تعرف على نشأة الضرائب وأنواعها

الكاتب: وسام ونوس -
تعرف على نشأة الضرائب وأنواعها

 

 

تعرف على نشأة الضرائب وأنواعها

 

تعد الضرائب من أهم الموارد الأساسية لتمويل الميزانية العامة والنفقات المترتبة على الدولة؛ بهدف تأمين مختلف الخدمات للمواطنين، ودفع رواتبهم في القطاع الحكومي، وتأهيل البنى التحتية، بالإضافة لدعم السلع الأساسية لتوفيرها للمواطنين بسعر أقل، وكذلك تُعدّ مظهرًا من مظاهر فرض سلطة الدولة وسيطرتها، حيث بدأت الضريبة تاريخيًا بمسمى الجباية، فكانت بدايتها في القرون الأولى وكانت تدفع عينيًا للمساهمة في النفقات العامة، وكانت اختيارية، ثم تطورت بعد ذلك وظهرت في العديد من الحضارات المختلفة مثل حضارة وادي النيل، ثم دخلت مرحلة أوسع في عصر الإمبراطورية الرومانية، وفُرِضَت على العديد من القطاعات مثل المحاصيل الزراعية، ومع مرور الزمن توالت عملية تطوّرها، إلى أن تم تنظيم الضريبة بإقرار قانون ضريبي مُنظَّم قائم على أسس ومبادئ مدروسة.

ما هي الضرائب

تعتبر الضرائب في الاقتصاد الحديث المصدر الأهم للإيرادات الحكومية، وتختلف عن باقي مصادر الدخل الأخرى والرسوم، بكونها رسوم إلزامية إجبارية على الأفراد والمؤسسات والجهات المختلفة التي تنطبق عليها شروط الدفع، إذ إنه من المفترض أن يتم تحصيل الضرائب لفائدة ورفاهية دافعيها ككل، وقد يوجد ارتباط متوقع بين الضرائب المدفوعة والمزايا المتحققة، مثلًا ضرائب الأجور تسمى أحيانًا "المساهمات" كما في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن إجمالًا يعد ارتباط الضرائب بالمنافع المباشِرة ضعيفًا.   

تُعرَّف الضرائب -الجباية- بأنّها مبلغ نقدي أو رسوم إجبارية تفرضها الدولة على الأفراد أو الشركات أو المؤسسات وتتقاضاه من قبل الحكومة سواء المحلية أو الإقليمية أو الوطنية، من أجل تمويل الأنشطة الحكومية ودعم مختلف القطاعات التي تصرف عليها الدولة مثل؛ التعليم والجيش والصحة، بالإضافة إلى المساعدة في تمويل الأعمال والخدمات العامة وتأهيل وصيانة مشاريع البنى التحية مثل: بناء الطرق وإصلاحها وتمديدات الصرف الصحي، وبشكل عام تُستخدم الضريبة التي يتم جمعها لتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين في الدولة. 

أنواع الضرائب

تنقسم الضرائب اقتصاديًّا  إلى عدة أنواع مختلفة، وتنقسم حسب طريقة جمعها بشكل أساسي إلى نوعين أساسيّين؛ ضرائب مباشرة وغير مباشرة، ولكل نوع منها أمثلة خاصة به، وفي ما يأتي شرح كل نوع والأمثلة المتعلقة به: 

  • الضرائب المباشرة: ببساطة هي الضرائب التي يدفعها المكلّفون بالضريبة سواء أفراد أو شركات مباشرة للحكومة، وعادة ما تستند إلى مبدأ قدرة دافعي الضرائب على الدفع حسب الدخل أو الاستهلاك أو صافي الثروة؛ أي أن من يملك قدرًا أكبر من الموارد سواء راتبًا أو أرباحًا أكثر، يدفع نسبة ضريبة أعلى، وتتميز بمساهمتها في توزيع الثروة بشكل عادل، حيث إنّها تأخذ مالًا أكثر من الأغنياء لتقوم الحكومة باستخدامه لتمويل خدمات تخدم الفقراء، ومن أنواع الضريبة المباشرة؛ الضريبة على الدخل وضريبة الأرباح والضريبة على الثروة وضريبة رأس المال.
  • الضرائب غير المباشرة، يمكن تعريفها بأنها الضرائب التي لا يدفعها الأفراد والشركات بشكل مباشر للحكومة وإنما يتم دفعها من خلال وسيط، تفرض الضرائب غير المباشرة على إنتاج أو استهلاك السلع والخدمات أو على المعاملات الحكومية المختلفة، بما في ذلك الواردات والصادرات. ومن أهم مميزاتها أنها تكون ضمن أسعار السلع والخدمات فلا يشعر دافع الضريبة بها، والأهم أنها تقلل فرص التهرب الضريبي إذا تمت بشكل سليم وصحيح، ومن أنواعها ضريبة المبيعات والضريبة على القيمة المضافة والضريبة الجمركية والضريبة على الملكية.

أهداف الضرائب

إن الهدف الأساسي من وجود الضرائب هو زيادة الإيرادات لتلبية النفقات العامة المتزايدة للدولة، لكنه ليس الهدف الوحيد، وبعبارة أخرى، للضرائب بعض الأهداف الأخرى غير المتعلقة بالإيرادات، وفي العالم الحديث ومع التطور الاقتصادي المتنامي، يتم استخدام الضرائب كأداة لما يُسمّى بالسياسة الاقتصادية، مما يؤثر على الحجم الكلي للإنتاج والاستهلاك والاستثمار واختيار الموقع والمجالات الصناعية والمدفوعات وتوزيع الدخل والكثير، وتعد التنمية الإقتصادية أحد الأهداف الهامة للضرائب، فالتنمية الاقتصادية لأي بلد مشروطة إلى حد كبير بنمو رأس المال، فهو محور التنمية الاقتصادية، ومن خلال رفع معدل الضرائب الحالية أو عن فرض ضرائب جديدة، يمكن أن تتم عملية نمو رأس المال على نحو سلس، ومن الأهداف الاخرى؛ التوظيف الكامل واستقرار الأسعار وتخفيض ميزان المدفوعات وأهداف غير إيرداية تتمثل في خفض معدلات عدم المساواة في الدخل والثروة، ويمكن القيام بذلك عن طريق فرض الضرائب على الأغنياء بمعدل أعلى من الفقراء أو عن طريق إدخال نظام للضرائب التصاعدية. 

مبادئ الضرائب

يعتمد تطبيق الضرائب على مجموعة من المبادئ والقواعد الأساسية التي ينبغي أن تستخدمها الدولة ممثلةً بالحكومة وتضعها بعين الاعتبار وتلتزم فيها عند وضع وإقرار نظام للضرائب يكون ناجحًا وفعَالًا ويعزز التوافق بين مصالح كافة أركان الضريبة، وفيما يأتي أهم هذه المبادئ: 

  • مبدأ العمومية "العدالة": ويعني انتشار نظام الضرائب عبر أوسع عدد من أفراد المجتمع بصورة عادلة، أي أن لا يتم فرض أعباء ضريبية على شخص دون سواه، وبصورة تتناسب مع المقدرة المالية للفرد المكلَّف.
  • مبدأ الاستخدام الواسع للضرائب: ويعني استهداف الضرائب عند وجود استخدام محدد لها فقط، أي عندما يكون هناك سبب واضح بين الضريبة والاستخدام، وبشكل عام يتم جمع الضرائب للاستخدام العام.
  • مبدأ المنفعة: ويعني أنّ ما يدفعه المكلَّف من الضرائب يجب أن يتناسب طرديًّا مع المنفعة المستلمة والمتحققة له، فالأفراد المكلّفون المستفيدون بشكل كبير من الخدمات التي تقدمها الدولة عليهم دفع ضريبة عالية والعكس صحيح.
  • مبدأ مطابقة النفقات: يجب أن يتطابق مستوى الضريبة المدفوعة من قبل المكلّفين تقريبًا مع حجم النفقات المتوقعة، بحيث تكون السلطة التي تفرض الضريبة حذرة في تغطية التكاليف، ولا تفرض ضريبة زائدة عن الضرورة.
  • مبدأ الشمولية: ويعني فرض الضرائب فقط عندما يكون هناك استخدام محدد لها، أي أن يكون سبب واضح بين الضريبة والاستخدام، في جميع الحالات الأخرى يتم جمع الضريبة للاستخدام العام.
  • مبدأ سهولة الامتثال والالتزام: ويعني يجب أن تكون إدارة الضريبة بسيطة قدر الإمكان، بحيث لا يواجه من يدفعها صعوبة كبيرة في الالتزام بمتطلبات تأديتها، ومن الناحية المثالية تعتبر الضرائب غير مرئية لدافعي الضرائب.
  • مبدأ محدودية الإعفاءات: ويعني يجب أن تكون أي إعفاءات ضريبية ضمن فترة زمنية محدودة ولسبب محدد، ويتم بعده التخلص من الإعفاءات، حيث يكون الهدف من الإعفاءات فقط تشجيع أنواع معينة من السلوكيات والتصرفات، والتي عادةً ما تتعلق بالتنمية الاقتصادية.
  • مبدأ القابلية للفهم: ويعني يجب أن يكون طريقة حساب ودفع الضريبة فهمه سهلًا على المكلّف، وبالتالي تجنب وتلافي أي أخطاء في تحويل أو احتساب الضريبة.

مشاكل الضرائب

بما أن الضريبة تنطوي على اقتطاع جزء من دخل الأفراد والمنظمات المختلفة، فمن المتوقع وجود مشاكل ومعوّقات جرّاء لجوء البعض إلى محاولة التخلص من دفع المستحقات الضريبية المترتبة عليهم بشتى الطرق والأساليب، سواء مشروعة أو غير مشروعة. وتتخلص أهم أساليب التخلص من دفع الضريبة بالآتي:

  • التهرب الضريبي: ويقصد به قيام المكلَّف ببعض الأعمال المشروعة أو غير المشروعة بهدف تخفيض مقدار الضريبة المستحقة عليه وقد يقوم بذلك لعدة أسباب منها الاستفادة من الغموض ووجود بعض الثغرات في قانون الضريبة، ويقوم بعملية التهرب من خلال تلك الثغرات، يعد ضعف الجزاء القانوني والعقوبات على المتهربين من الضريبة سببًا للتهرب من دفع المستحقات الضريبية، بحيث يوازن المتهرب بين المنفعة الذي يحققها من التهرب و بين العقوبات التي يمكن أن تلحق به في حالة اكتشاف أمر تهربه، فإذا كانت العقوبات فقط مالية وذات قيمة منخفضة  فإن ذلك سيشجعه على التهرب. 
  • التجنب الضريبي: ويقصد به أن يتمكن المكلّف من تجنب دفع الضريبة باستغلال وجود ثغرات في القانون دون أن يظهر في موضع المخالف للقانون؛ أي أنّه يتم تجنب الضريبة عن طريق الاستعانة بالقانون نفسه، فنتيجة لقدم دقة نصوص القانون أو عدم إحكام صياغتها أو عدم تغطيتها لكافة الاحتمالات قد يتمكن الشخص من تحريف النصوص أو تفسيرها لصالحه دون أن يخالفها، وبالتالي هو غير مخالف أمام القانون. 
  • الازدواج الضريبي: ويقصد به فرض ضريبتين أو أكثر على المكلّف أو المادة الضريبية نفسها أو فرض الضريبة نفسها أو ضريبة من النوع نفسه أكثر من مرة على الشخص نفسه وللمال نفسه في مدة واحدة، وأكثره شيوعًا ما يحدث في التجارة الدولية عند فرض ضريبة على نفس المادة في بلدين مختلفين. 
شارك المقالة:
307 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook