ناقشت الناشرين في موضوع انتزاع سيطرة تسويق المحتوى من الوكالات والمستشارين، خاصة بعد أن أعلن معهد تسويق المحتوى عبر البريد الإلكتروني عدم إقامة حدث للتسويق المحتوى العالمي في سيدني العام المقبل.

ولاشك في أنه أمر أدهش العاملين بهذا المجال، لاسيما بعد إقامة ثلاث مؤتمرات سابقة خلال الأعوام الماضية.

ويبدو أن سبب التأجيل وجيه؛ لأنّ تسويق المحتوى آخذ في التغيير؛ إذ أحيانًا ما يتم تغذية المحتوى التسويقي الرقمي بوعود مالية مقابل لا شيء، فلماذا لاتتوقف عن الدفع لوسائل الإعلام، وتصنع إعلامك بنفسك مجانًا؟؛ فبإمكانك أن تكون ناشرًا للعلامة التجارية، كما هو النشر على الإنترنت بتكاليف تكاد لاتُذكر.

من خلال تجربتي في الشركات التي تسعى إلى تسويق المحتوى، وجدت أمرين:

أولا:أن صناعة المحتوى- وخاصة ما يهتم به الناس- ليس رخيصًا أو سهلًا؛ فهناك أسباب تجعل الناشرين يبذلون النفيس للحصول على لعبة المحتوى إذا ما غفلت عنها؛ لأنك بذلك تدوس على عالمهم. وخلافًا لما يحدث في النشر؛ فإن ناشر العلامة التجارية لا يجد عملاء آخرين ليتقاسموا العبء المالي معه.

ثانيا:سيصبح المحتوى أكثر تكلفة إن لم يتمكن أحد من رؤيته، فقد أنشأ بعض المسوّقين- ممن أعرفهم- أصولهم الرقمية وقاموا بتعبئتها بالمحتوى من دون جمهور مشارك، فكلفهم ذلك كثيرًا.

إنّ بناء جمهور رقمي مزدهر يتطلب وقتًا طويلًا قد يصل إلى18 شهرًا ، فقد بدأت صحيفة Buzzfeed نشاطها في عام 2006، فيما انطلق موقعا  Mumbrella في عام 2008، و Business Insider في عام 2009 ، هذا بخلاف الأموال التي يتم تخصيصها لوسائل التواصل الاجتماعي لتسويق المحتوى.

وبغض النظر عما إذا كنت ستتوسع مع المستهلكين على نطاق أوسع أو متخصص في نموذج الأعمال B2B, فإن ذلك يتطلب فريق إدارة محترف.

وحتى يتبين أنّه آخر حدث تسويق محتوى عالمي في سيدني هذه السنة، فالعمل جارٍ من قبل المستشارين ووكلات المحتوى ومنصات التوزيع – مثل Outbrain- الذين يعملون مع بعضهم لمحاكاة ما ينبغي أن يقدمه الناشرون. ولأي سبب كان ، من الواضح أنّه غير كافٍ للحفاظ على ذلك الحدث السنوي.

المرحلة التالية من رحلة تسويق المحتوى الرقمي، ستكون لذلك مذهلة، فهل يتغلب الناشرون على العقبات الداخلية والهوس التنافسي لخلق بيئة تسويقية يسهل الوصول إليها لخدمة العملاء، أم ستملأ موضوعات التسويق اللامعة القادمة الفراغ؟.

على أية حال، لن يكون هناك حدث لتسويق المحتوى العالمي في سيدني السنة المقبلة للحديث عنه.