تعرف كيف تغير جائحة كورونا ممارسة الأعمال مستقبلًا؟

الكاتب: وسام ونوس -
تعرف كيف تغير جائحة كورونا ممارسة الأعمال مستقبلًا؟

 

 

تعرف كيف تغير جائحة كورونا ممارسة الأعمال مستقبلًا؟

 

هذا المقال مبني على آراء متعددة لمجموعة من أعضاء هيئة التدريس في كلية إدارة الأعمال بجامعة “هارفارد”، طُرِح عليهم سؤال مفاده: “كيف من المحتمل أن يؤدي فيروس كورونا إلى تغيير ممارسة الأعمال”؟

وينبثق عن هذا السؤال، سؤال آخر مفادخ: كيف أنظـــــــر إلى الأزمة؟؛ وهو سؤال يستحق أن يجعل عقلك يزيل ما قد يعلق به من شوائب؛ فيجعلك واعيًا ومدركًا لتكرار طرح السؤال على نفسك مرة أخرى، لعلك تجد بصيصًا من الأمل، يتيح لعقلك إطلاق تنبيهات تلوح في الأفق بجملة: “نعم لقد أدركت أنها كما هي”، فكيف أنظر إليها؟

أجاب عن السؤال مجموعة من أعضاء هيئة التدريس، اخترت منها الآراء التي تركت أثرًا في نفسي، ودفعتني للبحث بعمق أكثر؛ لذا لا تقف – عزيزي القارئ- عند كلماتي فقط، بل ابحث بنفسك واطلع.

لا شك في أن جائحة كورونا، أزمة عالمية اجتاحت العالم، وهددت كل شيء: صحتك، أسرتك، وقتك، ومشروعك.

أول ضرر ننظر إليه؛ هو الضرر الصحي؛ إذ نسلك كل السبل لمقاومة أي أعراض للمرض، دون أن ندري أن أضرارًا أخرى تتساقط علينا من كل اتجاه.

الأثر النفسي

الأثر النفسي هو أكبر محرك لكل ما نملك تحديدًا في المشروع الذي نديره أو نمتلكه؛ لذلك يتأثر مشروعك أولًا بشعورك النفسي، وتكيفه مع الأحداث السائدة، فشهدنا كثيرًا من الشركات الكبرى تعلن عن إغلاق أو إيقاف مشاريعها بسبب جائحة كورونا، وهناك من يكافح جاهدًا لإبقاء المشروع قائمًا في ظل الدعم الذي تقدمه حكومتنا الرشيدة.

قبعات التفكير الست

وهناك من يلبس كل قبعات التفكير الست لمؤلفها إدوارد دي بونو، بحثًا عن أفضل السبل للخروج من الأزمة، ليس فقط بأقل الخسائر، بل أيضًا بابتكار مسارات جديدة وطرق واعية متطلعة للمستقبل.

هناك سؤال نشرته دينا جيردمان بموقع جامعة هارفارد( كلية إدارة الأعمال)، يتضمن طرحًا رائعًا، أنصح الجميع بقراءته، حول مدى تأثيرأزمة كورونا على الأعمال.

تراوحت الردود ما بين نظرة إيجابية وبين نظرة متيقنة حاسمة لما هو آت، ولكنها جميعًا أجمعت على أن نسبة التغيير ملحوظة؛ لذا أسلط الضوء على بعض تلك الردود.

الشراكة بين العملاء والمستهلكين

من بين هذه الردود، رأي البروفسور “راين بل”، الذي ناقش مساعدة المشروعات للعملاء والمستهلكين، في ظل مواجهة هذه الأزمة؛ إذ تجلت قدراتنا على مساعدة بعضنا البعض؛ وهو ما تميزنا به من خلال المساعدات التي يقدمها العميل لمقدم الخدمة؛ مثل ما يتم على خطوط الطيران، بمساعدة الراكب للمضيفة بجمع مخلفاته من أكل وشرب قبل الهبوط؛ وهو دور اعتاد الركاب أداءه، وأصبح من ضمن مسؤولياتهم؛ كدور أساسي يقوم به العميل.

هذا يلفت نظرنا إلى ما قامت به بعض المشاريع السعودية المحلية؛ بتعاون مجموعة من الشركات المنافسة؛ لتقديم خدمة مميزة للمستهلك وتلبية احتياجاته؛ وهو تعاون يُنظر إليه كتغيير في المستقبل في مجال الأعمال، في ظل خدمة واعدة لن تتم دون مساعدة العملاء.

الارتباط والتواصل الفعال

لذلك فإن علاقة الارتباط والتواصل الفعال بين المستهلك وصاحب العمل مهمة جدًا، ويجب أن تكون مدروسة؛ لدفع المشروع للصعود لمستوى أفضل، ليس المهم أن يكون هناك مقترحات عملاء فقط، بل تكون هناك أيضًا أذان صاغية تلتقط مفاتيح النجاح لكل من المستهلك وصاحب العمل.

ولتحقيق هذه الرؤية المتطلعة، دار نقاش حول أهمية القيادة، وأهمية اختبار مهارتها بطرق مختلفة؛ بمعنى أن تكون قائدًا وليس مديرًا، فبقيادتك تصنع قدوة لفريق العمل، يمكننا أن نتفق على أن فكرة العمل عن بعد في ظل الأزمة الراهنة، تعزز مهارة القيادة؛ بإتاحة الفرصة لجميع أعضاء فريقك للتعبير عن آرائهم، ومشاركة إبداعاتهم.

بالتأكيد، قد يكون هناك شخصيات تحتاج دعم القائد؛ لكي تأخذ زمام المبادرة؛ ما يعد فرصة تتيح لك اكتشاف أي مهارات يملكها أعضاء فريقك، حتى لو لم تكن ظاهرة للعلن في الاجتماعات المعتادة.

القيادة وطريقة العمل المبتكرة

من بين الإجابات المنشورة لأعضاء هيئة التدريس، قرأت تعليقًا للخبيرة” آمي” المتخصصة في مجال الإدارة والقيادة؛ إذ أوضحت أن القيادة ستكون أداة جيدة لإشراك الجميع في العمل بطريقة مبتكرة، وأنه من السئ إخفاء الاخبار السيئة عن الفريق؛ ما يعني إعادة التزامنا بإتقان مهارات القيادة لقول الحقيقة وإشراك الناس في العمل الشاق لإيجاد الحلول معًا.

ويمكنك تطبيق هذه التقنية في اجتماعاتك عن بعد، والاستماع لجميع الحلول المقترحة من أعضاء فريقك، على أن تتذكر أنه “لا يوجد رأي ليس بجيد”.

بوجود هذه الأزمة العالمية، نُفعّل خاصية قيام مجموعة كبيرة من الناس في جميع أنحاء العالم بالعمل عن بعد في نفس اللحظة؛ فنتيجة للحلول المقترحة من فريقك، ستجعل عالم الأعمال سريعًا ومَرِنًا.

سوف تشرق فرص ومسارات جديدة في عالم الأعمال، يصبح معها العالم مهتمًا بالصحة أولًا، ثم الناحية الأمنية، وسوف يصبح القطاع الصحي ذاخرًا بأفكار واعدة ينتج عنها فرص جديدة، في مجال النظافة والتعقيم؛ كخط جديد يُضاف للمنتجات والخدمات المقدمة الحالية.

ستصبح هناك أيضًا، مشاريع متخصصة لفحصك، والتأكد من خلوك من الفيروسات و البكتيريا، تستخدمها جميع الجهات الرسمية والأمنية.

مفهوم مختلف للأمن

الإجابة التي أثرت حواسي، كانت لـ”جون”؛ المحاضر في مجال إدارة الأعمال؛ إذ سلط الضوء على نسبة الأمن، التي ستكون مختلفة ودقيقة بشكلٍ كبير، خاصة في المطارات والمباني الحكومية؛ حيث سيكون التفتيش والفحص ليس فقط للأسلحة وماذا تحمل خارج جسدك، بل أيضًا داخل جسمك؛ لمعرفة العدوى التي قد تحملها.

إنَّ البحث عن الفرص سلاح قوي جدًا، قد يتطلب مهارات خاصة، عندما تكون شخصًا باحثًا يدفعك الشغف والإرادة القوية للتسلُّح بالفرص، لتراها تتواجد في كل زاوية، شريطة أن تكون مستعدًا لاستغلالها.

يمكن النظر للأزمة الحالية بشكل مختلف، قد يكون هو البداية لمسار جديد في حياتك، فالخيار بين يديك لتنظر لها كما تود بالإيجاب أو السلب، أو بهما معًا، فقط انظر لها كما هي!

 

شارك المقالة:
191 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook