من طيبِهم
بك يُبعَث الجيلُ المحتَّمُ بعثُه
وبك العُتاة سيُحشَرون وجوهُهُم
صفاً إلى صفٍّ طغاماً لم تذُقْ
ويُحاصَرون فلا وراءُ يحتوي
وسيسألون مَن الذين تسخَّروا
ومَن استُبيح على يَديهم حقُّها
قائل هذه القصيدة هو الشاعر السوريبيان الصفدي، يمتلك إجازة في اللغة العربية ودبلوم في الإدارة، وهو أحد المساهمين في كلمات أغاني مسلسلافتح يا سمسم، فكتب في الشهداء:
الشهداء اليوم جاؤوني فهم أصحابي
شقوا بُرودالليل
طَوَّفوا
بكوا
تأمَّلوني جيداً
ولم يقولوا كلمة واحدة
شدُّوا على يديَّ
ثم غادروا
وتركوا جراحهم على السرير
والحائط والكرسيِّ والكتاب
أصواتهم أجراس قبة من الدم
تقرَع في فمي
لقد مضَوا وبابي
مُشرَّع، ومنه يأتي صوت خطوة تنأى
وصوت الريح والكلاب
الخاطرة الأولى:
الشهيدهو القنديلُ الذي تستضيءُ به الأمّة، وهو المنارة التي يهتدي بها الشعب والوطن، وهو الدرع الحامي الذي لم يبخل بروحه ودمه للدفاع عن وطنهوكلمة الحقّ، الشهيد هو أكرم الناس وأعلاهم قدراً، وقدره محفوظٌ في جنّة الفردوس التي أعدّها الله للأنبياء والشهداء.
الخاطرة الثانية:
دمالشهيدمسكٌ يفوحُ في الأرجاء، وروحه طائرٌ أخضر فرّ من الدنيا الزائلة وما فيها من فرحٍ زائلٍ ووهمٍ وغمٍ وأفراحٍ مؤقتة زائلة، واختار أن يسكن إلى جوار ربّه معززاً مكرّماً، فالشهيد لم يهتمّ بجاهٍ أو مال، ولم يقلق على زوجة أو ولد أو أم وأب، بل جعل نُصبَ عينيه محبّة الله تعالى وحده ونصرته، واختار درب الخلود طائعاً غير مجبر.
الخاطرة الثالثة:حين يبذلالشهيدروحه طواعية، حين يثبت في مواجهة الموتِ، حين يسمو علىالحياةالتي نحرص عليها بغريزةٍ أساسيةٍ مثلنا مثل سائر المخلوقات.. تهربُ القطَّة حين نفزعها، يطير العصفور حين نقترب منه، كلنا نحرص على الحياة مهما ضقنا بها، حتى لو تمنينا الموت بطرف اللسان، تكذّبنا جوارحنا، لأنه حين يقترب الخطر، أو توشك أن تدهمنا سيارة، نقفز إلى الرصيف المجاور بسبب الرعب، رغم أننا كنا -منذ دقيقة واحدة- نتحدث عن ضجرنا من الحياة.
الخاطرة الرابعة:
الهول والويل، والصراخ والعويل، والرصاص المنهمر، والدماء تتفجر، والشهداء يسقطون، من أي سبيكة ذهب صيغت نفوس هؤلاء الشهداء؟ كيف استطاعوا أن يثبتوا ويهزموا الرعب من الموت والخوف من الرصاص؟ أي روحقدسيةتَمَلَّكَتْهُم في تلك اللحظة؟ أي بطولة يعجز عن وصفها اللسان؟!
الرسالة الأولى:
أهدي سلاماً طأطأت حروفه رؤوسها خجلة،
وتحيةً تملؤها المحبة والافتخار،
بكل شهيد قدّم روحه ليحيا الوطن.
الرسالة الثانية:
سيدي الشهيد،
نقدم لكم تحية إجلال وتعظيم،
على ما بذلتموه من أجل هذه الأرض.
الرسالة الثالثة:
سيدي الشهيد،
نقدم لكم أجل تحيةوتقدير،
لأنك كنت مصراً أن تعود الأرض إلينا كاملة،
وأن تأخذ ثأرك بيدك فلا تورث الأبناء من بعدك هزيمة.
الرسالة الرابعة:
سيدي الشهيد،
نقدم لكم التحية على البطولات التى سطرت من قبلكم،
والتى أثبتت بلا أدنى شك أنكم خير أجناد الأرض.
الرسالة الخامسة:
سيدي الشهيد،
نقدم لك التحية على الرعب الذي بثثته فىنفوسالعدو،
فلا دام له استرخاء ولا نعم باستقرار فوق أرضنا.
الرسالة السادسة:
سيدي الشهيد،
نقدم لكم التحية على كل ذرة رمل قبلتها،
ووطأت عليها بقدميك،
ثم سكن جثمانك فوقها.
قصيدةالبطل الشهيدقالها الشاعر الفلسطيني الشهيد عبدالرحيم محمود في رثاء زميله القائد المجاهدعبد الرحيم الحاج محمد، يقول فيها:
أإذا أنشدت يوفيك نشيدي
أي لفظ يسع المعنى الذي
لا يحيط الشعر فيما فيك من
كملت فيك المروءات فلم
أيها القائد لم خلفتنا
أقفر الميدان من فرسانه
خمدت نار قد أضرمتها
والحمى قد ريع يا ذخر الحمى
لم أكن قبلك ادري ما الذي
إن يوما قد رزئناك به
ملكت نفس الأوداء أسى
كل بيت لك فيه مأتم
للمناجاة صدى مرتجع
برزت فيها المصوتات ضحى
وا حبيب الأمة قد يتمتنا
صعدوا من لوعة زفراتهم
جعلوا من كل صدر مسكنا
كل قلب لك فيه مصحف
سور قد فصلت آياتها
أيها القائد هذي ميتة
مصرع الأبطال مابين الحديد
هذه أعراسهم صخابة
فيروون الثرى من دمهم
ويزفون عليهم حلل
هم تعاويذ الحمى يقصى بهم
تحرق العاني أنفاسهم
وعلى أكتافهم تجنى المنى
يا شهيدا قد تخذنا قبسا
مثل أنت وما أن تنتسى
مت في الحرب شريفاً لم تطق
هكذا العار مرير ورد
واحبيبالأمة قد أصبح
جمد الدمع بعيني جزعا
فأذبت الروح أبكيك بها