ثقب القلب

الكاتب: رامي -
ثقب القلب
"

ثقب القلب.

يقعالقلبفي جسم الإنسان خلف عظمة القص ويميل إلى اليسار قليلاً منها، ويوازي حجم عضلة القلب قبضة يد الإنسان تقريباً، وتقوم مهمته على ضخ الدم عبر الأوعية الدموية والشرايين إلى أنحاءالجسمالمختلفة، وتتكون هذه العضلة من أربع حجرات؛ الأذينين الأيمن والأيسر، والبُطينين الأيمن والأيسر، أمّا عن مسار ضخ الدّم فإنّه يكون من الأوردة إلى الأذين الأيمن ومن ثم البطين الأيمن ليصل بعدها إلى الرئتين التي تُحمّله بالأكسجين، بعد ذلك ينتقل الدم المؤكسج منالرئتينإلى الأذين الأيسر ومن ثم البطين الأيسر لينتقل بعدها إلى أنحاء الجسم المختلفة.

ثقب القلب وأنواعه

يُعتبر ثقب القلب أحدالعيوب الخلقيةالتي تُولد مع الطفل، وتكمن خطورته في أنّه يؤثر في مسار تدفق الدم عبر القلب، ويتمثل ثقب القلب بنوعين رئيسيين، وفيما يلي بيان لكل منهما.

عيب الحاجز الأذيني

يُعرف عيب الحاجز الأذيني (بالإنجليزية: Atrial septal defect) على أنّه وجودثقبفي الحاجز الذي يفصل بين الأذينين، اللذين يُمثّلان الحجرات العلوية من القلب، ويترتب على وجود هذا الثقب تدفق بعض الدم المؤكسج من الأذين الأيسر إلى الأذين الأيمن عبر الثقب الموجودة في الحاجز، ممّا يؤدي إلى امتزاجه معالدمالفقير بالأكسجين المتوجه نحو الرئتين، وبالتالي زيادة كمية الدم الكلي التي تتدفق نحو الرئتين ويُصاحب ذلك ظهور صوت يُعرف بالنفخة القلبية (بالانجليزية:Heart murmur)، ويُعتبر هذا الصوت مؤشراً يستدل الطبيب من خلاله على الإصابة بأحد عيوب القلب.


تعتمد الأعراض التي تظهر على المُصاب في هذه الحالة على حجم الثقب وموقعه، ويجدر التنبيه إلى أنّ العديد من الأطفال المُصابين بهذه الحالة يبدون طبيعيين؛ حيث إنّه بإمكانهمالنموواكتساب الوزن بشكل طبيعي، وتظهر مجموعة من العلامات والأعراض على الأطفال الذين تكون إصابتهم بهذه الحالة شديدة، ونذكر منها ما يلي:

  • ضعف الشهية.
  • ضعف النمو.
  • الشعور بالتّعب الشديد.
  • ضيق التنفس.
  • الإصابةبالالتهابات الرئويةإضافة إلى أنواع أخرى من مشاكل وعدوى الرئتين.

عيب الحاجز البطيني

يُعرف عيب الحاجز البطيني (بالإنجليزية: Ventricular septal defect) على أنّه وجود ثقب في الحاجز الذي يفصل بين البُطينين، اللذين يُمثّلان الحجرات السُفلية المسؤولة ع ضخ الدم في القلب، وتحدث هذه الحالة أثناءالحملنتيجة عدم تطور الجدار الفاصل بين البطينين بشكل كامل، ويترتب على الإصابة بهذا الثقب تدفق الدم من البطين الأيسر إلى البطين الأيمن، ومن ثم إلى الرئتين، وذلك عبر الثقب الموجود في هذا الحاجز، وبالتالي فإنّ كمية إضافية من الدم تُضخ إلى الرئتين وهذا ما يُجبر القلب والرئتين على بذل جهدٍ إضافي، وفي الحالات التي لا يتم فيها إصلاح هذا الثقب بالشكل المطلوب قد يتعرض الشخص للإصابة بالعديد من المضاعفات، ومنهافشل القلب(بالإنجليزية: Heart failure)، أو فرط ضغط الدم الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary Hypertension)، أو عدم انتظام ضربات القلب (بالإنجليزية: Arrhythmia)، أوالسكتة الدماغية.


تُشخص هذه الحالة بعد ولادة الطفل في الغالب، وتظهر الأعراض تبعاً لحجم الثقب الموجود في الحاجز، ويُمكّنتخطيط صدى القلب(بالإنجليزية: Echocardiography) من الكشف عن العيوب الموجودة في بنية القلب، وفي الحقيقة في حال كان حجم الثقب صغيراً فإنّه سيُغلق في الغالب من تلقاء نفسه دون ظهور أي علامات تدل على الإصابة، أمّا إذا كان حجم الثقب كبيراً فقد تظهر مجموعة من العلامات والأعراض على المصاب، نذكر منها ما يلي:

  • ضيق التنفس.
  • التنفس السريع.
  • التعرق الزائد.
  • الشعور بالتّعب أثناء الرضاعة.
  • صعوبة اكتساب الطفلللوزن.

علاج ثقب القلب

يعتمد علاج ثقب القلب على العديد من العوامل، ومنها نوع الثقب، وموقعه، وحجمه، وعمر الطفل وحجمه، بالإضافة لصحته العامة، وفيما يلي بيان لأبرز الطرق العلاجية المُتّبعة بناءً على نوع الثقب:

  • عيب الحاجز الأذيني:ويُمكّن إجمال أهم العلاجات فيما يلي:
    • إجراء القسطرة، تُعتبر القسطرة الوسيلة الأكثر شيوعاً وسهولة لإغلاق ثقب الحاجز الأذيني، ويبلغ معدل نجاح هذه العملية في إغلاق الثقب أكثر من 90%، أمّا عن آلية إجراء القسطرة فإنّها تتم بإعطاءالطفلأنواعاً معينة من الأدوية التي تعمل على تنويم الطفل وإفقاده الشعور بالألم في هذه الأثناء، ومن ثم يقوم الطبيب بإدخال القسطر عبر وريد في منطقة المغبن (بالإنجليزية: Groin)، بعد ذلك يتم تمرير القسطر إلى الجدار الذي يحتوي على الثقب، ليُوصل بعدها جهاز معين يكون مسؤولاً عن سد الثقب الموجود في الحاجز ما بين الأذنين.
    • عملية القلب المفتوح، تُجرى جراحةالقلب المفتوح(بالإنجليزية: Open-heart surgery) بعد إعطاء الطفل الأدوية التي تعمل على تنويمه، وإفقاده الشعور بالألم أثناء الخضوع لعملية إغلاق الثقب، وتتطلب هذه الجراحة بقاء الطفل في المستشفى لفترة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أيام في المتوسط، وقد يترتب على إجراء هذه الجراحة حدوث بعض المضاعفات مثلالنزيف، أو العدوى، أو التهاب التامور (بالإنجليزية: Pericarditis).
  • عيب الحاجز البطيني:ويُمكّن إجمال أهم العلاجات المتبعة فيما يلي:
    • التغذية الإضافية، يؤثر وجود عيب الحاجز الأذيني في نمو وتطور العديد من الأطفال، خاصة الذين يُعانون من كبر حجم الثقب في الحاجز البطيني، أو أولئك الذين تكونولادتهم مُبكّرة، أو الذين يشعرون بالتّعب الشديد عند الرضاعة الطبيعية، وفي هذه الحالة يتم إعطاء الأطفال تغذية إضافية أو خاصة بحيث تكون هذه التغذية مرتفعة السعرات الحرارية أو مكملة لحليب الثدي، وقد يتطلب الأمر إعطاء هذه التغذية عبر أنبوب صغير يتم إدخاله عبر الفم وصولاً إلىالمعدة.
    • إجراء القسطرة، يُلجأ إلى هذا الخيار في الحالات التي تكون فيها الجراحة غير مُجدية أو غير ممكنة.
    • عملية القلب المفتوح، تُجرى الجراحة في العديد من الحالات، ومنها الحالات التي يكون فيها ثقب الحاجز البطيني كبيراً ويتسبّب بظهور الأعراض على الطفل، أو في حال أثّر هذا الثقب في الصمام الأبهري (بالإنجليزية: Aortic valve)، أو في الحالات التي لم يُغلق فيها الثقب من تلقاء نفسه خلال سنة واحدة، وقد يتطلب الأمر إجراء الجراحة في وقت مبكر خاصة في الحالات التي لا يكتسب فيها الطفل الوزن، أو في الحالات التي يُعاني فيها الطفل من قصور في القلب يتطلب استخدام الأدوية للسيطرة على أعراضه.

"
شارك المقالة:
143 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook