إن التغذية السليمة ضرورية لنمو الأطفال، كما أنها ضرورية ليقوم الجسم بوظائفه الحيوية المختلفة. فالطعام يوفر الطاقة و الدفء كما أنه يساعد الجسم في مقاومة الأمراض و صيانة و ترميم ما يتلف من خلايا الجسم و أنسجته المختلفة.
لقد أصبح تعويد الأطفال على تناول الطعام المفيد، و اتباع نظام غذائي صحي، واحداً من أكبر التحديات التي تواجه الوالدين في زماننا هذا؛ حيث تتفنن صناعة الإعلام في اجتذاب الأطفال و الكبار على سواء؛ مما يدعوهم إلى الإقبال &ndash دون تمحيص &ndash على الوجبات غير الصحية، مثل: الوجبات السريعة، و اللحوم المصنعة، و الحلوى، و العصائر المعلبة، و المياه الغازية و رقائق البطاطس، و المقرمشات ـ ـ ـ ـ ـ إلخ، و من الأساليب الإعلامية في ذلك: استخدام الأطفال، و الرسوم المتحركة، و الأبطال و المشاهير في الإعلانات بل و يعطون الأطفال &ndash فضلاً عن هذا &ndash بعض اللعب المحببة لديهم كهدايا مجانية مع هذه الوجبات.
و إذا سألت الأطفال ما هي الأغذية النافعة و ما هي الأغذية الضارة ؟ فسوف يجيب أحدهم بقوله: " الأغذية الضارة هي الأغذية التي أحب أن أكلها، أما الأغذية النافعة فتلك التي لا أحبها و تريدني أمي أن أكلها !!" و يضاف إلى ذلك شعور كثير من الآباء أن الوجبات السريعة هي الأنسب لروح العصر، و الأيسر على ربات البيوت؛ إذا إنها لا تحتاج أكثر من اتصال هاتفي أو تسخين &ndash في أضيق الحدود &ndash فإذا أضفنا لذلك نكهتها الرائعة و طعمها اللذيذ و مذاقها المحبب لدى الأطفال، تبين لنا كيف أصبحت حياتنا و حياة فلذات أكبادنا في خطر و أوشكت الأطعمة الصحية أن تتواري من حياتنا في زحمة هذه السموم الدسمة.
و قد بينت دراسات علمية أن السيدات اللاتي يكثرن من تناول الأغذية الدسمة و الغنية بالدهون، مثل: الوجبات السريعة أثناء الحمل يعرضن أطفالهم للإصابة بمشكلات قلبية و وعائية في حياتهم لاحقاً، و يرى الباحثون أن الأجيال الجديدة تصاب بالأمراض الشائعة حالياً في المجتمعات الغربية: كارتفاع شحوم الدم، و السكري، و ارتفاع ضغط الدم حتى و إن التزم الأطفال بغذاء صحي، و تكون الإناث أكثر تأثراً من الذكور بالدهون العالية الموجودة في غذاء الأم.
"