قصيدة حسان بن ثابت في مدح الرسول<br><br>أَغـــرّ عليه للنبوة خاتم ..... مـن الله مشهود يلوح ويشهد<br><br>وضم الإله اسم النبي إلى اسمه..... إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد<br><br>وشق لــه من اسمه ليجله........ فـذو العرش محمود وهذا محمد<br><br>نبي أتانا بعــد يأس وفترة مــن الرسل...... والأوثانُ في الأرض تعبد<br><br>فأمسى سراجاً مستنيراًوهادياً ........ يلـوح كما لاح الصقيل المهند<br><br>وأنذرنا ناراً وبشّــر جنةً ....... وعلمـــنا الإسلام فالله نحمد<br><br>وأنت إله الخلق ربي وخالقي ...... بذلك ماعـمّرت في الناس أشهد<br><br>قصيدة حسان بن ثابت في رثاء الرسول<br><br>بطيبة َ رسمٌ للرسولِ ومعهدُ ..... منيرٌ، وقد تعفو الرسومُ وتهمدُ<br><br>ولا تنمحي الآياتُ من دارِ حرمة ٍ..... بها مِنْبَرُ الهادي الذي كانَ يَصْعَدُ<br><br>ووَاضِحُ آياتٍ، وَبَاقي مَعَالِمٍ .....وربعٌ لهُ فيهِ مصلى ً ومسجدُ<br><br>بها حجراتٌ كانَ ينزلُ وسطها ..... مِنَ الله نورٌ يُسْتَضَاءُ، وَيُوقَدُ<br><br>معالمُ لم تطمسْ على العهدِ آيها ..... أتَاهَا البِلَى ، فالآيُ منها تَجَدَّدُ<br><br>عرفتُ بها رسمَ الرسولِ وعهدهُ ..... وَقَبْرَاً بِهِ وَارَاهُ في التُّرْبِ مُلْحِدُ<br><br>ظللتُ بها أبكي الرسولَ، فأسعدتْ ..... عُيون، وَمِثْلاها مِنَ الجَفْنِ تُسعدُ<br><br>تذكرُ آلاءَ الرسولِ، وما أرى ..... لهَا مُحصِياً نَفْسي، فنَفسي تبلَّدُ<br><br>مفجعة ٌ قدْ شفها فقدُ أحمدٍ ..... فظلتْ لآلاء الرسولِ تعددُ<br><br>وَمَا بَلَغَتْ منْ كلّ أمْرٍ عَشِيرَهُ ..... وَلكِنّ نَفسي بَعْضَ ما فيهِ تحمَدُ<br><br>أطالتْ وقوفاً تذرفُ العينُ جهدها ..... على طللِ القبرِ الذي فيهِ أحمدُ<br><br>فَبُورِكتَ، يا قبرَ الرّسولِ، وبورِكتْ ..... بِلاَدٌ ثَوَى فيهَا الرّشِيدُ المُسَدَّدُ<br><br>وبوركَ لحدٌ منكَ ضمنَ طيباً ..... عليهِ بناءٌ من صفيحٍ، منضدُ<br><br>تهيلُ عليهِ التربَ أيدٍ وأعينٌ .....عليهِ، وقدْ غارتْ بذلكَ أسعدُ<br><br>لقد غَيّبوا حِلْماً وعِلْماً وَرَحمة ً..... عشية َ علوهُ الثرى ، لا يوسدُ<br><br>وَرَاحُوا بحُزْنٍ ليس فيهِمْ نَبيُّهُمْ ..... وَقَدْ وَهَنَتْ منهُمْ ظهورٌ، وأعضُدُ<br><br>يبكونَ من تبكي السمواتُ يومهُ ..... ومن قدْ بكتهُ الأرضُ فالناس أكمدُ<br><br>وهلْ عدلتْ يوماً رزية ُ هالكٍ ..... رزية َ يومٍ ماتَ فيهِ محمدُ<br><br>تَقَطَّعَ فيهِ منزِلُ الوَحْيِ عَنهُمُ ..... وَقَد كان ذا نورٍ، يَغورُ ويُنْجِدُ<br><br>يَدُلُّ على الرّحمنِ مَنْ يقتَدي بِهِ ..... وَيُنْقِذُ مِنْ هَوْلِ الخَزَايَا ويُرْشِدُ<br><br>إمامٌ لهمْ يهديهمُ الحقَّ جاهداً ..... معلمُ صدقٍ، إنْ يطيعوهُ يسعدوا<br><br>عَفُوٌّ عن الزّلاّتِ، يَقبلُ عُذْرَهمْ ..... وإنْ يحسنوا، فاللهُ بالخيرِ أجودُ<br><br>وإنْ نابَ أمرٌ لم يقوموا بحمدهِ ..... فَمِنْ عِنْدِهِ تَيْسِيرُ مَا يَتَشَدّدُ<br><br>فَبَيْنَا هُمُ في نِعْمَة ِ الله بيْنَهُمْ ..... دليلٌ به نَهْجُ الطّريقَة ِ يُقْصَدُ<br><br>عزيزٌ عليْهِ أنْ يَحِيدُوا عن الهُدَى ..... حَريصٌ على أن يَستقِيموا ويَهْتَدوا<br><br>عطوفٌ عليهمْ، لا يثني جناحهُ ..... إلى كَنَفٍ يَحْنو عليهم وَيَمْهِدُ<br><br>فَبَيْنَا هُمُ في ذلكَ النّورِ، إذْ غَدَا ..... إلى نُورِهِمْ سَهْمٌ من المَوْتِ مُقصِدُ<br><br>فأصبحَ محموداً إلى اللهِ راجعاً ..... يبكيهِ جفنُ المرسلاتِ ويحمدُ<br><br>وأمستْ بِلادُ الحَرْم وَحشاً بقاعُها ..... لِغَيْبَة ِ ما كانَتْ منَ الوَحْيِ تعهدُ<br><br>قِفاراً سِوَى مَعْمورَة ِ اللَّحْدِ ضَافَها ..... فَقِيدٌ، يُبَكّيهِ بَلاطٌ وغَرْقدُ<br><br>وَمَسْجِدُهُ، فالموحِشاتُ لِفَقْدِهِ ..... خلاءٌ لهُ فيهِ مقامٌ ومقعدُ<br><br>وبالجمرة ِ الكبرى لهُ ثمّ أوحشتْ ..... دِيارٌ، وعَرْصَاتٌ، وَرَبْعٌ، وَموْلِدُ<br><br>فَبَكّي رَسولَ الله يا عَينُ عَبْرَة ً ..... ولا أعرفنكِ الدهرَ دمعكِ يجمدُ<br><br>ومالكِ لا تبكينَ ذا النعمة ِ التي ر على الناسِ منها سابغٌ يتغمدُ<br><br>فَجُودي عَلَيْهِ بالدّموعِ وأعْوِلي ..... لفقدِ الذي لا مثلهُ الدهرِيوجدُ<br><br>وَمَا فَقَدَ الماضُونَ مِثْلَ مُحَمّدٍ ..... ولا مثلهُ، حتى القيامة ِ، يفقدُ<br><br>أعفَّ وأوفى ذمة ً بعدَ ذمة ٍ ..... وأقْرَبَ مِنْهُ نائِلاً، لا يُنَكَّدُ<br><br>وأبذلَ منهُ للطريفِ وتالدٍ ..... إذا ضَنّ معطاءٌ بما كانَ يُتْلِدُ<br><br>وأكرمَ حياً في البيوتِ، إذا انتمى..... وأكرمَ جداً أبطحياً يسودُ<br><br>وأمنعَ ذرواتٍ، وأثبتَ في العلى ..... دعائمَ عزٍّ شاهقاتٍ تشيدُ<br><br>وأثْبَتَ فَرْعاً في الفُرُوعِ وَمَنْبِتاً..... وَعُوداً غَداة َ المُزْنِ، فالعُودُ أغيَدُ<br><br>رَبَاهُ وَلِيداً، فَاسْتَتَمَّ تَمامَهُ ..... على أكْرَمِ الخيرَاتِ، رَبٌّ مُمجَّدُ<br><br>تَنَاهَتْ وَصَاة ُ المُسْلِمِينَ بِكَفّهِ ..... فلا العلمُ محبوسٌ، ولا الرأيُ يفندُ<br><br>أقُولُ، ولا يُلْفَى لِقَوْلي عَائِبٌ ..... منَ الناسِ، إلا عازبُ العقلِ مبعدُ<br><br>وَلَيْسَ هَوَائي نازِعاً عَنْ ثَنائِهِ ..... لَعَلّي بِهِ في جَنّة ِ الخُلْدِ أخْلُدُ<br><br>معَ المصطفى أرجو بذاكَ جوارهُ ..... وفي نيلِ ذاك اليومِ أسعى وأجهدُ<br><br>قصيدة حسان بن ثابت في فتح مكة<br><br>عفت ذات الأصابع فالجواء.....إلى عذراء منزلها خلاء<br><br>ديار من بني الحسحاس قفر.....تعفيها الروامس والسماء<br><br>وكانت لا يزال بها أنيس.....خلال مروجها نعم وشاء<br><br>فدع هذا ولكن من لطيف.....يؤرقني إذا ذهب العشاء<br><br>لشعثاء التي قد تيمته.....فليس لقلبه منها شفاء<br><br>كأن خبيئة من بيت رأس.....يكون مزاجها عسل وماء<br><br>إذا ما الأشربات ذكرن يوما.....فهن لطيب الراح الفداء<br><br>فوليها الملامة إن ألمنا.....إذا ما كان مغث أو لحاء<br><br>ونشربها فتتركنا ملوكا.....وأسدا ما ينهنهنا اللقاء<br><br>عدمنا خيلنا إن لم تروها.....تثير النقع موعدها كداء<br><br>ينازعن الأعنة مصغيات.....على أكتافها الأسل الظماء<br><br>تظل جيادنا متمطرات.....يلطمهن بالخمر النساء<br><br>فإما تعرضوا عنا اعتمرنا.....وكان الفتح وانكشف الغطاء<br><br>وإلا فاصبروا لجلاد يوم.....يعين الله فيه من يشاء<br><br>وجبريل رسول الله فينا..... وروح القدس ليس له كفاء<br><br>وقال الله قد أرسلت عبدا.....يقول الحق إن نفع البلاء<br><br>شهدت به فقوموا صدقوه.....فقلتم لا نقوم ولا نشاء<br><br>وقال الله قد سيرت جندا.....هم الأنصار عرضتها اللقاء<br><br>لنا في كل يوم من معد.....سباب أو قتال أو هجاء<br><br>فنحكم بالقوافي من هجانا.....ونضرب حين تختلط الدماء<br><br>ألا أبلغ أبا سفيان عني.....مغلغلة فقد برح الخفاء<br><br>بأن سيوفنا تركتك عبدا.....وعبد الدار سادتها الإماء<br><br>هجوت محمدا وأجبت عنه.....وعند الله في ذاك الجزاء<br><br>أتهجوه ولست له بكفء.....فشركما لخيركما الفداء