تعتبر تربية ديدان الحرير أو دودة من المشروعات البسيطة الملائمة للشباب ، لاسيما ان تكاليفها بسيطة خاصة إذا وجد مكان تتم فيه عملية التربية ، غير أن التكلفة الحقيقية تكمن في فهم المشروع نفسه وإتقان مراحله الإنتاج والرعاية الجيدة حتي لا تصيبه الامراض ، وكذلك التعرف علي طريقة تسويقه .
ماهي دودة القز وما فائدتها ؟
اسم عام يطلق علي اليرقة المنتجة للحرير والتي تنتمي لفضائل متعددة من الفراشات .
ويوجد بفم دوده القز زوج من الغدد اللعابية التي يطلق عليها غدد الحرير وتستخدم في إنتاج الشرانق .
تقوم الغدد الحريرية بإفراز سائل صاف لزج يخرج من خلال فتحات تسمي المغازل ، وعندما يخرج السائل ويحتك بالهواء فإنه يتصلب ، ويتحدد سمك خيط الحرير الذي يتم إنتاج من خلال قطر المغزل .
وتكون فراشة دودة القز البالغة عادة صفراء اللون أو مائلة بين الصفرة والبياض وهي ذات جسم سميك به شعر ولها جناح يبلغ طوله حوالي 3.8 سم ( حوالي 1.5 بوصة ) .
وتمتلك الفراشة البالغة فما بدائيا ، وهي لا تأكل أثناء فترة بلوغها القصيرة الامد ،وبالنسبة لأنثي الفراشة فهي تموت بعد وضع البيض مباشرة ، بينما يعيش الذكر لفترة قصيرة بعد ذلك .
وتضع أنثي الفراشة من 300 الي 400 بيضة تميل الي اللون الازرق في المرة الواحدة ، ويثبت البيض بسطح مستوي عن طريق مادة صميغية تفرزها الانثي .
أما الرقية التي تفقس بعد حوالي عشرة أيام فيبلغ طولها حوالي 0.6 سم ( حوالي 0.25 بوصة ) وتتغذي اليرقات علي أوراق نبات التةت الأبيض او ورق البرتقال او السيج او ورق الخس ، وتنتج يرقات دودة القز التي تعيش علي أوراق التوت أجواد أنواع الحرير ، ويبلغ طول اليرقات البالغة 7.5 سم ( حوالي 3 بوصات ) ويكون لونها رماديا يميل الي الاصفرار أو رماديا غامقا .
وبعد الفقس بحوالي ستة اسابيع تتوقف دودة القز عن الطعام ونبدأ في نسج الشرانق ، ويبلغ طول النسيج الواحد الذي يكون الشرنقة من 300 الي 900 متر .
ثم تصبح دودة القز خاملة لمدة تصل الي حوالي أسبوعين ، وإذا ما تركت لاستكمال فترة الخمول ، فإنها تصبح فراشة بالغة .
وعندما إنتاج الحرير لاغراض تجارية يسمح لعدد كاف من الفراشات البالغة فقط أن تخرج من الشرنقة لضمان استمرار النوع ، لانها أثناء خروجها من الشرنقة تحطمها بحيث لا يصبح لها أي استخدام تجاري .
ثم يتم قتل معظم دود القز بالحرارة إما بغمسه في الماء المغلي أو بتجفيفه في الافران ، وأكثر أنواع دود القز المعروفة هي يرقة فراشة دودة القز المنزلية المعروفة والتي تسمي بومبيكس موري وهي من فصيلة بومبي سيديا .
الإعداد للمشروع وأدواته :
لابد من إدراك أن مشروع تربية الديدان هو مرحلة من مراحل إنتاج الحرير ، فقبله هناك زراعة التوت وإنتاج البيض وبعده هناك مرحلة حل الحرير، ثم تجهيزه وإدخاله في الصناعة ، ولضمان نجاح مشروع تربية الديدان في هذه المرحلة ، لابد من الاعداد الجيد له .
أول خطوة : في الاعداد تحديد حجم تربية دودة القز والذي يعتمد علي عدة عوامل رئيسية ، واهمهما : كمية أوراق التوت المتاحة في منطقة التربية ، ومساحة المكان المخصص للتربية ، وحجم العمالة المتوفرة ، وأدوات التربية المستخدمة من خامات البيئة .
وبشكل عام فإن علبة بيض من ديدان القز زنة 12 جم تحتوي علي حوالي 18000 بيضة تحتاج الي حوالي 500 كجم ورق توت ، كما لابد من وجود صوان يوضع فيها البيض ، وكذلك حجرة حوالي 9 أمتار .
أيضا لابد من تطهير حجرات وأدوات التربية ، إما بدهن الحوائط بالجير ، أو بحرق الكبريت داخل الحجرة ، أو بالرش بمحلول الفورمالين 3% أو محلول هيبوكلوريت الصوديوم 3-5% أما أدوات التربية ، وأهمها الصواني ، فيمكن غسلها بالفورمالين 3% قبل التربية بشهر ثم تجفيفها بالشمس .
وتعتبر عملية التطهير مرحلة هامة لوقاية اليرقات من الامراض التي تصيبها خاصة في الامان التي يعتاد أن يربي فيها سنويا.
كما تتطلب مرحلة الإعداد للمشروع توفير مناخ مناسب للتربية ، فخروج اليرقات من البيض يتطلب درجة حرارة حوالي 23-25 درجة مئوية ، ورطوبة نسبية 70-75 %
خطوات تنفيذ المشروع
يتم تنفيذ مشروع تربية الديدان وإنتاج الشرانق كما يلي :
وتتم عملية الفقس خلال 3-4 ايام كما يفضل وضع قماش أسود لتغطية البيض لمدة 2-3 ساعات صباح أول وتاني وثالث يوم الفقس من السعة 6-9 صباحا فقط . طة بع
ويمكن تقسيم الاعمار اليرقية الي : صغيرة ( العمر الاول والتاني والثالت ) وكبيرة ( العمر الرابع والخامس ) ، وهذا التقسيم علي اختلاف في سلوك اليرقان واحتياجاتها الغذائية والبيئية .
وفي الاعمار اليرقية الصغيرة تقدم أوراق التوت علي هيئة شرائح رفيعة يتم تخريطها بالسكين ويزداد حجم التخريط من عمر لاخر .
كما تقدم الغذاء 4 وجبات يوميا بكميات تغطي الديدان فقط ، مع زيادة كمية وجبة المساء ,ويجب إحاطة الديدان بقطع من الاسفنج المشبع بالماء حول اليرقات وتغطيتها بورق البرافين أو أوراق الجرائد لزيادة الرطوبة في هذه الاعمار الصغيرة التي تربي في صناديق نظيفة خالية من اي روائح .
اما الاعمار اليرقية الكبيرة فتقدم فيها أوراق التوت كاملة ونظيفة ليس عليها تراب أو قطرات ماء ، ويقدم الغذاء 4 وجبات يوميا مع زيادة كمية وجبة المساء ، ويجب زيادة العناية بالتغذية والنظافة ، مع تفريد اليرقات علي المساحة المطلوبة خلال العمر الخامس ، لان هذا العمر يحدد كمية الشرانق وجودتها .
وعلامة الصيام هي تحول لون الرأس إلي الغامق ويكونن الجلد لامعا ، وتمتنع اليرقة عن الحركة ، مع رفع الرأس أعلي وبعد انتهاء فترة الصيام يعود لون الرأس الي الفاتح وتتحرك الديدان بحثا عن الغذاء ، ويمكن مشاهدة جلد الانسلاخ القديم علي صواني التربية فوق الفرشة خصوصا في الأعمار الكبيرة .
ولضمان انتظار النمو لا يتم وقف الغذاء قبل دخول أكثر من 90% من اليرقات في الصيام ، كما لايتم تقديم الغذاء بعد الخروج من الصيام إلا بعد خروج أكثر من 90% من اليرقات .
وتجري عملية تغيير الفرشة مرة في نهاية العمر الاول ومرة في منتصف العمر التاني ومرة في البداية العمر الثالث ومرة في منتصفه ، ومرة في بداية العمر الرابع ومرة في منتصفه ، أما في العمر الخامس فيجب تغيير الفرشة باستمرار وليس أقل من يوم ويوم ويتم تغيير الفرشة باستخدام شباك من البلاستيك أو ورق مخرم يوضع فوق اليرقات وعليه أوراق توت طازجة تخرج إليه اليرقات من الثقوب ويتم التخلص من المتبقي ويعاد وضع اليرقات في مكان نظيف مع تفريدها وتقديم الغذاء .
وتستغرق غزل الشرنقة 3-4 أيام دون انقطاع علي هيئة 5-6 طبقات من خيط واحد متصل الي 1000 متر ، أو أكثر ثم تتحول اليرقة بداخل الشرنقة الي عذراء .
وقد تم تصنيع فورمات ( قوالب ) من البلاستيك لاستخدامها في التعشيش بدلا من الكازوارينا ، لسهولة استخدامها وضمان الحصول علي شرانق كبيرة الحجم جيدة المواصفات وبهذه الفورمات أشكال متعددة .
-خنق العذاري بتعريضها للشمس المباشرة لمدة 3-4 أيام متتالية ، بكفردها علي حصيرة في شكل طبقة واحدة مع تقليبها وتجمع بالليل وتفرد ثانية في الصباح .
-استعمال بخار الماء الناتج من غلاية لمدة 1-2 ساعة .
-استخدام أفران كهربائية علي درجة 70 درجة مئوية لمدة ساعتين مع التقليب المستمر وهي أفضل الطرق .
تنتج علبة البيض 12 جم في المتوسط حوالي 25-30 كجم شرانق طازجة تصبح بعد تجفيفها 8-10 كجم شرانق جافة أي حوالي 6-8 صفائح .
أمراض الديدان وطرق المقاومة :
تنقسم الامراض التي تصيب ديدان الحرير الي أمراض معدية تتسبب عن كائنات حية دقيقة تنقل العدوي ، أو غير معدية ، وهي ما لا تتسبب عن كائنات حية ، ولكن قد يكون سببها ميكانيكيا أو حيويا مثل الاورام أو نقص الفيتامينات أو انواع من السرطان .
وبالنسبة للامراض المعدية التي تصيب ديدان الحرير منها الببرين والفلاشيري والجراسيري والمسكردين ، وهي تسبب فقدما لا يقل 30-40% من محصول الشرانق ، فيها عدا مرض البنزين الذي يظهر علي شكل وباء ويسبب خسائر تصل الي 90% من محصول الشرانق .
اقتصاديات المشروع وتسويقه
تختلف تكلفة مشروع تربية ديدان الحرير وإنتاج الشرانق من بلد الي اخر باختلاف عوامل الإنتاج ، أي الادوات ومكان الانتاج ، ومدي مناسبة المناخ من عدمة لتربية هذه الديدان ، وكذلك القدرات المالية لصاحب المشروع ، غير ان التكلفة من الناحية المادية تبدو مناسبة لقدرات الشباب العربي الي حد ما وفقا لما يراه الخبراء .
ويمكن أن نضرب مثلا مبسطا للتكلفة والعائد لكي تقترب صورة التكلفة والعائد من الذهن ، فأولا لابد أن تحسب تكاليف الادوات التي تستخدمها لحجم معين ، وأهمها :
-علبة بيض ، ولتكن مثلا 12 جم ، أي يوجد بها حوالي 18 الف بيضة ( ثمن االعلبة 7-8 دولارات في المنطقة العربية )
-500 كجم من ورق التوت لتغذية علبة من الديدان .
-إناءات وحوامل يوضع فيها البيض .
-مساحة حوالي 9 أمتار .
هذه الادوات ثمنها في المجموع بسيط ، ولا تتعدي تكلفتها في السوق العربية 50 دولارا ، هذامع اقتراض أن صاحب المشروع يؤجر الحجرة التي سينتج فيها . وبعد دورة إنتاج قدرها 6 أسابيع تنتج علبة البيض زنة 12 جم 8 صفائح شرانق ،وكل صفيحة تباع تقريبا ب 10 دولارات ،أي ان إيراد علبة البيض الواحدة يصل الي 80 دولارا .
وبخصم التكاليف الثابتة والمتغيرة من إيراد هذه الدورة سنجد ان العائد قد يصل الي 60 دولارا . وإذا امتلكت أكثر من علبة بيض فذلك يعني أن يكون لديك حجم كبير من صفائح الشرانق ، بما يوفر لك عائدا مغريا .
غير أن لب نجاح هذا المشروع يحتاج الي عناية ودقة فائقة ومعلومات جيدة عن المشروع حتي يستطيع صاحبه مراقبة اليرقات وإنتاج الشرانق ، ويعرف مواعيد تغذيتها وفقا للدكتور الدكتور عبد الرحمن حسني الخبير بمركز البحوث التابع لوزارة الزراعة المصرية الذي يري أن مشكلة المشروع في عدم وجود معلومات كافية في وسائل الاعلام عنه .
أما تسويق الشرانق في الدول المتقدمة فوفقا للدكتور برهان محمود الخبير المصري في إنتاج دودة القز فيتم عن طريق وزن الشرانق الطازجة ، ولصعوبة ذلك في مصر ودول عربية أخري تتم عملية التسويق عن طريق حجم الشرانق الجافة في مزاد علني في كل منطقة في موعد محدد بحضور تجار الحرير والمستثمرين ، ويتم البيع باستخدام صفيحة المياه ، 20 لترا كوحدة للكيل .
وينصح الدكتور برهان الشباب الراغبين في معرفة تفاصيل حول مشروع ديدان الحرير باللجوء الي وزارات وكليات الزراعة التي تهتم كثيرا بتدريب الشباب الراغبين في إقامة هذا المشروع .
ولا يتوقف من يقوم بمشروع ديدان الحرير عند هذا الحد ، بل إن الدكتورة سعاد مرسي الخبيرة في ديدان الحرير بمركز البحوث الزراعية تقول : إن الشاب لو نجح في إنتاج وتسويق الشرانق يمكن ساعتها أن يوسع مشروعه وراسماله تدريجبيا لينتقل الي مرحلة أكبر حيث يحول الشرانق الي حرير خام .
ما يمكن أن يدخل الشاب في مرحلة اخري عن طريق تصنيع هذا الحرير بطريقة النول اليدوي ويجعل خيوط الحرير قماشا ، ومن الممكن عمل الايشاربات الحريمي ، غير أن مشكلة المراحل التي تلي إنتاج الشرانق تكون في عملية التسويق ، لاسيما أن إنتاج الحرير يرتبط في معظمه باستثمارات كبيرة .