تعرف لماذا عادت “بيتكوين” للأضواء وسط مكاسب ضخمة في سوق العملات الإلكترونية.

الكاتب: وسام ونوس -
تعرف لماذا عادت “بيتكوين” للأضواء وسط مكاسب ضخمة في سوق العملات الإلكترونية.

 

 

تعرف لماذا عادت “بيتكوين” للأضواء وسط مكاسب ضخمة في سوق العملات الإلكترونية.

 

عادت البيتكوين للأضواء بزخم كبير في الأيام الماضية وسط مكاسب أوسع نطاقاً في سوق العملات الإلكترونية والتي جاءت بعد تحركات خافتة للأسعار في الفترة الأخيرة.

وتزامن الأداء الباهت للعملات المشفرة في آخر شهرين مع حيرة المستثمرين في الأسواق العالمية بسبب جائحة كورونا، إلا أنها عادت للزخم مرة أخرى مع مشتريات مكثفة من المستثمرين أدت إلى ارتفاع القيمة السوقية لإجمالي العملات الرقمية لتكون في صدارة الأصول المشفرة من دون منافس.

وبالنظر إلى البيتكوين أكبر العملات الإلكترونية من حيث القيمة السوقية فقد حققت مكاسب قوية بنحو 14.5% منذ بداية الأسبوع الماضي جعلتها تتجاوز مستوى 11 ألف دولار لأول مرة منذ عام كامل. وكان سعر البيتكوين عالقاً في نطاق محدود من التعاملات يتراوح بين 9000 إلى 9500 دولار منذ مايو الماضي، لكن العملة الإلكترونية رقم واحد عالمياً كسرت مستوى الـ10 آلاف دولار لأول مرة بشهرين خلال الأسبوع الماضي قبل أن تتجاوز أيضاً حاجز 11 ألف دولار، ويلامس فيما بعد مستوى 12 ألف دولار.

واضاف الرئيس التنفيذي لشركة “جرايسكال” للعملات الافتراضية “باري سيلبيرت” في تصريحات نقلها موقع “فوربس” أن المستوى القادم للبيتكوين والذي من المتوقع اختراقه  سيكون 13 ألف دولار.

العوامل التي قدمت الدعم للعملات الإلكترونية

هناك عوامل قدمت الدعم للعملات الإلكترونية حيث تتزامن مكاسب البيتكوين مع ارتفاع أسعار الذهب لأعلى مستوى في تاريخها حيث لامست مستوى 2000 دولار للأوقية هذا الأسبوع حيث أدى ضعف الدولار وتوقعات تسارع معدلات التضخم نتيجة للإجراءات التحفيزية المستمرة من قبل الحكومات والبنوك المركزية إلى تعزيز أسعار المعدن النفيس.

وساعد الارتفاع الأخير للعملة الرقمية الأولى عالميا في دعم الحجة المتزايدة بين ثيران البيتكوين بأنها يمكن أن تكون نوعا مماثلا للأصول التحوطية أو أنها الملاذ الآمن الرقمي البديل للذهب، لأنها لا ترتبط مباشرة بالتضخم ومعدلات الفائدة، ومع ذلك، تميل عملة البيتكوين إلى التداول بالقرب من أسواق الأسهم في الآونة الأخيرة مع حقيقة أنها معروفة بالتقلبات الكبيرة.

ويرى “فيجاي عيار” رئيس تطوير الأعمال في بورصة العملات المشفرة “لينو” في تعليقات لشبكة “سي.إن.بي.سي” الأمريكية أنه من المحتمل أن يصل سعر البيتكوين إلى 15 ألف دولار حيث تشير كل الدلائل إلى ذلك في هذه المرحلة.

ويوضح “عيار” أن البيتكوين يمكن أن يستفيد من تدابير التحفيز الحالية المتعلقة بوباء كورونا بالإضافة إلى الآمال في الحصول على لقاح ضد الفيروس، مشيراً: “وجهة نظري هي أنه مع إعلان الحكومات الكبرى عن حزم تحفيز غير مسبوقة، سنرى استمرار الزخم الصعودي عبر الأسواق، بحيث يشمل الأسهم والذهب كذلك، وستتبع البيتكوين والعملات المشفرة هذا الصدد، ولا يوجد سبب يدعو إلى الانخفاض في المدى القريب”.

 

*أداء البيتكوين اخر 30 يوم 

وفي مخالفة لكلاسيكيات الاستثمار، تلقت أسواق الأسهم والذهب الدعم معاً من خلال حزم التحفيز الاقتصادي الأخيرة في جميع أنحاء العالم في محاولة للمساعدة في مكافحة التداعيات الاقتصادية من جائحة فيروس كورونا وآخرها على سبيل المثال، توصل الاتحاد الأوروبي إلى خطة تحفيز تعرف باسم “صندوق التعافي الأوروبي” بقيمة 75 مليار يورو بالإضافة إلى سعي الكونجرس الأمريكي تمرير مشروع قانون للمساعدات المرتبطة بالوباء بقيمة تريليون دولار.

بالإضافة إلى ذلك، يراقب المستثمرون عن كثب العديد من لقاحات الفيروس التي يتم تطويرها في جميع أنحاء العالم حيث أجرت جامعة أكسفورد مؤخرًا تجارب بشرية في المراحل المبكرة مع شركة الأدوية العملاقة “أسترازينيكا” وأنتج هذا الدواء استجابة مناعية واعدة.

 

ويوضح “إد مويا” كبير محللي السوق في “أوندا كوروبوريشن”: “من المحتمل أن يكون لدى البيتكوين حافز قوي للخطوة التالية للأعلى، لأننا ما زلنا بعيدين عن المستويات القياسية، وبمجرد تجاوز هذه المستويات، سترى أن الاهتمام ينمو وسيستمر هذا في إضافة إلى هذا الزخم الصعودي الذي يجب أن يحفزه ضعف الدولار هذا”.

فيما ذهب ” بريان كيلي” مؤسس الصندوق الاستثماري في العملات المشفرة “بي.كيه.سي.إم” بعيداً بتوقعاته بأن البيتكوين ستصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 20 ألف دولار خلال 3 إلى 6 أشهر مقبلة، كما كان أكثر تفاؤلاً للعملة المشفرة في العام المقبل متوقعاً أن تصل إلى 50 ألف دولار.

وبلغ سعر البيتكوين مستوى قياسي عند 20 ألف دولار تقريبا في نهاية عام 2017 قبل أن تسجل خسائر حادة فيما بعد لتظل بعيدة عن هذا المستوى حتى الآن.

 

ويرى “كيلي” أن عملة البيتكوين أصبحت أكثر ندرة بعد عملية “انقسام البيتكوين” في مايو/آيار الماضي، مشدداً على الأهمية التاريخية العالية لعملية الانقسام كمحفز لدفع دورات البيتكوين الصعودية.

ويرى المحللون أن انقسام البيتكوين يؤدي إلى قلة المعروض من العملة مما يدعم قيمة العملة المشفرة وتجعلها تحوطًا محتملًا ضد العملات المعرضة لانخفاض قيمة العملة في أوقات الأزمات الاقتصادية.

لكن على المدى الطويل، يتفاءل ثيران البيتكوين بأن وباء كورونا سيسرع التحول نحو التعامل بالعملات الرقمية مع تحركات بعض البنوك المركزية مؤخراً نحو إصدار عملة رقمية خاصة بها.

وأصبحت ليتوانيا أول دولة تطلق عملة رقمية ينتجها بنك مركزي في منطقة اليورو، حيث يعد ذلك جزءا من مشروع لاختبار العملات الرقمية المدعومة من الدولة وتكنولوجيا البلوكتشين في الاستخدام اليومي.

وتلقت البنوك الأمريكية الضوء الأخضر في وقت سابق من هذا الشهر من مكتب المراقب المالي للعملة أنه يمكنها تقديم خدمات الحفظ للأصول المشفرة مما قد يساعد في تعزيز جاذبية فئة الأصول مع بعض المستثمرين.

ويتمتع هذا القرار أيضًا بإمكانية تعزيز شرعية سوق التشفير حيث يمكن لخدمات الحفظ التي يديرها البنك جذب المزيد من المستثمرين المعتمدين والمؤسسات إلى سوق العملات الرقمية، كما قد يشجع أيضًا على المزيد من تدفقات رأس المال إلى أسواق العملات المشفرة.

 

ويرى “إدوارد مويا” المحلل في “أونادا” أن تقدم البيتكوين في النظام المصرفي يكتسب زخمًا، وهذا يجب أن يكون إيجابيًا على سوق التشفير بأكمله”.

في النهاية، يبدو أن غالبية الآراء تشير إلى استمرار صعود البيتكوين بل هناك احتمالية أن يقفز لمستويات قياسية وسط تكهنات بمزيد التحفيز النقدي والمالي الذي تؤدي إلى تآكل قيمة الدولار وزيادة معدل التضخم، لكن هل توفي العملة الرقمية الأولى في العالم بتوقعات المحللين أن تخدع الجميع بتقلباتها المعروفة؟.

 

شارك المقالة:
537 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook