الجميع متفقون على أن التسويق، بالنسبة لأي شركة من الشركات، نشاط مهم وحيوي، ولا بد به؛ لكن، وعلى الرغم من ذلك، فإن أغلب العاملين في هذا المجال لا يعلمون كيف يتم تقييم التسويق الناجح ؛ لا يكفي، إذًا، أن نقوم بالتسويق وأنشطته وأدواته المختلفة، وإنما يجب أن ننجح في هذه المهام التسويقية.

إن نجاح الشركات مرهون بنجاح التسويق؛ فمن خلال تقييم التسويق الناجح سنتمكن أولًا من معرفة هل تسير خططنا واستراتيجياتنا التسويقية في المسار الصحيح، ثم، نتمكن، في مرحلة تالية، من تحقيق المكاسب الجمة من خلال هذا التسويق الناجح.

وبطبيعة الحال، هذه المكاسب كثيرة ومتعددة، ليس أقلها بناء سمعة الشركة في السوق، تعزيز ولاء العملاء الحاليين للشركة ومنتجاتها المختلفة، وأخيرًا جذب عملاء جدد للشركة باستمرار؛ فالتسويق الناجح هو أحد أبرز الأدوات التي تقي الشركة من تآكل العملاء، وبالتالي يضمن بقاءها في السوق، واستمرار تدفق الربح إليها.

طرق قياس التسويق الناجح

طالما اتفقنا أن تقييم التسويق الناجح خطوة ضرورية وحاسمة، يتوقف عليها نجاح الشركة بشكل عام، فلا بد أن نعرف كيف نقيّم استراتيجياتنا وخططنا التسويقية، وهو الأمر الذي يمكن فعله عبر الخطوات التالية:

التخطيط للحملة التسويقية وتتبعها

كيف تُقيّم خطتك التسويقية إذا لم يكن لديك خطة من الأساس؟! من المنطقي، إذًا، أن تخطط للحملة التسويقية التي تريد إطلاقها، وأن تفكر بشكل مسبق في كل الخطوات التي ستنفذها فيما بعد؛ حتى تتمكن من السير وفق أسس مدروسة وواضحة ومحددة.

أول شيء، إذًا، على صعيد قياس الفعالية التسويقية لأدواتك واستراتيجياتك المختلفة هو أن تخطط، بشكل مسبق، لكل ما ستفعله في حملتك التسويقية التي قررت إطلاقها. ومن نافل القول، إن الشركة الواحدة قد تطلق عدة حملات تسويقية في وقت واحد وبشكل متوازٍ، لكن كل حملة تسويقية تسعى إلى التوصل إلى أهداف معينة، تختلف عن أهداف كل الحملات الأخرى.

تحديد القنوات التي تريد استخدامها

في الواقع يمكنك الوصول إلى أهدافك التسويقية بالكثير من الأدوات، لكن الحنكة التسويقية تظهر في اختيار الأداة المناسبة التي تمكنك من الوصول إلى العملاء المستهدفين، لكن هذا يتطلب تقسيم السوق إلى فئات وشرائح مختلفة، ثم أن تستهدف واحدة من هذه الشرائح، وفي النهاية، وبعد دراسة مستفيضة لهذه الفئة التي قررت استهدافها، استخدام الأداة التسويقية المناسبة التي تمكنك من التأثير في هذه الفئة، ودفعها إلى التعامل معك والإقبال على منتجك.

العائد على الاستثمار

الخطوتان السابقتان تأسيستان، أي أنه لا بد منهما، وهنا في هذه الخطوة الحالية، وهي قياس العائد على الاستثمار؛ إذ إنه من المعروف أن الحملات التسويقية تستلزم نفقات كبيرة، ولكي نتأكد من أن جهودنا التسويقية ناجحة علينا أن نقارن بين نفقات كل حملة تسويقية على حدة وبين المبيعات المتحققة من خلال كل حملة بشكل منفرد، عندئذ يمكننا تحديد هل استراتيجيتنا التسويقية ناجحة أم لا.

مراجعة أرقام المبيعات

هذه هي أسهل وأيسر طريقة من طرق تقييم التسويق الناجح؛ إذ يمكنك، عبر مقارنة أرقام مبيعاتك في الفترة الحالية بالفترة المماثلة لها من العام الماضي، من معرفة هل تعمل خطتك التسويقية بشكل صحيح أم لا، سوى أنه من الواجب عليك الأخذ في الاعتبار العديد من العوامل مثل ارتفاع الأسعار أو التوسع التجاري.. إلخ.

استجابة العملاء وردود أفعالهم

هذا هو أهم وأفضل المعايير لقياس مدى كفاءتك خطتك التسويقية؛ بمعنى أن استجابة عملائك المستهدفين وردود أفعالهم هي المؤشر الحقيقي لمدى نجاحك أو فشلك، ومن ثم عليك أن تراقب ذلك عن كثب؛ كي تتمكن من تعديل مسارك بشكل عاجل وسريع في حال حدوث أخطاء أو زلات.

التوسع التسويقي

إذا كان منتجك آخذ في الوصول إلى عملاء جدد، وفتح أسواق جديدة، فمن المؤكد أن تسير في الاتجاه الصحيح؛ إذ يعني ذلك أنك نجحت في التأثير في العملاء الحاليين المستهدفين، وفي التوصل إلى عملاء جدد، والانتصار على المنافسين، وهو الأمر الذي يعني أنك تحقق نجاحًا تسويقيًا يُرفع له الرأس.

استجابة المنافسين

ليست استجابة العملاء وحدها هي المهمة أو التي يمكن اعتبارها مؤشرًا على نجاح خطتك التسويقية، وإنما سلوك منافسيك كذلك؛ إذ إن محاولتهم تقليدك واقتفاء أثرك يعني أن خطتك فاعلة ومؤثرة، والعكس صحيح كذلك.

وبعد، فهذه بعض طرق تقييم التسويق الناجح والتي يمكن اعتبارها علامات أو مؤشرات على نجاح الجهود التسويقية لشركة من الشركات، وبالتالي يجب النظر إليها بعناية وأخذها بعين الاعتبار؛ حتى نضمن للشركة النجاح والازدهار.