بالتأكيد لا نتوقع حياتنا اليوم بدون الأنظمة الذكية التي تسهل علينا الحياة ، ويقوم بتطويرها العلماء كل يوم لتصبح مسخرة أكثر لراحة الأشخاص وتسهيل حياتهم ، وقد شهد تطور الأجهزة الذكية خلال العشرون عام الماضي نقلات كبيرة جعل الأشخاص يعتمدون عليها في كل شيء ، فقد بدأ الأمر باختراع أجهزة الكمبيوتر التي كانت توضع في غرف تحت حراسات شديدة بسبب ضخامة حجمها الكبير ، وكونها أجهزة معقدة للغاية لا يستطيع أي شخص غير متخصص التعامل معها ، وأخذ الأمر يتطور أكثر فاكثر حتى أصبحت الأجهزة الذكية موجودة في كل منزل وكذلك بعضها لا يتعدى حجمه كف الأيدي .
واليوم لا نعمد اليوم على الهواتف المحمولة على سبيل المثال في إجراء المكالمات للتواصل مع الأخرين فقط ، بل أصبحنا ندير جميع أعمالنا من خلاله عن طريقالبريد الإلكتروني، وتسجيل المواعيد اليومية وأيضاً استخدام الحاسبة في العمليات الحسابية الكبيرة والبسيطة أيضاً ، ولكن هناك أكثر من دراسة علمية أثبتت أن الاعتماد على الأجهزة الذكية تقلل من نسبة ذكاء الأفراد المستخدمين الذين يعتمدون عليه بشكل كامل .
لماذا يقل ذكانا بسبب استخدام الأجهزة الذكية ؟
بدأ العالم في الشعور بالكارثة التي تنتج عن اعتمادنا الكامل على الأجهزة الذكية ، وقد قام طبيب نفسي أمريكي الحائز علىجائزة نوبلللعلم ( دانيال كانيمان) وهو واحد من المهتمين بدراسة التفكير البشري ، بنشر دراسة تشرح تأثير التكنولوجيا واستخدام الأجهزة الذكية بشكل مستمر على عقل الإنسان وقدراته الإدراكية ، وقد قسم الأشخاص إلى نوعين من حيث طريقة التفكير والإدراك .
النوع الأول هم المفكرين البديهيين
وعرفهم الطبيب بأنهم الأشخاص الذين يعتمدون على حدسهم وتفكيرهم وإدراكهم لاتخاذ القرارات ، وأوضح أن هؤلاء الأشخاص عندما توجه لهم أي سؤال يخص عام محدد أو حدث شهير، فانهم لن يستغرقوا لحظات قليلة في محولة التذكر والاعتماد على أنفسهم ، وسرعاً ما يقومون بالبحث عن الإجابة عن طريق الإنترنت ، أو إذا كانت المعلومة موجودة على هواتفهم الذكية .
النوع الثاني هم المفكرين التحليليين
وهم الأشخاص الذين يعتمدون بشكل كبير في حل مشكلاتهم على التفكير الأكثر منطقية ، وهو أن يقوم الشخص بدراسة جميع الخيارات المتاحة أمامهم قبل أن يتخذون القرار النهائي لحل المشكلة ، وغذا قمنا بطرح نفس المثال على هؤلاء الأشخاص وهو السؤال عن تاريخ بعينه أو ما شابه ذلك ، فإنه سيحاول بشتى الطرق بأن يعتمدوا علىالذاكرةوالمواقف التي ترتبط بهذا الحدث ، وعندما تفشل كل الطرق الممكنة في تذكر الأمر يلجأ في النهاية إلى استخدام الهواتف أو الإنترنت.
وقد أوضح الطبيب دانيال تأثير الهواتف الذكية على تلك الطريقتين المختلفتين من خلال إجراء بحث شارك فيه 600 متطوع ، وعرض عليهم الباحث مجموعة من المشاكل وسمحوا لهم باستخدام الأجهزة الذكية إذا أرادو ذلك ، وقد أكدت أن الأشخاص التحللين يقوم باستخدام هواتفهم بشكل أقل من أصحاب التفكير البديهي ، مما يجعلهم أكثر ذكاء من غيرهم كما أن استخدام الهواتف الذكية تجعل أصحاب التفكير البديهي تصاب عقولهم بحالة من الكسل ، وتقل نسبة ذكاءهم بشكل تدريجي مما يؤثر على طول عمرهم أيضاً .
العربية
