تعرَّف الطفيليَّات المعويَّة (بالإنجليزية: Intestinal parasites) على أنَّها كائنات صغيرة الحجم تعيش على جسم كائن آخر أو داخله ولا تستطيع العيش بمفردها، وتُقسم إلى قسمين، وهي: الكائنات الأوَّلية (بالإنجليزية: Protozoa) التي يمكن أن تنقسم خلية واحدة منها داخل جسم الإنسان، والديدان (بالإنجليزية: Worms) التي لا تستطيع التكاثر في جسم الإنسان، وتُعدُّ ديدانالبطنإحدى الطفيليَّات الصغيرة التي تتَّخذ من جسم الإنسان وخاصَّة الأمعاء بيئة لها للتغذية وللتكاثر، وتسبِّب ظهور العديد من الأعراض بعضها مشابه لأعراض اضطرابات الأمعاء الأخرى في بعض الحالات، وفي حالات أخرى لا تظهر على المصاب أية أعراض، وهنا تبرز أهمية الفحص والتشخيص السريع لتجنُّب أية مضاعفات مرضيَّة.
وقد أشارت دراسة نُشرت عام 2014م في المجلة الطبِّية التابعة للقوات المسلحة الهنديَّة (بالإنجليزية: Medical Journal, Armed Forces India)، إلى أنَّ نسبة انتشار عدوى ديدان البطن في العالم تُقدَّر بنحو 49.38%، حيث تشكِّل عدوى الديدان المنقولة بالتربة (بالإنجليزية: Soil-transmitted helminth) واختصاراً STH أهم ديدان البطن المنتشرة، وتسبِّب إصابة حوالي ملياري شخص في العالم.
تسبِّب عدوى ديدان البطن ظهور عدَّة أعراض مختلفة، ومن هذه الأعراض يمكن ذكر ما يلي:
تختلف الأعراض المرافقة للإصابة بديدان البطن باختلاف نوع الديدان المسبِّبة للعدوى، ويمكن تفصيل ذلك فيما يأتي:
تسبِّب دودة الأسكارس والتي تسمَّى طبِّياً بالصفر الخراطيني (بالإنجليزية: Ascaris lumbricoides) الإصابة بعدوى داء الأسكارس (بالإنجليزية: Ascariasis)، والذي عادة لا يرافقه ظهور أية أعراض على المصاب، في حين قد تظهر بعض الأعراض، مثل:
لا تسبِّب الديدان الشريطية في أغلب الأحيان ظهور أية أعراض، ويعدُّ ظهور أجزاء من الديدان في البراز العلامة الوحيدة على الإصابة بعدوى الديدان الشريطيَّة (بالإنجليزية: Tapeworm infection)، ومن الأعراض الأخرى المحتمل ظهورها ما يأتي:
يمكن أن تسبِّب الإصابة بعدوى الديدان الشريطيَّة في بعض الحالات النادرة بعض المضاعفات الخطيرة، مثل: انسداد الأمعاء، أو انسداد القناةالصفراويَّة(بالإنجليزية: Bile duct)، أو انسداد القناة البنكرياسيَّة (بالإنجليزية: Pancreatic duct)، كما يمكن أن تسبِّب يرقات الديدان الإصابة بداء الكيسات (بالإنجليزية: Cysticerosis)؛ وذلك نتيجة انتقال هذه اليرقات من لحم الخنزير إلى جسم الإنسان، إذ إنَّها يمكن أن تنتقل من الأمعاء إلى أعضاء أخرى في الجسم، كالعينين والدماغ والكبد والقلب وتتسبَّب في تلفها، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه العدوى تعدُّ من الحالات الخطيرة المهدِّدة للحياة.
إنَّ عدوى الدودة الدبوسيَّة (بالإنجليزية: Pinworms) كغيرها من أنواع ديدان البطن لا تسبِّب ظهور أية أعراض على المصاب في أغلب الحالات، وفي بعض الأوقات تسبِّب هذه الدودة الإصابة بحكَّة شرجيَّة أوحكةمهبليَّة، مما يسبِّب عدم الراحة للمصاب وانزعاجه، وهذا بدوره يؤدِّي إلى معاناة المصاب من الأرق في بعض الحالات، إذ تضع إناث الدودة الدبوسيَّة أثناء النوم آلاف البيوض في ثنايا الجلد القريبة من منطقة الشرج، كما قد يعاني المصاب من الغثيان، بالإضافة إلى الشعور بألم متقطِّع في البطن، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الدودة الدبوسيَّة بيضاء اللون ورفيعة، إذ يتراوح طولها من 6 إلى 13 ملم تقريباً.
يسبِّب تناول اللحوم غير المطهوَّة بشكل جيِّد والتي تحتوي على الدودة الشعريَّة (بالإنجليزية: Trichinella) الإصابة بداء الشعرينات (بالإنجليزية: Trichinellosis)، إذ إنَّ العديد من المصابين لا تظهر لديهم أية أعراض، وعادة ما ترتبط شدَّة الأعراض بعدد الديدان الشعريَّة التي دخلت الجسم، وفي حالات العدوى المتوسِّطة تظهر أولى علامات الإصابة بالعدوى بعد مرور يوم إلى يومين من تعرُّض المصاب لهذه الديدان وتختفي خلال عدَّة أشهر، وترتبط هذه الأعراض بالجهاز الهضمي وتتثمل بالإسهال، والتقيؤ،والغثيان، وآلام البطن.
وبعد مرور أسبوعين على التعرُّض للعدوى تظهر أعراض أخرى ويستمر ظهورها عادة لمدَّة 8 أسابيع، ومن هذه الأعراض ما يأتي:
يظهر في الجلد المخترق من قبل الدودة الخطافيَّة (بالإنجليزية: Hookworm) طفح جلدي أحمر اللون ومثير للحكَّة في بداية العدوى، أما عند وصولها إلى الأمعاء فقد تسبِّب الشعور بآلام في الجزء العلوي من البطن، بالإضافة إلى فقدان الشهيَّة وفقدان الوزن، والإصابة بالإسهال، ومع زيادة حدَّة هذه العدوى يشعر المصاب بالتعب بسبب الإصابة بالأنيميا أو فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia)، بالإضافة إلى نقص الحديد في الجسم، كما قد يعاني المصاب منالسعال، بالإضافة إلى سماع صوت الصفير عند تنفُّسه وارتفاع درجة حرارة جسمه بسبب وصول يرقات الدودة الخطافيَّة إلى الرئتين، وبالرغم مما ذكر سابقاً إلا إنَّ أغلب المصابين لا تظهر لديهم أية أعراض.
قد تظهر بعض الأعراض على المصاب بديدان البطن تستدعي مراجعة الطبيب للحصول على العلاج المناسب، ومن هذه الأعراض ما يأتي:
"