انه احد المملوكين الذين ارتقوا حتى اصبحوا من كبار الدولة العثمانية ، من مملوك الى جندي في الجيش فقائد في الفرقة الانكشارية فوزير فصدر اعظم ثم خائن ومعدوم ، محطات عديدة مرت بحياته ، ما بين الحملات والغزوات ، وبين السياسة وما تنتج عنها القرارات ، عاش بين المعسكرات وبين القصور ودارت عليه الدائرة ليصبح تحت غضب السلطان.

لا يعرف الكثير عن تاريخ يونس باشا ، حيث يقال انه من اصل يوناني او صربي او كرواتي بالمجل هو ليس من اصل تركي ، كان احد الجنود في الفيلق الذي يسمى الفيلق الإنكليزي نسبة الى حربه مع الإنكليز ثم تحول الى الفرقة الانكشارية بعد بطولات قام بها ، ليصبح وزيرا للدولة اول مرة سنة 1511 ، ويدخل القصر على انه سياسي.

عينه السلطان سليم الأول صدرا اعظم بعد ان اثبت جدارته العسكرية وحنكته السياسية ف 13 سبتمبر 1517 ، ليباشر اعماله بهذا المنصب ، وقد قاد حملة في المنطقة العربية حيث مر بحلب وفلسطين ثم مصر وقد استطاع ان يمد الجيش بكل اللوازم ضمن خطة عسكرية وضعها ، ثم ترك حامية عسكرية لحفظ الأمن تحت قيادة خير الدين آغا الإنكشاري وخرج.

وفي أثناء عبور الجيش العثماني لصحراء العريش، التفت السلطان للصدر الأعظم يونس باشا، الذي كان قد فتح مصر -وهو غير موافق على امر السلطان-وساله ما معنى أنه قد أتمّ فتحها خلافًا لرأيه، فأجابه يونس باشا بأن فتحها لم يعد عليه بشيء إلا قتل نحو نصف الجيش بما أنه سلّمها لخائن كان غرضه التملك عليها لنفسه.

فغضب السلطان من هذا الكلام الموجه إليه بصفة لوم وأمر بقتل الصدر الأعظم في الحال فقُتل وقد دفن يونس باشا داخل الخان الذي يقال انه عرف منذ ذلك الوقت باسمه في مدينة خان يونس بفلسطين، وقد انتهت حياته بالاعدام في 13 سبتمبر 1517 حيث قضى منها اخر سبعة اشهر كصدر اعظم للدولة العثمانية .