ثلاثي الغليسريد والكوليسترول بوصفهما عاملي خطر قلبي وعائي

الكاتب: رامي -
ثلاثي الغليسريد والكوليسترول بوصفهما عاملي خطر قلبي وعائي
"

ثلاثي الغليسريد والكوليسترول بوصفهما عاملي خطر قلبي وعائي.

ثلاثي الغليسريد في المصل بوصفه عامل خطر قلبي وعائي:

ليس هناك علاقة مؤكدة لتأثير فرط ثلاثي الغليسريد وحده في الدم في تشكل اللويحة العصيدية في جدار الشريان؛ ولكن لابد من تأثير سيئ لفرط ثلاثي الغليسريد مع عوامل خطر أخرى مثل فرط الكوليسترول أو فرط البروتين الشحمي الخفيض الكثافة، أو الداء السكري أو فرط الضغط الشرياني، أو نقص البروتين الشحمي المرتفع الكثافة أو مقاومة الأنسولين أو غير ذلك. ومن الملاحظ أن لفرط ثلاثي الغليسريد أمكنة شريانية مختارة لتشكل العصيدة هي الشريان السباتي.

يُعامل فرط ثلاثي الغليسريد بتطبيق ترشيد نمط الحياة العلاجي أولاً؛ ومن ثم قد يُلجأ إلى العقاقير الخافضة للشحوم أيضاً للوصول إلى سويات أقل من 150 ملغ/دسل.

الهدف من خفض سويات الكوليسترول الكلّي والكوليسترول منخفض الكثافة في المصل:

إن الهدف الأول هو الوقاية من التصلب العصيدي وإبطاء تطوره، وبالتالي تأخير مضاعفاته ما أمكن؛ والتي منها حوادث نوب القلب والسكتات الدماغية.

تتألف اللويحة العصيدية من لُبٍّ شحمي وغطاء من البطانة. يكتنز اللب بالكوليسترول المُؤسَتر من جسيمات البروتين الشحمي المنخفض الكثافة مع خلايا بالعة تلتقمه وتُتْخم به فتسمى خلايا الرغوة. أما الغطاء فهو صف من خلايا البطانة الوعائية المتأذية، وشيئاً فشيئاً يتليف الغطاء ويرق ثخنه.

تُفرز الحفَّازات الخلوية (السيتوكينات) - وهي مجموعة عوامل كيمياوية فعالة وعائياً وخلوياً - من البالعات وخلايا البطانة وأرومات الليف واللمفاويات وغيرها، وتسبب تفاقم الآفة؛ إذ تتكاثر الألياف العضلية الملساء في القميص العضلي للشريان وتهاجر إلى ما تحت البطانة الوعائية التي يزداد تخرُّبها مع حدوث تقبض الأوعية، كما تحدث دارات معيبة متعددة أخرى في الموقع. ومن هنا تصنف أحداث العصيدة على أنها ظاهرة التهابية. وكلما ازداد ترسب الكوليسترول وكثرت خلايا الرغوة وازداد فرط التنسج بازدياد الخلايا تحت البطانة الوعائية ضعُف الغطاء وأصبح أكثر هشاشةً، وكبُرت اللويحة وبرزت ضمن اللمعة، وازداد انتباج الجدار ونقصت مرونته أكثر فأكثر (التصلب)، وتضيَّقت اللمعة وضعف جريانُ الدم؛ وبالتالي بدء ظهور أعراض نقص التروية ونقص أكسجة النسج والخلايا وعلاماتهما التي تلي التضيق. وهذا التطور هو الأبطأ عادة والأقل احتمالاً (15% من الحالات تقريباً)، ولكن هناك تطورات أكثر شيوعاً. قد يتسحج محيط اللويحة فتتجمع الصفيحات في الموضع وتلتصق لتطلق آلياتِ التخثر رويداً رويداً، وتُشكِّل الجلطة الدموية التي قد تصل إلى درجة تُضيِّق فيها اللمعة أكثر فأكثر وقد تسدها أيضاً.

والتطور المفاجئ الأخطر هو أن يضعف المحيط فتنبثق اللويحة فجأة، وتتجمع الصفيحات مكانها وتطلق آليات تشكل الخثرة الدموية فتسد اللمعة فجأة مسببةً الانسداد التام للشريان والاحتشاء (التَموُّت) لما يليها من نسج. وقد تنطلق صِمّة مجتزأة منها في مجرى الدم فتسبب الانسداد في موضع آخر. وقد يضعف محيط العصيدة والجدار الشرياني فيحدث نزف ضمنه. وقد تتشكل أمُّ دمٍ خطرة ضمن جدار الشريان فتُضْعِفه وتنقص الوظيفة، وقد يتمزق الجدار بها فتسبب الموت المفاجئ.

تبين أن نقصان سويات كوليسترول البروتين الشحمي المنخفض الكثافة وزيادة كوليسترول البروتين الشحمي المرتفع الكثافة بأي وسيلة ممكنة يعاكس الأحداث المرضية السابقة للعصيدة على نحو ملموس، ويقدم منافعَ متعددة لمرضى الداء القلبي الوعائي على عدة مستويات، وهي تتضمن ما يلي:

أ- إنقاص تشكل لويحات الكوليسترول الجديدة في جدران الشرايين أو إيقافها.

ب- إنقاص كمية الكوليسترول ضمن اللويحات المتشكلة في جدران الشرايين.

ج - توسيع تضيقات لمعة الشرايين بإنقاص حجم اللويحات في الجدران.

د- الوقاية من حدوث «انبثاق لويحة الكوليسترول» بدعم استقرارها وثباتها (دعم محيطها).

هـ- إنقاص معدل حدوث النوب القلبية.

و- إنقاص معدل حدوث السكتات الدماغية.

إن المعايير ذاتها التي تؤخر حدوث التصلب العصيدي في الشرايين الإكليلية تنطبق على الشرايين السباتية والدماغية وتفيد فيها.

"
شارك المقالة:
142 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook