تعلم كيف تأتى بأفكار جديدة ؟

الكاتب: وسام ونوس -
تعلم كيف تأتى بأفكار جديدة ؟

 

 

تعلم كيف تأتى بأفكار جديدة ؟

 

ان كنت تفكر جديا في تأسيس مشروعك ولم تجد الفكرة المناسبة بعد؟ عليك ان تنظر حولك وتفتش عن الاشياء المفقودة لا الموجود
 
قدم ستيف جوبز جهاز ماكنتوش إلى العالم في العام 1984. ووفقا لدائرة الإحصاءات الأمريكية، فقد كانت ما نسبته 8.4% فقط من الأسر الأمريكية تمتلك أجهزة حاسوب آنذاك. وقد أراد جوبز أن تتمكن جميع الأسر من امتلاك جهاز كومبيوتر. ولذلك قام بتصميم جهاز (ماكMAC-) ليكون أداة عملية بيد الجميع ، وليس لاستخدام المصممين والتكنولوجيين فقط، ورغم أن الإصدار الأول من ماك لم يكن خاليا من العيوب، إلا أن استخدامه انتشر بشكل واسع. وقد وصلت الاستثمارات السوقية لشركة أبل في سبتمبر/ أيلول من العام الحالي إلى 624مليار دولار، ما يجعل رأس مال الشركة يفوق رأس مال الشركات المدرجة في كل من البرتغال وايرلندة واليونان واسبانيا مجتمعة. وحين كنت أحضر للدراسات العليا بجامعة كولومبيا، بحثت بجد عن وظائف مناسبة ، وفتشت في جميع الاتجاهات عن مصادر للتطوير المهني في محاولة للعثور على الفرصة الوظيفية الملائمة ولكن بلا طائل. لم يكن هناك من شيء، حتى أن منتديات الأعمال التقليدية لم تعرض أي وظائف لذوي الكفاءات العالية، الأمر الذي كنت أبحث عنه. ومن هنا جاءت فكرة (ايفياكزيك-(Ivyexeck ، من حاجتي الماسة للعثور على عمل يناسب مؤهلاتي بعد التخرج والحصول على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال،أردت أن أتمكن من إيجاد فرص عمل أفضل من تلك التي كانت مصادر التطوير المهني توفرها آنذاك. وقد لاحظت أيضا أن العديد من الأفكار الجديدة تصدر عن النساء المثقفات العاملات واللواتي يقررن أن يصبحن أمهات. فمجرد الاعتناء اليومي بالأطفال يفتح أمامهن المجال للتفكير في ابتكارات عدة، من شأنها أن تسهل حياتهن وتجعل من رعاية أطفالهن مهمة أيسر، خصوصا عند التفكير بأن بعض هذه الحلول العملية سيستفيد منها الكثير من الأطفال والأهالي في كل زمان ومكان. هل مررت مؤخرا بقسم مستلزمات الأطفال في أي من المتاجر الكبيرة ؟ أرأيت الكمية الكبيرة من المنتجات التي لم نكن نعرفها من قبل؟ فمن وجبات الطعام العضوية المجمدة إلى العلب المخصصة لتناول الوجبات الخفيفة وانتهاء بالحفاضات الصديقة للبيئة، يبدو من غير المستغرب أن يشكل الإنجاب فعلا ما يمكن أن نسميه ( أم الاختراعات)! كما لا يمكننا أن نتجاهل ثورة الهواتف النقالة والتي تحدث من حولنا. ففي عالمنا هذا حيث يتحرك الأفراد 24 ساعة، سبعة أيام في الأسبوع، تظهر كل يوم تطبيقات الكترونية جديدة يتم إنشاؤها لتلبية احتياجات الكثير من المستهلكين ورجال الأعمال، بعضها لم يكن هؤلاء يدركون حاجتهم إليها من الأساس! وهناك حتى الآن فرصة كبيرة للاستفادة من ثورة الاتصالات النقالة في ابتكار المزيد من التطبيقات التي من شأنها تسهيل حياة الناس. ولا أريد أن أستطرد أكثر لكنني أود أن أذكر بأن مايكل أنجلو صاحب المنحوتة الشهيرة (ديفيد) لم ينظر فقط إلى الرخام الذي استخدم فعليا في انجاز هذا التمثال الخالد، لكنه ركز أيضا  على الرخام غير المستخدم، وبكلمات أخرى، فقد أدرك مايكل أنجلو أن مهارته في النحت تقتضي التخلص من بعض الرخام من المناطق الزائدة، أو ما يحلو لي تسميتها (بالفضاء السلبي)، وهذا هو الحال تماما في سعينا لابتكار أفكار جديدة، فالإلهام قد يأتينا من تأمل هذه الفضاءات السلبية (الأشياء المفقودة)، لا التوقف عند الأمور التي نمتلكها فعلا. فهذه المساحات تشكل مرتع الخلق والابتكار. إن الابتكارات الجديدة لا تأتي عن طريق العصف الذهني ومحاولة التفكير فيما قد يحتاجه العالم، لكنها تولد من الرغبات غير الملباة والتي يشاركك فيها غيرك من الأشخاص. 
شارك المقالة:
216 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook