طفح الحفاض

الكاتب: رامي -
طفح الحفاض
"

طفح الحفاض.

عرَّف طفح الحفاض (diaper rash) بأنه حالةٌ شائعةٌ تسبب احمرار وتهيج منطقة الحفاض بين الرُّضَّع.

تُعد هذه الحالة أحد أشكال التهاب الجلد (dermatitis)، حيث يظهر طفح الحفاض على شكل بقع حمراء على مؤخرة الرضيع، وقد يصاحبها انتفاخ وارتفاع درجة حرارة المنطقة المصابة.

ينطبق مصطلح طفح الحفاض على هذه الحالة مهما كانت أسبابها. وعادةً ما يكون هذا الطفح ناجماً عن عدم التغيير المتكرر للحفاض المتسخ فضلاً عنحساسية الجلد.

وعلى الرغم من أنَّ هذه الحالة عادةً ما تصيب الرُّضَّع في عامهم الأول بشكلٍ خاصٍ، إلَّا أنَّها قد تصيب أيَّ شخصٍ يستخدم الحفَّاضات في أيِّ سنٍّ كان. فعلى سبيل المثال، فهي قد تصيب البالغين الذين يعانون منسلسٍ في البولأو الشللٍ.

قد يكون طفح الحفاض طفيفاً، وعندها يسبب بقعاً قليلةً في منطقةٍ صغيرةٍ من مؤخرة الرَّضيع، أمَّا إن كان شديداً، فهو قد يسبِّب ظهور انتفاخاتٍ أو نتوءآتٍ مؤلمةٍ خصوصاً عند اللَّمس والتي تنتشر حتى فخذي الرَّضيع وبطنه.

ويُشار إلى أنَّ هذا الطفح عادةً ما يصيب الرُّضَّع في سنٍّ تتراوح ما بين ال 9 إلى 12 شهراً، غير أنَّها قد تظهر في الأسبوع الأول من حياة بعض الرُّضَّع كونهم في هذه السن يَقضون أوقاتاً طويلةً بالجلوس، كما وأنَّهم يبدؤون بتناول الأطعمة الصلبة، والتي قد تغير من مستويات الحمض في البراز، في هذه السِّنِّ. وتُقدَّر نسبة مصابي هذه الحالة من الرُّضَّع في هذا السن ب 7 - 35%.

على الرَّغم من الاعتقاد الشَّائع بأنَّ طفح الحفاض ينجم عن إهمال الأهل أو من يقومون برعاية المصاب، إلا أنَّ هذا ليس صحيحاً. فالسَّبب الأساسيُّ وراء هذه الحالة لايزال قيد البحث. ولا يُعدُّ الإهمال واحداً من الأسباب المتوقَّعة.

تتضمَّن الأسباب الَّتي تُؤدِّي إلى الإصابة بطفح الحفاض الآتي:

  • الالتهاب:فالبول يغيِّر مستويات حموضة الجلد. وذلك يُساعد على نمو الفطريَّات والبكتيريا بسهولةٍ كبيرةٍ. كما وأنَّ المواد التي يحتوي عليها الحفاض، والتي تمنع تسرُّب البول والبراز منه، تقوم أيضاً بمنع دخول الهواء إلى هذه المنطقة، ما يُؤدِّي إلى تشكل بيئةٍ رطبةٍ ودافئةٍ داخل الحفاض تساعد على نمو وتكاثر الفطريَّات والبكتيريا، الأمر الذي يسبِّب الطَّفح.
  • الحساسِّية:فالرُّضَّع ذوي البشرة الحساسة أو المصابين بأمراضٍ جلديةٍ تحسسيةٍ قد يصابون بالطَّفح المذكور نتيجة لاستخدام الحفاضات وما تحتوي عليه من صبغاتٍ ومواد عطريةٍ وكيماويةٍ، أو نتيجةً للمواد الكيماوية الموجودة بما يستخدم لتغيير الحفاض، منها المناديل المبللة المعطَّرة.
  • البلل والتهيج:فجلد الرَّضيع قد يُصاب بالطَّفح إن بقي الحفاض عليه لمدةٍ طويلةٍ، حيث أنَّ ذلك يُؤدِّي إلى احتكاك البول والبراز اللَّذين يكونان داخل الحفاض--أو حتى الحفاض نفسه--بالجلد بشكل متكرِّر. فحتى أفضل الحفَّاضات امتصاصا تترك الجلد رطبًا ولو بعض الشَّيء. فعند اختلاط البول بالبكتيريا الموجودة في البراز، فإنَّ ذلك يُؤدِّي إلى تحطمها وتحولها إلى الأمونيا، وهي مادة مؤذية بشكلٍ كبيرٍ للجلََد. ويُعدُّ الإسهال عاملاً آخر للإصابة بهذا الطفح، فهو يزيد من تعريض جلد الرَّضيع إلى البراز، والذي يعد أكثر ضرراً من البول.
  • ضيق الحفاض:إن كان الحفاض مشدوداً، فهو قد يحتك بجلد الرضيع بشكل أكبر مسبباً الإصابة بطفح الحفاض.
  • تناول أطعمةٍ جديدةٍ:بدء الرضيع بتناول الأطعمة الصلبة أو إدخال الأطعمة الجديدة على نظامه الغذائيِّ يُحدث تغيُّرات في تكرار ومحتوى البراز، ما يفضي أحياناً إلى الإصابة بطفح الحفاض، وخصوصاً إن كانت تلك الأطعمة تحتوي على الحمض، مثل عصائر الفواكه.
  • تناول الأم لطعام مهيِّج للرَّضيع:وذلك لمن يرضعون طبيعياً. في المقابل يجب الَّتنويه هنا إلى أنَّ من يرضعون طبيعياً يكونون أقلَّ عرضة للإصابة بطفح الحفاض.

ويذكر أنَّ طفح الحفاض الذي يستمر لأكثر من أيامٍ قليلةٍ رغم القيام بتحسين نظام وعدد مرات تغيير الحفاض ُيعتقد بأنَّه يكون ناجماً عن خميرة تُعرف بالمبيضة البَيضاء (Candida albicans) وهي إحدى أنواع الفطريَّات. وعادة ًما تظهر أعراض الطَّفح النَّاجم عن هذه الفطريات على شكل انتفاخات حمراء في الجلد، بالإضافة إلى ظهور نقاط حمراء صغيرة تستمر لما أبعد من منطقة الطَّفح الرئيسيَّة.

عادةً ما يبدأ الطفح الناجم عن هذه الطفيليات في الطَّيَّات العميقة في الأمام والخلف من جسم الرَّضيع. وغالباً ما تحدث هذه الحالة إن تمّ إعطاء الرَّضيع مضاد حيويّ أو إن كان يرضع طبيعياً وأمه تستخدم مضاداً حيوياً، فالمضادات الحيوية تقتل البكتيريا الجيِّدة في الجسم، والتي تمنع الفطريَّات المذكورة من النموِّ والتكاثر.

تتضمَّن العوامل التي تزيد من احتماليَّة الإصابة بطفح الحفاض ما يلي:

  • العمر:أن يكون سنُّ الطِّفل أقلّ من عامين.
  • الإصابة بمرض ما:وجود مرضٍ أو التهابٍ ما في الجلد.
  • الإصابة بالإسهال.
  • عدم تغيير الحفاض:وذلك بشكلٍ متكرِّرٍ بما يكفي.
  • ارتداء الحفاض دائما:اي عدم ترك الرَّضيع من دون حفاض لمدة.
  • منتجات العناية بالبشرة:فرط استخدام مستحضرات العناية بالجلد الخاصَّة بالأطفال.

يُؤدِّي طفح الحفاض إلى احمرار الجلد داخل الحفاض، كما وقد يُؤدِّي إلى تآكل الطَّبقات الخارجيَّة من جلد الرَّضيع.

قد تظهر البثور أو النَّفطات الصغيرة على الجلد ويكون مؤلماً وساخناً، خصوصا عند اللَّمس. وذلك فضلاً عن شعور الرَّضيع بعدم الارتياح وبكائه عند تغيير الحفاض أو تنظيف المنطقة المصابة.

أعراض توجب استشارة الطبيب

إن لم يزول الطَّفح خلال عدة أيام مع العلاج المنزليِّ، فعندها تجب استشارة الطَّبيب. فهو قد يقوم بوصف أدوية تحتاج لوصفة طبيَّة لصرفها. وتتضمَّن الأعراض التي توجب زيارة الطَّبيب الآتي:

  • الحُمَّى.
  • الشُّعور بالاحتراق أو الألم عند التبوُّل أو الإخراج.
  • الطَّفح الشَّديد أو غير المعتاد.
  • الَّنزيف أو نزول القيح من المنطقة المصابة.
  • ازدياد الطفح سوءا حتى مع استخدام العلاجات المنزليَّة.

يعتمد تشخيص الاصابة بطفح الحفاض على التَّاريخ المرضيِّ والفحص السريريِّ للرَّضيع المصاب.

فعادة ما لا يلزم إجراء فحوصاتٍ مخبريةٍ لتشخيصه، أمَّا إن كان ناجماً عن حساسيّةٍ معينةٍ، فعندها سيقوم الطَّبيب بعمل اختبار الحساسيّة له.

يُعدُّ الحفاظ على نظافة وجفاف الجلد الطريقة الفضلى لعلاج طفح الحفاض. وآتيا بعض الأساليب العلاجيَّة لهذه الحالة:

العلاج الدَّوائي

يتضمَّن العلاج الدوائيِّ الآتي:

  • مضادّ حيويّ فمويّ أو موضعيّ (في حال وجود التهاب بكتيريّ).
  • كريمالهيدروكورتيزون(hydrocortisone(.
  • كريم مضادّ للفطريَّات (في حال وجود التهاب فطريّ).

وعادةً ما تستخدم الستيرويدات مع الكريمات وذلك وفقا لما يراه الطبيب مناسباً. وتحتاج هذه الحالات إلى عدَّة أيامٍ كي تتحسن. وفي حال طالت مَّدة العلاج، عندها يقوم الطَّبيب بتحويل الرَّضيع لطبيبٍ مختصٍ بالأمراض الجلديَّة.

العلاج غير الدوائي

تتضمَّن الأساليب العلاجيَّة غير الدوائيَّة ما يلي:

  1. إبقاء المنطقة المصابة نظيفة وجافة:وذلك عن طريق تغيير الحفاض فور تعرضه للاتساخ وتغييره أيضاً في اللَّيل. ويُنصح بوضع طبقةٍ رقيقةٍ من الكريمات أو المراهم الخاصة لإبقاء المنطقة جافَّة ووقايتها من الرُّطوبة التي يسببها البول والبراز، حيث تشكل هذه المراهم طبقة عازلة بين الجلد والحفاض. ولإزالة هذه الطبقة، ينصح باستخدام الزيت المعدني عبر وضعه على قطعةٍ من القطن ومسح المنطقة. فإزالتها بالفرك تؤذي الجلد.
  2. المحافظة على تهوية المنطقة:وذلك عن طريق إعطاء الرَّضيع فترة من الرَّاحة من الحفاض لمدة 10 دقائق لثلاث مرَّات يومياً على الأقلّ، وعدم استخدام السراويل الضيِّقة أو الحفاضات الضيِّقة له، بل استخدام الحفاضات الأكبر حجماً من المُعتاد.
  3. استخدام الكريمات والمراهم الَّتي تُباع من دون وصفةٍ طبيةٍ:وخصوصاً تلك الَّتي تحتوي على أُكسيد الزِّنك (zinc oxide)، وذلك بعد استشارة الصيدلاني، حيث يتم وضع طبقةٍ من الكريم على المنطقة المصابة لعدَّة مراتٍ في اليوم الواحد. ويتميَّز كريم أُكسيد الزِّنك بأنَْه المادَّة الفعَّالة في العديد من علاجات طفح الحفاض. ويُستخدم المُستحضر الَّذي يحتوي على هذه الماَّدة على مدار اليوم للتَّخفيف من الأعراض والوقاية من الإصابة بهذا الطفح مرةً أخرى.
  4. تحميم الرَّضيع يومياً:بالماء الدَّافئ والصابون الخالي من الرَّوائح العطرية.
  5. إبعاد الرضيع عن الأطعمة والمشروبات التي تهيَّج الطَّفح.

العلاج بالأعشاب

هناك بعض الأعشاب التي تستخدم في علاج طفح الحفاض، منها الآتي:

  • زهرة الشِّتاء (witch hazel):فقد أثبتت دراسةٌ سابقةٌ أجريت على 309 طفلا أن هذه النَّبتة تساعد على التَّخفيف من طفح الحفاض.
  • الآذريون:وهوجِنْسُ نَباتٍ مِنَ الفَصِيلَةِ المُرَكَّبَة والصَّبَّار، وُجد أنَّهما فعَّالان في علاج الأطفال المصابين بهذا الطَّفح.

وآتيا بعض العلاجات الطبيعيَّة البديلة الأخرى الَّتي تُستخدم في علاج هذه الحالة:

  • حليب الثَّدي: فقد أثبتت عدَّة دراساتٍ أنَّ هذا الحليب يُعدُّ فعالاً في التَّخفيف من أعراض طفح الحفاض، وذلك عند استخدامه موضعيَّاً، غير أنَّه لم يتمّ إل? الآن إثبات ما إن كان أفضل من العلاجات الأخرى أم لا لهذه الحالة.
  • خليط العسل.
  • شمع العسل.
  • زيت الزَّيتون.
  • زهرة الرَّبيع.

لكنَّ هذه المواد تحتاج إلى الخضوع لدراساتٍ علميةٍ للتحقق من فعاليَّتها في علاج هذه الحالة، ويفضل عدم استخدامها دون استشارة الطبيب.

هناك عدة أساليب تُستخدم في تجنيب الرَّضيع الإصابة بطفح الحفاض، وهي نفس الإجراءات المَّتبعة في العلاج، من ضمنها الآتي:

  • تغيير الحفاض بشكلٍ متكرِّرٍ.
  • غسل المنطقة بعد كل تغيير للحفاض، وذلك ليس بالمناديل المعطرة أو تلك الَّتي تحتوي على الكحول، بل بالماء الدافئ.
  • تجفيف المنطقة بمنشفةٍ ناعمةٍ عبر الربت عليها وليس فركها، فالفرك ُيؤذي الجلد ويسبب تهيجه. كما وبالإمكان ترك المنطقة حتى تجف من تلقاء نفسها.
  • عدم شدَّ الحفاض.
  • السَّماح للرَّضيع بالبقاء من دون حفاضٍ لمدَّة من الوقت
  • استخدام الكريمات والمراهم بشكلٍ متكرِّرٍ، وذلك بشكل خاص إن كان الرَّضيع كثير التعرض لهذا الطَّفح.
  • غسل الأم ليديها جيداً بعد كلِّ تغيير حفاض.

"
شارك المقالة:
487 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook