"صنفان من أهل النار لم أرهما من هم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صِنْفَان مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ. وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ. لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا).

يعتبر ذلك الحديث من معجزات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودلائل نبوته، فإن هذان الصنفان لم يكونا موجودين في عهده -عليه الصلاة والسلام- ولم يكونوا موجودين في عهد خلفائه، بينما تم ظهورهم عندما ابتعد الناس عن الدين وانتشر ظلم الحكام المستبدين، فاتخذوا الشرط والجنود والأعوان ليقهروا بهم الرعية.

صنفان من أهل النار لم أرهما من هم
لقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : "" صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : ""رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجد ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا "" رواه أحمد ومسلم في الصحيح . فكان السؤال هنا: صنفان من أهل النار لم أرهما من هم؟

يحتوي ذلك الحديث على إخبار بأن هناك صنفين من الناس لم يرهما النبي صلى الله عليه وسلم، يظهران بعد مضي زمنه صلى الله عليه وسلم ويكون مصيرهما إلى النار بسبب عصيانهم، حيث اعتبر العلماء بأن ظهورَ هذين الصنفين من أشراط الساعة الصغرى، وهما :

الصنف الأول: ""رجال معهم سياط""، والمقصود فيهم من يتولى ضرب الناس بغير حق من ظَلَمَة الشُّرَط أو من غيرهم، سواء كان ذلك بقرار من الدولة أو بغير أمر الدولة.
الصنف الثاني: ""نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة"".

كما قال النووي: "" فأما أصحاب السياط فهم غلمان والي الشرطة "".

وقال السخاوي: ""وهم الآن أعوان الظلمة ويطلق غالبا على أقبح جماعة الوالي، وربما توسع في إطلاقه على ظلمة الحكام"".

والدليل على أن ظهورهم من أشراط الساعة روايةُ الإمام أحمد وفيها "" يخرج رجال من هذه الأمة في آخر الزمان معهم أسياط كأنها أذناب البقر، يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه ""."