تعرف كيف ترفع الشركات معدلات إنتاجها؟

الكاتب: وسام ونوس -
تعرف كيف ترفع الشركات معدلات إنتاجها؟

 

 

تعرف كيف ترفع الشركات معدلات إنتاجها؟

 

كان من اللافت والمثير أن تربط خبيرة الابتكار Lisa Bodell؛ في كتابها Why Simple Wins، بين البساطة والقدرة على الإبداع، ليس هذا فحسب، بل إنها تذهب إلى أن انتهاج استراتيجية التبسيط سيجعل الشركات أكثر إنتاجًا، وستكون معدلات الرضا الوظيفي أعلى كذلك.

من الواضح، على ما يبدو، أن علم الإدارة خاضع لعمليات تغيير وتطوير راديكالية، فمنذ الوقت الذي تم فيه جلب “الأجايل” من البرمجيات إلى إدارة الشركات، وهناك الكثير من الرؤى والاستراتيجيات التي تُطرح من وقت لآخر؛ ابتغاء الوصول إلى نمط إداري مختلف عما كان عليه الحال في السابق، ويكون أكثر قدرة على التأقلم والتجاوب مع معطيات عصر السرعة الراهن.

فخ التعقيد

قبل عدة سنوات، كان عالم الاجتماع الفرنسي اقترح “المنهج التركيبي” من أجل محاولة فهم ظواهر العالم المحيطة بنا، إيمانًا منه بأن التداخل بين المعارف والعلوم هو السبيل الوحيد للحصول على فهم أعمل وأشمل لعالمنا المحيط.

وإن كان كلام “موران” بعيدًا، من زاوية نظر ما، عن طرحنا الحالي، إلا أنه يُنبي عن بنية عقلية ما، تؤمن بالتركيب، وتحب الجمع والإضافة، أكثر من الطرح والحذف.

إن التعقيد فخ، وكثير من الناس، بمن فيهم مدراء الشركات وقادة الفرق المختلفة، يتصورون أنهم في الأمان وفي المياه الدافئة عندما يُعقّدون أعمالهم، وأطروحاتهم.

تقول Lisa Bodell مشيرة إلى هذا الفخ:

“إن الخوف من اتخاذ منعطف خاطئ يحفز المديرين على تعقيد حياة من هم تحتها، كما أن طوفان المعلومات يمكن أن يمنعهم من الانقسام الحدسي بأفضل خيار من بين أولئك الذين هم في متناول اليد”.

على الرغم من أن كُلفة هذا التعقيد كبيرة جدًا، ليس أقلها: إهدار الوقت، واستنزاف الجهد، وإرهاق العملاء.. إلخ، تأتي استراتيجية التبسيط لا لتعفينا أو تنجينا من فخ التعقيد، وإنما لكي تُمكّنا من الظفر بالكثير من الفرص والمكاسب التي كانت غائبة عنا بسبب إغراقنا في التعقيد، وإنهماكنا فيه.

 

التبسيط كاستراتيجية ومهارة

إننا لن نتوصل إلى إتقان فن البساطة، والتخلص من كل ما هو زائد عنا، وما ليس له جدوى ولا ضرورة، هكذا دفعة واحدة، أو من تلقاء أنفسنا، بل يحتاج الأمر إلى تدريب طويل، وبذل جهد، ولنلاحظ أننا، بانتهاجنا استراتيجية التبسيط، نخالف التيار العام الذي يهوى التعقيد ويُفتن به.

يستلزم الأمر، إذًا، طالما نحن نتحدث عن الشركات والمؤسسات، أن يؤمن القادة ورؤساء مجالس الإدارات والمدراء بأهمية البساطة، وبضرورة اختزال واختصار الخطوات، أي تحويل البساطة إلى استراتيجية، وهو أمر ستخسر الشركة كثيرًا إن لم تتوجه إليه، ويمكن، للتأكد من ذلك، دراسة معدلات رضا العملاء في الشركات التي تُسرف في التعقيد، وإطالة الإجراءات.

 

عقلية القادة البسطاء

تحدد Lisa Bodell، في كتابها المشار إليه آنفًا، مجموعة من العناصر الأساسية التي تميز القادة والمدراء الذين آمنوا بـ استراتيجية التبسيط واتخذوها قبلة لهم، وهذه العناصر هي:

1- الشجاعة

إن التخلص من الزوائد وكل ما ليس ضرورة ليس بالأمر الهين أو اليسير، خاصة إذا كان متعلقًا بالمنتجات التي تقدمها شركة ما، لكن عقلية القادة البسطاء تركز على الكيف وليس على الكم، على مقدار المال الذي سنحصل عليه، وليس على عدد المنتجات التي نبيعها. وهكذا، ومع التركيز على عدد ضئيل من المنتجات على سبيبل المثال، وتحسينه وتجويده، يمكن تحقيق معدلات أرباح أعلى.

 

2- تقدير البساطة

إن الاستعداد للتخفيض، للتقليل، سيساعد القادة في رؤية الأمور بطريقة أوضح، ومن ثم سيجعلهم أقدر على اقتناص الفرص كلما لاحت من بعيد.

3- التركيز على النتائج

إن اعتمدت، كقائد/ مدير، البساطة، فستجد أن موظفيك ليس أكثر إنتاجية فحسب، بل أكثر سعادة أثناء إنجاز أعمالهم، وهو أمر سينعكس على كيفية أدائهم مهامهم الوظيفية المختلفة.

 

4- الانتباه للمشككين

صحيح أن اتخاذ قرار أن تكون الإدارة بسيطة ليس بالسهل، بل هو قرار جذري، وهذا أمر يعيه القادة تمامًا؛ ولذلك هم أيضًا منتبهون لأولئك الذين يشككون في استراتيجتهم، وفي جدوى تحول نموذجهم الإداري كذلك.

5- الالتزام الشخصي بالتبسيط

لكي تؤتي استراتيجية التبسيط ثمارها يجب على القادة أن يتبعوها أولًا؛ كي يقلدهم موظفوهم فيما بعد، ويكون ذلك دافعًا وحافزًا لهم.

 

6- الجرأة في اتخاذ القرارات

إن أبرز ما يميز القادة ذوي العقلية البسيطة أنهم يمتلكون جرأة قول “لا”، لكل ما هو معقد، وغير ضروري، ولا طائل من ورائه، إنهم شجعان في اتخاذ قرارات جذرية. ويمتلكون، كذلك، القدرة على الحذف، الطرح، والتخلي عن الزوائد والمعرقلات.

 

شارك المقالة:
203 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook