تكمن ماهية التجارة الخارجية في تبادل المنتجات والسلع والخدمات بين مختلف الدول في جميع أنحاء العالم، ويتم الأمر ما بين الدول التي تتوافر بها المنتجات والدول التي تفتقر إليها، أي بمعنى أدق تتم بين دول مصدرة وأخرى مستوردة، والجدير ذكره هو أن التجارة الخارجية تعتبر الطريقة المثلى لاستغلال موارد العالم.
لا تقتصر التجارة الخارجية على تبادل السلع والمنتجات فقط، بل أنها تمتد إلى تبادل الخدمات ورؤوس الأموال، ويقوم اقتصاد بعض الدول بشكل متكامل على التجارة الخارجية، كما أنها قد تؤثر على الناتج المحلي الإجمالي لتلك الدول.
يكمن الفرق بين مفهوم التجارة الخارجية والداخلية في أن التجارة الدولية تقوم بشكل أساسي على التبادل بين أطراف دولية والتي تفصل بينها حدود سياسية، وأنظمة وقوانين، وآليات مختلفة، أي أنها ليست قائمة على التداول بين الأطراف في السوق التجارية الوطنية.
يمكننا القول إن التجارة الخارجية هي نتيجة توسع عمليات التبادل الاقتصادي داخل المجتمع البشري، كما أنها حصيلة اتساع رقعة أسواق التبادل الاقتصادي الجغرافية، حيث إنها لم تعد منغلقة أو قائمة على منطقة بعينها، كما أنها اتسعت لتضم التبادلات بين أقاليم تحمل مقومات سياسية واجتماعية مختلفة.
نظرية التجارة الخارجية
لقد تم تأسيس نظرية التجارة الخارجية؛ لكي تحاول فهم وتفسير القواعد التي تقام عليها هذا النوع من التجارة مع آلياتها، حيث امتد تاريخها إلى ما يقارب قرنين من الزمن، والجدير ذكره هو أن آدم سميث هو أول من لاحظها حيث قال عنها في كتاباته:
التجارة الدولية تكمن في قدرة الدولة المعنية على التصدير، أي بمعنى أدق هو تفوق الدولة المصدرة عن باقي الدول في توافر عوامل الإنتاج مع انخفاض التكاليف مقارنةً بالدول الأخرى المصنعة لنفس المنتج، الأمر الذي يمكنها من غزو أسواق الدول الأخرى بصادرتها.
من ثم ظهر دافيد ريكاردو قائلًا عن التجارة الخارجية:
أبرز ما يميز التجارة الدولية هي أنها تقوم بشكل أساسي على الهبات الطبيعية التي تملكها الدولة المعنية، والتي تعني الميزة النسبية في إنتاج سلع محددة، الأمر الذي يجعل عملية التبادل بين الدول منظمًا ومريحًا، والجدير ذكره أن مقولة “الميزة النسبية” هي الأساس النظري الذي يقوم عليه التجارة الخارجية، كما تعد أساسًا لقيام التبادل التجاري المشترك وتقسيم العمل الدولي.
تمثل التجارة الخارجية أهمية كبيرة في اقتصاد العديد من الدول في مختلف أنحاء العالم، لذا فإنها تحظى باهتمام كبير من قبل حكومات الدول التي تسعى دائمًا إلى تطويرها، ووضع قوانين تعمل على تنظيمها، وتتمثل أهمية التجارة الخارجية في:
لطالما لعبت التجارة الخارجية دورًا هامًا في الحياة الاقتصادية على مر السنوات التي انتشرت وتطورت بها، فمنذ أن تأسست وهي تمثل محركًا لا يمكن الاستغناء عنه في التنمية الاقتصادية في كافة أنحاء العالم، وعلى الرغم من أنه دائمًا ما نقول أن التجارة الخارجية هي التبادل بين الدول، إلا أن مفهوم التجارة الخارجية الأدق هو عملية تبادل بين منشآت أو أفراد أعمال من مختلف الدول.. لذلك فإن التجارة الدولية تنشأ عندما يحقق كلًا من المشتري والبائع المكاسب، وإذا لم يحصلوا بشكل واضح على المكاسب لن يكون هناك ما يدعى بالتجارة الخارجية.
ليس هذا فقط ما تأسست التجارة الخارجية لأجله، فإن هناك العديد من الأسباب الأخرى التي أدت في نهاية المطاف إلى تكوين التجارة الدولية وأبرزها:
إن التبادل الدولي هو التعريف الواضح للتجارة الخارجية، ويقوم هذا التبادل على عاملان أساسيان وهما:
عند تسليط الضوء على السلع المختلفة التي تنتجها كل دولة فإننا نجد الوضع كالتالي:
ثانيًا: عوامل قيام التخصص الدولي
ثمة عوامل تتضافر مع بعضها البعض لتوفر المناخ المناسب للتخصص الدولي، وتقسيم العمل، وتتمثل تلك العوامل فيما يلي: