تعلم كيف تتعامل مع الطوارئ؟

الكاتب: وسام ونوس -
تعلم كيف تتعامل مع الطوارئ؟

 

 

تعلم كيف تتعامل مع الطوارئ؟

 

ليس كافيًا أن تتوقع الأحداث غير المتوقعة، وإنما المهم أن تحسن التعامل معها، تلك المهارة التي يحسنها تمامًا المخطط المحارب، وهو ذاك المخطط الذي يؤمن بأن دوره في الشركة يشبه بالضبط دور الجنرال في المعركة؛ فكلاهما على جبهة واحدة، وإن اختلفت الظروف والشروط وحتى الأسلحة.

ينتهي أغلب رواد الأعمال إلى نهاية غير تلك التي توقعوا أن يصلوا إليها أو حتى التي خططوا أن يصلوا إليها، هذا أمر بديهي ومعروف في ريادة الأعمال، لكن هذا يعني، ضمنًا، أنه من الواجب على هؤلاء القوم أن يستعدوا، بشكل دائم، لمواجهة الأحداث والمستجدات والظروف الطارئة، ومن ثم فإن المخطط المحارب هو أول من تتعلق به الأنظار عند كل نازلة غير متوقعة.

التخطيط الصلب وفشل الشركات

ومن نافل القول إن المرونة واحدة من بين المهارات الأساسية التي من المحتم توافرها لدى كل رائد أعمال يريد النجاح، ومن ثم فإن التقيد الحرفي بخطة العمل الأولية لا يعدو كونه محض غباء؛ ليس لأن هذه الخطة لن تعود مناسبة للظروف والمستجدات عما قريب، وإنما قد تؤدي إلى الكثير من الخسائر والكوارث حال المضي قُدمًا في تطبيقها.

ومما هو معروف بذاته أن الإصرار على التمسك بهذه الخطط الأولية _وهو ذاك النوع من التخطيط الذي نعتناه بقولنا «التخطيط الصلب»_ واحد من أبرز أسباب فشل الشركات؛ فإذا كان كل شيء آخذ في التبدل والتغير، وإذا كان الكون برمته في صيرورة أبدية، فمن غير المنطقي أن تكون خطط أعمالنا صلبة ومتحجرة.

بل إننا قد لا نعدو الصواب إن قلنا إن المرونة _سواءً في التخطيط أو حتى في الحياة الشخصية_ هي المهارة الأبرز التي تمكننا من العيش في عصر التحولات الكبرى. وعلاوة على ذلك، فإن الشركات لا تعمل في الفراغ ولا بمعزل عن العالم، وبالتالي من المنطقي بل البديهي كذلك أنها تتأثر بمستجدات السوق وتطوراته، وتؤثر فيها في الوقت ذاته.

وعن الإدارة التكيفية التي تحتم تطوير خطط الأعمال يقول David Kord Murray في كتابه Plan B:

“الإدارة التكيفية هي عملية إجراء تعديلات في الوقت الفعلي على الخطة الأصلية؛ بحيث تبقى وتزدهر كما تتطلب بيئة الأعمال”.

المشاكل هي الأساس

لا يترك المخطط المحارب نفسه فريسة لطموحات وأحلام يقظة وردية، وإنما هو يفكر بطريقة معكوسة، بمعنى أنه يتصور أن طريقه محفوف بالمخاطر والمشاكل، ومن ثم يستحدث الحلول والسيناريوهات البديلة طوال الوقت، ليس هذا فقط، وإنما يختبر جدواها بشكل دائم ومطرد كذلك.

لن نتفاجأ إذا علمنا بأن هذه الطريقة هي طريقة أيزنهاور المتبعة في حروبه وصولاته المختلفة، ولا غرابة في استخدامنا إياها فقد قلنا إن المخطط المحارب هو امتداد للجنرال العسكري، وأن ساحة الشركة كساحة الوغى سواءً بسواء.

يقول David Kord Murray في كتابه سالف الذكر:

“إن الاستراتيجية الكبرى في العمل، كما في الحرب، تقوم على مواءمة مواردنا وتكتيكاتنا؛ بحيث تعمل في انسجام لحل المشاكل التي حددناها”.

لكن لكل مشكلة حل

إذا كانت المشاكل هي الأساس فإن هذه التحديات والعراقيل لا تخيف المخططون المحاربون ولا تثبط عزيمتهم، وإنما، على العكس من ذلك، تلهب قدراتهم وحماسهم لإيجاد الحلول المناسبة لكل واحدة من هذه المشكلات.

وعلى ذلك، يمكن القول إن طريقة تفكير هؤلاء المخططين عملية حتى النخاع، وواقعية تمامَا، لا تضخم من المشكلات والتحديات ولا تقلل من خطورتها، وفي نفس الوقت لا تعطيها الفرصة لكي تؤثر فيهم سلبًا، وإنما تقودهم إلى إيجاد الحلول المناسبة لها.

التفكير المتزامن

هذه الاستراتيجية هي درة التاج في فن التخطيط كحرب، وهي تلك التي تعني أنه من المهم التفكير في المشكلات والحلول في ذات الوقت، وأن يكون كلا الأمرين متزامنًا، صحيح أنها مهارة عسرة بعض الشيء، ولا يمكن إتقانها والتمكن منها إلا بعض اجتياز الكثير من مراحل وعقبات التفكير الاستراتيجي؛ فهي درة التاج كما مرّ سالفًا، لكنها ممكنة على أي حال.

 

شارك المقالة:
217 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook