بدأت فكرة العطور أو تحسين الرائحة منذ الأزل حيث في بداية الأمر بدأ البشر باستخدام روائح طبيعية لطيفة، حيث صنع العديد من العطور القديمة ك ((((fumum وهي كلمة لاتينية تعني استخراج الزيوت الطبيعية من النباتات عن طريق الضغط أو التبخير وذلك كان عند العرب يعتمد بشكل خاص على تاج الأزهار ولعل أقدم أنواع العطور سمي ب ((عطر الورد)) وقد كان رائجاً جداً لدى القبائل العربية، كما أنه تم الاعتماد على عدة أنواع من الأزهار أهمها ((الياسمين أو البنفسج وزهر الليمون والورد وغيرها)) وأيضاً تم الاعتماد على مصادر أخرى غير الأزهار كالخشب مثل خشب الأرز أو الصندل أو الأوراق كالنعنع والغرنوق والخزامى، أو من الجذور كالزنجبيل والسوسن، ولكن اليوم تم استخدام العطور إما من روائح طبيعية أو صناعية بغية عدة أغراض لعل أهمها تحسين رائحة الجسم والملابس والصابون والمواد المنظفة أو بغرض إخفاء أي رائحة كريهة.
وهي عبارة عن مستحضرات تصنع من مواد إما طبيعية أو اصطناعية أو مزيج من كليهما، لتشكيل مادة ذو رائحة جميلة وعبير فواح، وهنالك عدة أنواع للعطور منها الدهنية أو السائلة ومن الممكن أن يتواجد في مستحضرات التجميل المعطرة للوجه أو الفم أو الجسد ومتواجدة بشكل كبير بمختلفة الروائح والأشكال والتراكيز.
يتم تصنيف تراكيز العطور بالاعتماد على تركيز الزيوت العطرية وتقسم للتصنيفات التالية:
مع العلم أنه العطر ذو التركيز المرتفع تبقى رائحته لفترة أطول من التركيز المنخفض.
تتلخص عملية تصنيع العطور بالخطوات التالية:
يتم إحضار المكونات الأولية إلى المصنع، ويتم حصاد المواد النباتية والحيوانية وانتقاؤها يدوياً من قبل العمال ثم يبدأ إنشاء المواد الكيميائية العطرية في المختبر لاستخدامها في العطور ويتم ذلك عن طريق كيميائيين مختصين.
هنا تبدأ عملية الاستخلاص للزيوت من المواد النباتية وذلك بعدة طرق ((التقطير بالبخار، استخدام المذيبات، النقع…)).
يتم تمرير البخار من خلال المواد النباتية المحفوظة في آلة التقطير، بحيث يتحول الزيت العطري إلى غاز وبعدها يتم تمرير الغاز الناتج عبر الأنابيب لتبريده وتسييله وها بطريقة التقطير بالبخار ومن الممكن أي طريقة أخرى لاستخراج الزيوت.
الآن توضع الأزهار في خزانات أو براميل دوارة كبيرة ويسكب البنزين أو الأثير البترولي فوقها لاستخراج الزيوت الأساسية حيث تذوب أجزاء الزهرة في المذيبات وتترك ورائها مادة شمعية تحتوي على الزيت المطلوب.
توضع الخلاصة التي حصلنا عليها في الكحول ليذوب الزيت في الكحول ويرتفع، ويتعرض للحرارة لتبخير الكحول فيما بعد، حيث أنه عند تعرض الكحول للاحتراق الكامل تترك تركيزاً عالي من زيت العطر.
تنشر الأزهار على صفائح زجاجية مطلية بالشحم، وتوضع هذه الألواح بين الإطارات الخشبية في طبقات ويتم إزالة الأزهار باليد حتى تمتص الشحوم رائحتها.
يتم إذابة الشحوم والدهون في الكحول أيضاً للحصول على الزيوت الأساسية.
عصر الفاكهة يدوياً أو ميكانيكياً حتى يتم عصر الزيت بشكل كامل.
الآن تجميع هذه الزيوت التي حصلنا عليها لتصبح جاهزة للمزج والخلط مع بعضها وفقاً لصيغة يحددها الخبراء وذلك باستخدام آلات للمزج والتخليط.
مزج المكونات التي حصلنها عليها بد مزجها مع بعضها مع الكحول وتختلف تراكيز الكحول حسب تحديد خبراء.
يتم تعبئة العطور الناتجة في أواني أو علب خاصة وتغليفها وتعليبها بشكل أنيق وإرسالها لمراكز الشحن والتوزيع.
ولابد لتكاليف عديدة أخرى تشمل التراخيص المختلفة لإنشاء المعمل وشراء الأرض التي سيقام عليها المصنع وآلات تصريف أو تدوير النفايات لذا من المتوقع أنه من الواجب رصد مبلغ مالي لا يقل عن 20 مليون دولار لإنشاء المعمل بالشكل المتطور والمتقن.
((ملاحظة: الأرقام تقريبية تختلف حسب المنطقة ومساحة المعمل وغيره من العوامل))