تعرف على مفهوم المبادئ المحاسبية

الكاتب: وسام ونوس -
تعرف على مفهوم المبادئ المحاسبية

 

 

تعرف على مفهوم المبادئ المحاسبية

 

تُعرف القواعد والمفاهيم العامة التي تحكُم مجال المُحاسبة باسم المبادئ المُحاسبية؛ فهي عبارة عن الأساس الذي تستند عليه قواعد المُحاسبة القانونية بطريقة مُفصلة، بحيث يلتزم مجلس معايير المُحاسبة المالية FASB بمبادئ المُحاسبة الأساسية على اعتبارها أساس لهذا المجلس، وتتكون مبادئ المُحاسبة المقبولة عُمومًا من ثلاثة مجموعات هي: المبادئ الأساسية والتوجيهية للمُحاسبة، القواعد والمعايير التفصيلية والتي يُصدرها مجلس معايير المُحاسبة المالية، والمُمارسات المقبولة بشكلٍ عام، كما وتظهر أهمية المبادئ المُحاسبية من قيامها بتوحيد وتنظيم التعريفات والافتراضات والأساليب المُحاسبية، مما يُسهل القيام على مقارنة الشركات ببعضها أو مقارنة الاحصائيات المالية لنفس الشركة، ومن أهم المبادئ المُحاسبية الرئيسة: مبدأ الكيان الاقتصادي، مبدأ الوحدة النقدية، مبدأ الفترة الزمنية، مبدأ التكلفة، مبدأ الإفصاح الكامل، مبدأ الاستمرارية، مبدأ المطابقة، مبدأ الاعتراف بالإيرادات، مبدأ الأهمية النسبية، مبدأ المُحافظة.

تعريف مبدأ الأهمية النسبية

يُعد مبدأ الأهمية النسبية من مبادئ المُحاسبة المقبولة عمومًا والذي ينُص على أنه يُمكن تجاهل المعيار المُحاسبي في حال كان تأثير العُنصر غير جوهريّ وذلك بهدف عدم تضليل مُستخدمي البيانات، ويتم ممارسة الحُكم المهني لتحديد ما إذا كان العُنصر جوهريّ أو غير جوهريّ، كما قامت لجنة الأوراق المالية والبورصة باقتراح أن العُنصر الجوهري يجب أن يُشكل ما نسبته 5% من إجمالي الأُصول في الميزانية العمومية، ولكن في حال قيام عُنصر صغير بتغيير صافي الربح إلى خسارة صافية فإنه يُعد عُنصرًا جوهريًا، فمفهوم المادية يختلف وفقًا لحجم الكيان على سبيل المثال: في الشركات الضخمة يُعد القيام بمعاملة بقيمة مليون دولار من الأنشطة غير الجوهرية مُقارنةً مع باقي أنشطة هذه الشركات، بينما في الشركات الصغيرة يُعد المليون عائدًا لهذه الشركات وعليه فإنها تُعد من العناصر الجوهرية، وتتجلى أهمية مبدأ الأهمية النسبية عند إصدار البيانات المالية للشركة، وبالتالي فإن تحديد الأهمية النسبية للعناصر يُساهم في التقليل بشكلٍ كبيرٍ من الوقت اللازم لإصدار البيانات المالية.

أهم المعلومات عن مبدأ الأهمية النسبية

يتم استخدام مبدأ الأهمية النسبية للإشارة إلى الحجم النسبي والأهمية المادية للمبالغ المالية، حيث تُعد الكميات الكبيرة نسبيًا من العناصر ذات الأهمية المادية بينما يُستثنى من ذلك الكميات الصغيرة نسبيًا إلا أنه لا بُد من استخدام الحُكم المهني لتحديد الأهمية المادية، كما يُمكن تحديد الأهمية المادية للعناصر في حال تم العمل على تضليل المُستثمرين سواء بحذف هذه المبالغ أو إساءة تصنيفها مما سيؤُدي إلى قيام المُستثمرين باتخاذ قرارات مُختلفة، مما يُؤكد على أن هذه العناصر تُعد جوهرية بينما إذا لم يتخذ المُستثمرون قرارًا مُختلفًا فحينها تُعد هذه العناصر غير جوهرية، لذا يُعد مبدأ الأهمية النسبية من المبادئ المُحاسبية المُهمة في الشركات، وفيما يأتي سيتم توضيح أهم المعلومات عن مبدأ الأهمية النسبية:

أين يستخدم مبدأ الأهمية النسبية

تتجلّى أهمية مبدأ الأهمية النسبية من أهمية المُعاملات والأرصدة والأخطاء التي تحدُث في البيانات المالية، فهي تُعد بمثابة نُقطة تحول للمعلومات المالية التي يتم استخدامها لاتخاذ القرارات المُهمة للمُستخدمين، حيث يجب أن تكون المعلومات الواردة في البيانات المالية مُتكاملة وتُقدم صورة حقيقة عن الوضع المالي للشركات، وذلك وفق مجلس معايير المُحاسبة الدولية الذي يُؤكد على أن المعلومات تُعد مهمة إذا كان حذفها أو حُصول خطأ فيها سيُؤثر على القرارات الاقتصادية التي يتخذها المُستثمرين وفقًا لهذه البيانات المالية، وعادةً ما يتم استخدام مبدأ الأهمية النسبية وفقًا لحجم الشركات وظروفها الخاصة وذلك كما يأتي:

  • استخدام مبدأ الأهمية النسبية وفق حجم الشركات: يتم استخدام مبدأ الأهمية النسبية وفق حجم الشركات، على سبيل المثال: إذا كان لدى شركة يبلغ صافي أُصولها 10 ملايين دولار ديون مُستحقة بقيمة 1000 دولار فإن هذه البيانات المالية لا تُعد جوهرية، بينما إذا بلغ مقدار الدُيون المُستحقة مليوني دولار فإن المعلومات ستكون جوهرية مما سيُؤدي لاتخاذ قرارات غير صحيحة.
  • استخدام مبدأ الأهمية النسبية وفق الظُروف الخاصة: يتم استخدام مبدأ الأهمية النسبية وفق الظروف الخاصة التي تمُر بها الشركات، على سبيل المثال: إذا قامت الشركة بالتخطيط من أجل تقليص عملياتها في أحد القطاعات الجغرافية التي كانت مصدرًا رئيسًا لها، فإن هذه المعلومات تُعد من المعلومات الجوهرية التي يجب الكشف عنها من أجل فهم طبيعة العمليات التجارية في المُستقبل.

لذا يُعد مبدأ الأهمية النسبية من أهم المبادئ المُحاسبية والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمبادئ المُحاسبية الأُخرى؛ كالمُلاءمة والموثوقية والاكتمال وذلك كما يأتي:

  • المُلاءمة: حيث يُؤثر مبدأ الأهمية النسبية في اتخاذ المُستثمرين لقراراتهم الاقتصادية والمُتعلقة باحتياجاتهم.
  • الموثوقية: يرتبط مبدأ الأهمية النسبية بالموثوقية في حال تم حذف أو إجراء تغيير على جُزء هام من المعلومات والذي بدوره سيُؤثر على اتخاذ القرارات الصحيحة، مما سيُؤثر على موثوقية المعلومات.
  • الاكتمال: لا بُد للمعلومات الموجودة في البيانات المالية أن تكون كاملة من جميع النواحي بحيث تُقدم نظرة حقيقة عن أعمال الشركة، وهذا ما يقوم به مبدأ الأهمية النسبية الذي يؤكد على أهمية المعلومات الجوهرية في اتخاذ القرارات الصحيحة.

أهمية اتباع مبدأ الأهمية النسبية

يُستخدم مبدأ الأهمية النسبية عبارة للتحقق من أهمية العناصر وتدقيق البيانات المالية والتأكد من كونها بيانات جوهرية، وذلك بما يتوافق مع المبادئ المُحاسبة المقبولة عموماً والتي تُستخدم في إعداد التقارير المالية، فهو من المبادئ المُحاسبية التي يتم استخدامها من أجل تحديد أهمية المعلومات وخصائص المُعاملات التي تقوم بها الشركات وتقوم بالإبلاغ عنها وتسجيلها وفقًا لبياناتها المالية، وفيما يأتي سيتم توضيح أهمية اتباع مبدأ الأهمية النسبية:

  • تسهيل إعداد البيانات المالية: يتميز مبدأ الأهمية النسبية بسهولة الاستخدام في إعداد البيانات المالية، مما يعمل على تزويد المُستثمرين والمُساهمين بالمعلومات اللازمة من أجل مُساعدتهم في اتخاذ القرارات وحماية مصالحهم والتأكد من شمولية المعلومات التي يتم تقديمها، فمبدأ الأهمية النسبية يقوم على تحديد المعاملات والمبالغ الجوهرية وغير الجوهرية في الأعمال.
  • المُساعدة على اتخاذ القرارات: يُؤدي حذف المعلومات أو تجاهلها إلى اتخاذ قرارات مُختلفة وخاصةً إذا كانت هذه المعلومات جوهرية، لذا يتم استخدام مبدأ الأهمية النسبية في تحديد حجم وتفاصيل المُعاملات والمعلومات الجوهرية من أجل اتخاذ القرارات الصحيحة، حيث يُساعد اتباع مبدأ الأهمية النسبية في قياس مدى مُلاءمة البيانات المالية.

أمثلة من الواقع العملي على مبدأ الأهمية النسبية

يُؤكد مبدأ الأهمية النسبية على أن البيانات المالية تُعد جوهرية إذا تم استخدامها في اتخاذ قرارات مُختلفة، لذا من المهم التحقق من جوهرية المعلومات المالية وفق العوامل المُختلفة التي تُحدد أهميتها، حيث تختلف الأهمية النسبية من شركة إلى أُخرى وفقًا لحجم الشركات ونفقاتها وإيراداتها وغيرها من العوامل، وغالبًا ما يتم تحديد الأهمية النسبية للمعلومات المالية وفق الخصائص النوعية والكمية لها وكذلك وفق خبرات المُحترفين وحُكمهم المهني للأهمية النسبية، وفيما يأتي بعض الأمثلة من الواقع على مبدأ الأهمية النسبية:

  • تعرّضت شركة كبيرة يبلغ دخلها الصافي 10 ملايين دولار إلى خسارة بمقدار 10000 دولار نتيجةً لتدمير مبنى الشركة أثناء إعصار ساندي، إلا أنه وفق مبدأ الأهمية النسبية تُعد هذه الخسارة غير جوهرية لأن هذه الخسارة تُشكل ما نسبته 0.1% من صافي دخل هذه الشركة، وفي حال كانت هذه الشركة صغيرة يبلغ صافي دخلها 50000 دولار فإن الخسارة تُشكل ما نسبته 20% من صافي الدخل، وبالتالي تُعد هذه الخسارة كبيرة بالمُقارنة مع حجم الشركة.
  • يقوم كاتب الحسابات في شركة صغيرة بتتبع النفقات بطريقةٍ عشوائية فيُسجيل أغلب المصروفات العشوائية في حساب المصروفات المُتنوعة، وفي نهاية العام بلغ إجمالي حساب المصروفات المُتنوعة 1500 دولار لشركة يبلغ دخلها الصافي 36000، وعليه فإن هذا الحساب يُعد غير مهم ولا يُؤثر على الصورة المالية للشركة ولا يُوجد أي حاجة لإعادة تصنيف النفقات فيها. 

ويرتكز مبدأ الأهمية النسبية في الاعتراف بالمعاملات غير المادية ولكن هذا لا يعني عدم تسجيل المعاملات التي ليس لها أية أهمية، كأقلام الرصاص التي تُعد جزء من أُصول الشركة التي يتم استهلاكها عند استخدام قلم الرصاص، وفي حال كان قلم الرصاص لا يزال مُتوفر في نهاية العام فإن إدراجه في مخزون آخر المدة يُعد من الأُمور غير المهمة، لذا يتم تسجيل هذه المصروفات في الفترة التي تم شراؤها فيها دون التأثير على دقة البيانات المُحاسبية، حيث يتجنب مبدأ الأهمية النسبية التفاصيل غير الضرورية، على سبيل المثال: في حال قامت إحدى الشركات بشراء ملف صُندوق مُقابل 5 دولارات فإنه من المُحتمل استمراره لمدة خمس سنوات على الأقل، لذا لا يتم اعتباره على أنه أصل ثابت وحساب استهلاكه لمدة خمسة سنوات، بل سيتم تسجيله كمصروف في السنة التي تم شراء هذا الغطاء فيها، حيث يُعد هذا المصروف من المصروفات غير الجوهرية والتي لن تُؤثر في الأرباح في تلك السنة.

شارك المقالة:
267 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook