حوار قصير جدا بين شخصين

الكاتب: رامي -
حوار قصير جدا بين شخصين
حوار بين أختين عن العمل

-إيرينا: قولي لي، لماذا أحس اليوم -على غير العادة- بسعادة حقيقيّة عارمة، تجتاحني وتملأ روحي التي تودّ لو أنّها تطير مع الريح إلى كلّ مكان؟ فمذ استيقظت هذا الصباح واستنشقتُ هواء الفجر، شعرتُ أنّ بإمكاني الوصول إلى جوهر الأشياء، وأنّي أدرك ما سأصنعه، والآن أصبحتُ أفهم جيّدًا أنّ على كلّ إنسان يعيش على هذه البسيطة أن يعمل ويكسب خبزه من عرق جبينه، وهنا تكمن السعادة في الحياة، والغاية منها.

-أولغا (ضاحكة): لقد علّمنا أبونا قبل وفاته أن نستيقظ تمام الساعة السابعة صباحًا، والآن تستيقظين يا إيرينا في هذا الوقت وتُمضين ساعتين في سريرك تفكرين بشتّى الأمور، لكن تفكيرك صائب يا أختي، ولقد كبُرتِ الآن وأصبحتِ تفكرّين بشكل جاد وناضج!.

-إيرينا: أتعلمين يا أولغا؟ إنّ هذه الحياة أحيانًا يكون جمالها فقط كالمظهر الخارجي، لكنّها بائسة من دون عمل، فالعمل يمنحها القيمة والمعنى الذي نعيش من أجله، وفي هذا اليوم -وهو يوم ميلادي العشرين- أشعر أنّ علي فعل شيء مهم في سنتي الجديدة من عمري.

-أولغا: نعم يا إيرينا، أنا وفي يومك المميز هذا أقول لك كل عام وأنتِ بخير، يا ملاكي الصغير، وأعدكِ أن نبحث عن عمل مفيد لنا، يمنحنا القيمة التي تبحثين عنها، والآن لنذهب لصنع الفطور، وبعدها نخرج لإيجاد ما نبحث عليه.

بتصرُّف من مسرحيّة: الشقيقات الثلاث لأنطون تشيخوف.
حوار بين طالب ومعلّم

-الطالب: من علّمك يا معلّمي كلّ ما تعلّمته في حياتك؟

-المعلّم: لقد كان لي مئاتُ المعلّمين ممّن آخذ العلم منهم، لذا لا أستطيع ذكرهم فقد يستغرق الأمر منّي وقتًا طويلًا وقد أنسى بعضهم!.

-الطالب: ولكن، ألم يكن يا معلّمي لبعضهم تأثير أكبر وأعمق عليك؟!

-المعلّم: نعم، في الحقيقة هناك معلّمان أود التحدّث عنهما.

-الطالب: ومن هما؟

-المعلّم: الأول كان كلبًا!، نعم، فقد كنتُ ذات يوم بعيدًا عن منزلي، وكان يغلبني الظمأ الشديد فتوجهتُ إلى النهر، ووجدتُ على مقربة منه ذاك الكلب الذي غلبه الظمأ مثلي، فتفاجأ من صورته في الماء وكان خائفًا جدًا منها فابتعد، لكنّه تغلّب على مخاوفه التي كانت غير حقيقيّة، وواجه صورته لينقذ نفسه من الموت عطشًا!.

-الطالب: إنّه درس جدّ عظيم!، ومن المعلّم الثاني؟

-المعلّم: الثاني كان ولدًا رأيته مرّة يسير باتجاه المسجد، وكان في يده شمعة مُشعلة، فأقلقني لعبه بالنار وقلتُ له كيف أشعلت هذه الشمعة؟ فنفخ عليها ليطفئها وقال لي: والآن كيف أُطفئت؟ فشعرتُ بسذاجة سؤالي ونصحته بعدم اللعب بالنار، لكني بعدها فكرتُ وأدركتُ أنّ الإنسان كتلك الشمعة، قد يضيء قلبه فجأة ويملؤه النور والصفاء من دون سبب! فقط لأنّه يكون مُحبًّا للخير.

بتصرُّف من رواية: الخيميائي لباولو كويلو.
شارك المقالة:
116 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook